تصاعدت مؤخراً حملات القصف من قبل قوات النظامين السوري والروسي على المدنيين في قرى وبلدات شمال غربي سوريا، حيث تعرضت إدلب والأرياف الملاصقة بها لقصف عنيف وشبه مستمر بمختلف أنواع الأسلحة. الدفاع المدني السوري قال الإثنين، إن طفلة وشاب أصيبا بقصف صاروخي لقوات النظام استهدف مدينة سرمين شرقي إدلب، حيث “أسعفت فرقنا الطفلة المصابة بإحالةٍ من مشفى سرمين إلى مشفى إدلب، وتفقدت الأماكن التي طالها القصف وتأكدت من عدم وجود مصابين آخرين”. حسام الخلف ناشط ميداني في ريف إدلب، قال في اتصال مع “القدس العربي” إن الأراضي الزراعية في بلدات جبل الزاوية ولا سيما بلدة البارة والأراضي الزراعية التابعة لها القريبة من خطوط الاشتباك تتعرض بشكل يومي لقصف مدفعي وصاروخي، مع موسم قطاف الزيتون في ريف إدلب.
كما قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة وفق المصدر “مزارع العصعوص شرق بلدة مفرنوران” غربي حلب، و”قرى القرقور وخربة الناقوص والسرمانية” في ريف حماة الغربي.
وطاولت الهجمات، خلال الأسابيع الأخيرة، قرى ريف إدلب الجنوبي والشرقي وأطراف مدينة إدلب وقرى وبلدات ريف حلب الغربي، موقعة ضحايا مدنيين وإصابات ومخلفة دماراً في البنى التحتية والمرافق العامة ومنازل المدنيين. وشاركت فيها الطائرات الحربية الروسية، فضلاً عن وحدات المدفعية لقوات النظام.
وقال خبراء ومحللين لـ “القدس العربي” إنّ أطراف النزاع في إدلب لن ينزلقوا إلى مواجهة مفتوحة على غرار ما جرى عام 2020 وقبله، لأن ذلك لا يبدو ممكناً، فلا النظام وحلفاؤه جاهزون لشن هجوم واسع، ولا تركيا ترغب بتقويض حالة الاستقرار رغم هشاشتها.
كما يُستبعد أن يتعرض الاتفاق التركي – الروسي للانهيار، لأن “ثمة توافقاً أكثر من أي وقت مضى بضرورة الحفاظ عليه، لا سيما في ظل حالة عدم اليقين الإقليمية جراء الاندفاعة الإسرائيلية، وعدم رغبة روسيا وتركيا في تحمل كلف تصعيد جديد في سوريا، وارتداداته على مصالح وأهداف كل منهما في سوريا”. وكان الاتفاق الروسي-التركي قد تعرض في آذار/ مارس 2020 إلى هزات قوية واختبارات عدة في محطات سابقة، كانت في سياق تبادل الرسائل والضبط لإعادة التوجيه، ليعقبها اجتماعات أفرزت آليات لتلافي الثغرات واحتواء التحديات الناشئة.
وحسب مراقبين لـ “القدس العربي”، فإن التصعيد الروسي لا يخرج عن هذا السياق، باعتباره رسالة لردع أي طرف يحاول استغلال الظرف الإقليمي لتقويض الترتيبات الروسية، أو يحاول اقتناص الفرصة لملء الفراغات المتوقعة عن إعادة تموضع إيران وأذرعها في الشمال، كما أنها دعوة للجانب التركي لتحمل مسؤولياته في ضبط فصائل المنطقة والإيفاء بالتزاماته، لا سيما عقب الاستهدافات المتكررة لروسيا في الساحل السوري.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال إن إدلب والمنطقة القريبة منها تعرضت منذ ساعات الصباح الأولى، الإثنين، لتصعيد بري من قبل قوات النظام على مناطق متفرقة في أرياف حلب وحماة وإدلب.
وقال: “قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة قرى كفرتعال والعصعوص والقصر وكفر عمة بريف حلب الغربي، ومحيط قرية العنكاوي وخربة الناقوس في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، بالإضافة إلى البارة في منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، فيما لم ترد معلومات عن سقوط خسائر بشرية حتى اللحظة”.
وتزامناً مع القصف البري، تشهد مناطق بريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي تحليقاً مكثفاً من قبل طائرات استطلاع ومسيّرات في أجواء تلك المناطق.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إلى وصول تعزيزات عسكرية لكل من قوات النظام والهيئة مع الحديث عن فتح الجبهات بين الطرفين، ما ساهم في تزايد التصعيد براً وجواً عبر المسيرات.
وكانت قوات النظام قد استهدفت، الأحد، عبر 10 طائرات مسيّرة “انتحارية” محاور مدينة الأتارب وقرى كفرعمة والقصر وكفرتعال في ريف حلب الغربي، تزامناً مع تحليق لطيران الاستطلاع في أجواء المنطقة، كما حلقت طائرة استطلاع تابعة للتحالف الدولي في أجواء ريفي حلب وإدلب.
جرى ذلك بينما قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة قرى كفرنوران وكفر تعال في ريف حلب الغربي، ومحيط قرية كنصفرة في منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، تزامناً مع تحليق طيران استطلاع روسي في أجواء تقاد وكفرعمة والفوج 111 غرب حلب، لرصد متابعة التحركات.
المصدر: «القدس العربي»
نظام طاغية الشام المتهالك وقوى الإحتلال الروسي والميليشيات الداعمة الإرهابية تروج لعملية عسكرية بشمال غرب وإدلب أي مناطق خارج سيطرتهم، والجميع متهالك للفساد وقلة الموارد وحرب لبنان وأوكرانيا، ولكنه لغاية إلهاء الشعب عن المخططات التي تنفذ للمنطقة كنتائج شرق أوسط جديد ، فهل ستكون معركة؟