عصابات حميدتي .. والصراع في العراق 

عصام البوهلالة 

المتابع لما حصل في الفترة الأخيرة يجد أن الشعب العراقي عاش حالة فوضى تحت إدارة حكومة متناقضة المواقف تخطت في سلبياتها جميع الحكومات التي سبقتها ، مما جعلها تدخل البلاد في صراع داخلي أدى إلى التفريط بالثروات والسيادة الوطنية تحت مسمى { سباق } الانتخابات ، الأمر الذي سمح للأجندات الخارجية العمل بكل طاقاتها وأذرعها الداخلية وبطرق شائكة ومعقدة حتى كاد الصراع أن يصل إلى الصدام المباشر ، ولم يختزل هذا الصراع في منطقة أو طائفة أو قومية معينة ، إنما اجتاح جميع مدن البلاد ، وكانت صور الاجندات الإقليمية واضحة وتحمل بصمات {إسرائيل} وتركيا وسورية والأردن من جهة ، ثم إيران وما تبقى من حلفائها من جهة أخرى ، إضافة إلى بصمات دول الخليج وأجنداتها المختلفة والمتفرعنة في العراق الجريح .
إن جميع الأجندات والمشاريع السياسية العاملة في العراق تدور في محور المجرة الأمريكية التي يسعى الجميع لكسب رضاها ، ولو قارنا هذا الصراع والتشابك لوجدنا أن الأيادي المتنفذة في العراق يجمعها وجه التشابه الكبير لايادي القتل والجريمة المنظمة التي تنفذها عصابات الجنرال حميدتي في السودان الشقيق ولكن بطرق وأسلحة مختلفة .
إن العراق يحتاج إلى عملية مسائلة وعدالة واجتثاث حقيقي لكل من شارك في العملية السياسية وتلطخت يداه بالدماء والمال الفاسد والارتماء بأحضان الدول الأخرى دون استثناء ، من أجل تخليص العراق من الفوضى والاحتلال وإعادة بنائه من جديد بأيدي وطنية عراقية مخلصة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى