
الأخ حسين عمر حرب.
تلقيت بكثير من الألم والفقد خبر وفاة والدك المناضل الوطني والقومي المشهود له، عمر حرب / أبو حسين، وقد كان علما بارزا من أعلام المناضلين من أجل وطنهم وأمتهم في لبنان، وفي الوطن العربي كله، وكان من الرجال القلائل الذين استطاعوا الثبات على مواقفهم في أحلك الأوقات وأصعبها، وبقي ممسكا بلواء مقاومة العدو الصهيوني ومعه ثلة من مجاهدي الاتحاد الاشتراكي حتى لم يبق غيرهم في هذا الموقف المشرف فيما كان العدو يبسط سيطرته في ذلك الحين على بيروت الأسيرة.
وكان من الرجال القلائل الذين التزموا بالعمل القومي من خلال تنظيم الطليعة العربية “وكان عضوا في اللجنة المركزية القومية”، وقام بدوره المأمول في بناء هذا التنظيم على الساحة اللبنانية والقومية، فكان رائدا في كل مواقفه وعطاءاته. وبذلك كان له في تاريخنا النضالي والتنظيمي حضورا، ووجودا، ومكانة تتعزز في كل يوم، ومع كل حدث وموقف.
ولقد كان لي ولأسرتي علاقة وتجربة خاصة مع والدك الراحل ووالدتك رحمها الله، ومعكم جميعا. فقد كنا خلال سنوات وجودنا في بيروت نقيم في جواركم، (ومعنا في هذا الجوار أخينا على فتال أطال الله في عمره وأسرته، وأخينا الراحل الدكتور عبد القدوس المضواحي رحمه الله)، وكانت رحابة أخلاق والديك، وطيبة معشرهم، حسن تعاملهم، ودماثة أخلاقهم، وخوفهم الحقيقي علينا، – و كان الجميع يعمل في أجواء مكتظة بالمخاطر – أجمل الأثر في جعلنا لا نشعر بأية غربة، بل بأننا على وجه الحقيقة بين أهلنا وإخوتنا.
وأحسب أن كل من يبحث في تاريخ الحركة الوطنية اللبنانية، وتاريخ الحركة الناصرية في لبنان، والوطن العربي لا بد أن يقف أمام دور هذا الرجل، ومكانته، وجهاده، ومناقبيته.
رحم الله أبا حسين، وأحسن إليه، وجمعنا به في عليين.
لك يا أخي وابن أخي حسين، وللأهل جميعا خالص العزاء مني ومن السيدة أم إياد.
نتقبل بقلوب مؤمنة قضاء الله وقدره، فهذه سنة الحياة، وهذا هو اليقين الذي لا يحيد عنه أحد.
أنزل الله على قلوبكم الصبر الجميل، والعزاء لكم ولكل إخوانه رفاقه وأحبائه. في لبنان، وفي وطننا العربي الرحيب، وفيه الكثير ممن عايشوا الفقيد وعرفوه وارتبطوا به مثالا للرجل الطليعي الصادق.
اللهم تقبل عمر حرب في عبادك الصالحين، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والحمد لله رب العالمين
وفاة المناضل الوطني والقومي اعمر حرب / أبو حسين خسارة كبيرة للتيار العروبي والوطني اللبناني، كان علما بارزا من أعلام المناضلين من أجل وطنهم وأمتهم في لبنان، الله يرحمه ويغفر له ويسكنه الفردوس الأعلى.