يبدو أن هناك من يحاول الالتفاف على الطريقة الديمقراطية المعروفة في وضع الدستور الدائم للبلاد من خلال تقديم ” وثيقة ” لاتحمل اسم من وضعها ( !) ويطلب التوقيع عليها .
ما يلفت النظر أنه عبر جمع التواقيع يريد جعل تلك الوثيقة ملزمة لأية جهة مكلفة بوضع الدستور كماورد في الوثيقة ” یشكل ھذا العھد المؤسس مرجعاً للمبادئ الدستوریة في سوریا”
ما أود التأكيد عليه أنه لاتوجد وثيقة مهما بلغ عدد الموقعين عليها يمكن اعتبارها مرجعا للمبادىء الدستورية .
كتابة الدستور والمبادىء الدستورية حق حصري للجمعية التأسيسية المنتخبة ديمقراطيا من الشعب .
والخروج عن ذلك المبدأ عمل غير مقبول , ويمكن أن يكون مدخلا لخلافات وانقسامات شعبنا في غنى عنها .
الوطن ليس وطن بعض المثقفين مهما كانت آراؤهم , الوطن أكبر من ذلك , وأول مايميز الدستور هو أن يكون محل توافق وطني , توافق لايمكن مقاربته سوى بالطرق الدستورية الشرعية وليس بطرق التفافية .
يمكن لأي كان تقديم مقترحات متعلقة بالدستور الدائم للبلاد ويمكن إدارة حوارات حول ذلك , لكن ذلك شيء ووضع وثيقة تدعي لنفسها الحق في ان تكون مرجعا للدستور عبر جمع التواقيع شيء آخر تماما .
وعلى من يرغب بالمساهمة في مناقشة أفكار مرتبطة بالدستور أن يكون واضحا في أن أفكاره هي مجرد مساهمة مطروحة للحوار وأن لاحق لأحد في وضع الدستور أو المبادىء الدستورية سوى الجمعية التأسيسية المنتخبة ديمقراطيا .
0 62 دقيقة واحدة