تعليقًا على اتفاقية الدفاع المشترك بين السعودية وباكستان

د. مخلص الصيادي

مع توقيع السعودية اتفاقية دفاع مشترك مع باكستان، هل بات متوقعا أو منتظرا أن توقع سوريا التي تعاني من هجمات واختراقات اسرائيلية متواصلة اتفاقية دفاع مشترك مع تركيا. أم أن تركيا تحذر من مثل هذه الخطوة لأنها تضعها في موقع، وتحملها عبء لا تريد أو لا تستطيع تحمله.

السؤال مهم جدا بجانبيه السوري والتركي. ومهم أيضا على الجانب العربي، أو جانب الأمن القومي العربي.

لا شك أن توقيع اتفاقات تعاون عسكري بين سوريا وتركيا، تتضمن التأهيل والتدريب، – وهو ما تم فعلا – مهم، لكن “اتفاقية الدفاع المشترك” تمثل مستوى مختلفا من العلاقات، ومن الالتزامات المتبادلة.

ثم إنها إذا جاءت في ظل غياب عربي كامل – كما هو الأمر الآن – فإنها تحمل فيما تحمل إشارة قاطعة إلى انتهاء مفهوم “الأمن القومي العربي” من القاموس الذي يتداوله النظام العربي. وجامعة الدول العربية، وكانت تحركات واتفاقات ومناورات مشتركة مع دول عديدة معادية لهذا الأمن العربي قد جعلت هذا المفهوم “مهترئ”. وغير ذي معنى.

معلوم أن دولة الكيان تعارض بشدة هذا المستوى من العلاقات التركية السورية،

ومعلوم أن عضوية تركيا في حلف الناتو تعوق على نحو ما وجود هذا المستوى من التعاون السوري التركي.

لكن التفاعلات الجارية في وضع المنطقة تفتح بابا لمثل هذا التعاون إذا كان طرفيه على استعداد للتقدم في اتجاهه.

ولعل العلاقات الراهنة السورية التركية على مختلف المستويات بما فيها المستوى الثقافي، وفي ظل اختفاء أي وجود سوريا على مستوى القوة العسكرية، ومستوى الأمن الوطني تجاه الخارج، تمهد أرضية لا يستهان بها لمثل هذا التطور في العلاقات والالتزامات.

وأيضا فإن ما تظهره القيادة التركية من طموح وقدرة في أن تقوم بدورها الإقليمي وبالتزاماته المفترضة بشكل كامل قد يشجع على تصور امكانية إقدامها على اتخاذ مثل هذه الخطوة الحاسمة.

تساؤلات وافتراضات معقدة جدا لكن اتفاقية الدفاع المشترك السعودية الباكستانية تتيح فتح كل النوافذ لمناقشتها وبحث احتمالاتها، ومآلاتها.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. توقيع السعودية اتفاقية دفاع مشترك مع باكستان، ومن المتوقع توقيع سوريا اتفاقية دفاع مشترك مع تركيا. وذلك لغياب عربي وتحمل إشارة قاطعة إلى انتهاء مفهوم “الأمن القومي العربي” من القاموس الذي يتداوله النظام العربي. وجامعة الدول العربية، لماذا كل هذا ؟؟.

زر الذهاب إلى الأعلى