
إذا كنا حقا معنيين بحل وطني ديمقراطي سوري فأول ما ينبغي التفكير فيه هو وقف الشحن الطائفي من جميع الجهات، لكن ذلك لا يكفي، فهناك عامل آخر يزيد الشرخ بين الطوائف بطريقة غير مباشرة، وهو شيطنة القيادة السورية الحالية للعهد الجديد.
يعرف الجميع مهما حاول البعض الانكار والتحايل على الحقيقة أن 90% من العرب السنة يدعمون العهد الجديد بعد ما يزيد عن نصف قرن من النظام الوحشي الطائفي البائد، ويرون فيه حريتهم وحرية سورية، هذه حقيقة موضوعية سواء أحببناها أم كرهناها، بالتالي فشيطنة القيادة السياسية وجعل تلك الشيطنة المادة اليومية وحشد الحقائق والأكاذيب في تردادها اليومي يقود بطريقة غير مباشرة إلى شيطنة الرأي العام الذي يدعمها وهذا ما يصل إليه كثيرون بطريقة علنية فجة، بينما يدور حوله آخرون بالتلميح دون التصريح.
تكثيف جوهر المعارضة السياسية في شيطنة القيادة السياسية، والمبالغة في ذلك يجعل أولئك المعارضين يهبطون بمعارضتهم نحو الأسفل، فيستبدلون النقد بالسب والشتم وتلفيق الأكاذيب وتضخيم الأخطاء ويغلقون فعليا طريق الحوار أو العمل المعارض المجدي والمفيد، بينما يعمقون الشرخ مع الغالبية الساحقة من شعبهم بدون مبالاة وحين يضعون الرأي العام المؤيد للعهد الجديد في خانة ” التطبيل ” وكأن ليس من حق الناس اتخاذ موقف سياسي ماعدا الانضمام لرأيهم في شيطنة العهد الجديد
ينبغي الاعتراف أنه لا يكفي طلب وقف الشحن الطائفي بل تحويل أية معارضة من معارضة الشيطنة والسب والشتم واللطم إلى معارضة سياسية مفهومة عقلانية تدرك أن الوطن لايمكن تفصيله على مقاسها، وأن عليها مواجهة الحقائق الموضوعية واحترام رأي الآخر دون أن تتخلى عن نقدها بقدر ما يكون ذلك النقد عقلانيا ومساهما في الحل الوطني الديمقراطي السوري.


