إلى روح أخي المرحوم: حسن أحمد الحايك (أبو أحمد) غفر الله له وطيب ثراه
إنّي ذكرتُكَ في النّهارِ دواءَ
وبظلمةِ الليلِ الطويلِ ضياءَ
وذكرتُ أخلاقَ الرجالِ عليّةً
فإذا الخصالُ تُحيلها علياءَ
يا حاملاً وطناً على أكتافِهِ
بعزيمةٍ لا تعرفُ الإعياءَ
افتح شراعَ الحبِ في أرجائنا
مستبشراً، متآخياً، معطاءَ
وانشرْ تعاليمَ النضالِ تحرراً
وعدالةً، وتوحدا ونماء
أدمنتَ إخلاصاً سما بفعالهِ
وبقولهِ قد شرّفَ الأسماءَ
واخترتَ من حَملِ الأمانةِ ثقلَها
أحسنتَ صنعاً رائعاً وأداءَ
أعليتَ صرحَ عمارةٍ أركانُها
أمٌ تُعِدُ بنبلِها الأبناءَ
وتيمناً زينتَ باقةَ وردنِا
بجمالِها فتفتحت أضواءَ
ولآل حائكَ في (عليٍ) قدوةٌ
أغنيّتَ سيرةَ مجدِها إحياءَ
ورفعتَ سقفاً للحضارةِ فوقنا
فالعلم سيّدُ من يُشيدُ بناءَ
وقضيتَ حاجاتِ الكرامِ كجابرٍ
لا تبتغي مدحاً ولا إطراءَ
وصبرت َمحتسباً، لهولِ فجيعةٍ!!
أدمتْ شغافَ القلبِ والغرباءَ
شيخَ المجالسِ هل أعودُ لذكرِها؟!
حكماً وقفتَ، تُقاربُ الآراءَ
فإذا نطقتَ هوت إليكَ قلوبُهم
وملكتَ من أسماعهم إصغاءَ
وعلى ضفافِ المعضلاتِ مشورةٌ
رسمتْ على ألمِ النّفوسِ شفاءَ
شهدتْ لكَ الأيامُ أفقاً واسعاً
وبصيرةً، ودرايةً، ونقاءَ
لهفي عليكَ وألفُ آهٍ يا أخي
حُزناً على وجعِ الفِراقِ بكاءَ
لهفي عليكَ لقد فتحت َبخاطري
جرحاً يبيت بمهجتي اسثناءَ
لهفي عليكَ، على ربيعِ بلادنا
وطنٌ يمزّقهُ الهجاءُ عداءَ
فالأخوة ُالأعداءُ، أسرجَ خيلهم
ورقُ الخريفِ، تشفّياً ورياءَ
قالوا رحلتَ، وأنتَ أكبرُ حاضرٍ
فينا!، يعلمنا صباحَ مساءَ
وكزهرةِ التّفاحِ أشرقَ نورُها
شعراً، يزّفُ لعطرِها الأنداءَ
أضحى حضوركَ في بنيكَ سنابلاً
تعطي لزرعِكَ رونقاً وبهاءَ
وتقيمُ من قمحِ البيادرِ عالماً
يضفي على ألقِ النّجومِ صفاءَ
فإلى جنانِ الخلدِ دربُكَ أخضرٌ
وليهنأِ الفردوسُ فيكَ هناءَ