
أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، رئيسي مجلس النواب والشيوخ بأنه وجه “البنتاغون” بنقل قوات إضافية إلى الشرق الأوسط، فيما أعلنت طهران عن تأجيل المباحثات الفنية بين الخبراء الإيرانيين والأميركيين، والتي كانت مقررة غداً الأربعاء، إلى يوم السبت المقبل.
وجاءت رسالة ترامب، بعد إعلان الأخير أنه أجرى مكالمة هاتفية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ناقش خلالها “قضايا متعددة، من بينها التجارة وإيران”.
وفي منشور على منصته “تروث سوشيال”، قال ترامب: “تحدثت للتو مع رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو، بشأن عدد من القضايا، بما في ذلك التجارة، وإيران وغيرها”. وأضاف: “كانت المكالمة جيدة جداً. نحن على نفس الجانب في جميع القضايا”.
وتعتبر هذه المكالمة الهاتفية الأولى بين ترامب ونتنياهو منذ اجتماعهما في البيت الأبيض قبل أسبوعين، وهي القمة التي أعلن خلالها ترامب بدء المفاوضات مع إيران. وأتت بعد يومين من انعقاد الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الملف النووي في روما.
تأجيل مفاوضات الخبراء
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إنه تقرر “تأجيل مباحثات الخبراء التي كانت مقررة غداً الأربعاء إلى يوم السبت باقتراح من (سلطنة) عُمان”. وأضاف أن “المحادثات التقنية السبت المقبل، ستتزامن مع حضور رئيسي وفدي إيران والولايات المتحدة”.
وكانت جولة ثانية من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة عُقدت في روما في 19 نيسان/أبريل الحالي.
عراقجي: لا ننوي التفاوض علناً
من جهته، أكد وزير الخارجية الايرانية عباس عراقجي، أن إيران لا تنوي التفاوض علناً، مشيراً إلى “أن بعض مجموعات المصالح الخاصة تحاول التلاعب بالعملية الدبلوماسية، وحرفها عن مسارها، من خلال تشويه سمعة المفاوضين، وتشجيع الحكومة الأميركية على تقديم أقصى المطالب”.
ووفقاً لنص كلمته، التي كان من المقرر أن يلقيها عبر تقنية الفيديو، أمس، في مؤتمر كارنيغي للسلام الدولي، قال عراقجي إن “إيران أظهرت منذ وقت طويل أنها مستعدة للتعامل مع الولايات المتحدة على أساس الاحترام المتبادل والمكانة المتساوية، ويتضمن ذلك الاعتراف بحقوقنا باعتبارنا دولة موقعة على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، بما في ذلك الحق في إنتاج الوقود لمحطات الطاقة النووية لدينا”.
وأشار إلى أن “انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018، بعد إعادة فرض العقوبات، أدى إلى تعطيل هذا التقدم وتقويض الثقة التي تم بناؤها من جهة. وفي المقابل، وعلى الرغم من هذه النكسات، فقد أثبتت إيران مرة أخرى التزامها بالدبلوماسية. ولذلك، ومن أجل أن نتقدم إلى الأمام، يجب أن تكون الأسس متينة، بحيث تعتمد كل عملية تفاوض على مبدأ التسوية المعقولة والعادلة”.
اتفاق لا يلبي الاحتياجات
واستطرد عراقجي قائلاً، إنه “على الرغم من أن الاتفاق النووي كان إنجازاً مهماً، إلا أن الكثيرين في إيران يعتقدون أن الاتفاق لم يعد يلبي احتياجاتهم، و يريدون اتفاقاً جديداً يضمن مصالح إيران ويأخذ في الوقت نفسه في الاعتبار مخاوف جميع الأطراف، كما أنني شخصياً اؤيد هذا الطلب أيضاً. لا أستطيع أن أتحدث باسم الرئيس (الأميركي دونالد) ترامب الآن؛ ولكن بالنظر إلى أفعاله السابقة، يمكننا القول بثقة إنه لا يريد أيضاً تكرار خطة العمل المشترك الشاملة”.
وتابع أن جهود إيران للاستفادة من الطاقة النووية سلمياً، تنبع من أولياتها طويلة الأمد بما يتماشى مع أهداف البلاد التنموية والاقتصادية، مشدداً على “أن البرنامج النووي الإيراني تم تشويهه بسوء الفهم وخلق سرديات مسيّسة”.
السوق الإيرانية
وفيما أوضح عراقجي أن السوق الإيرانية قد تؤدي إلى إنعاش الصناعة النووية الراكدة في أميركا، أشار إلى أنه “إذا تم النظر إلى المستقبل، فإن أي اتفاق قد يتم التوصل إليه، يجب أن يرتكز على حماية المصالح الاقتصادية الإيرانية، إلى جانب برنامج قوي للرصد والتحقق، يضمن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني”. وأكد أن “هذا النهج، وحده قادر على تحقيق الاستقرار والثقة على المدى الطويل شرط أن يكون في نطاق واضح للمفاوضات أيضاً”، لأن إيران “لن تتفاوض أبداً على أمنها، في منطقة مضطربة وغير مستقرة مثل منطقتنا”.
المصدر: المدن