مقال تحريضي من العيار الثقيل ضد قطر في “هآرتس”.. بعنوان: “قطر تجهِّز حلقة من النار كي تحل محل الحلقة الإيرانية”.

ياسر زعاترة

نشر مساء أمس في الموقع، واليوم في الصحيفة للباحثة في المجتمع والسياسة الفلسطينية (د. رونيت مرزان).. مما قالته: “في 7 أكتوبر 2023، انهارت الفكرة القائلة بأن “حماس مُردوعة”، لكن إسرائيل لا تزال متمسِّكة بالفكرة القائلة بأن “قطر دولة صديقة تساعد في حلِّ النزاعات”. إنها تتجاهل الحملة الدعائية التي تقودها قطر ضدها وضد العالم الغربي، والتي ترى أن تحرير فلسطين بالكامل سيؤدِّي إلى تحرير المنطقة من الاستعمار، وتحرير العالم من النظام أحادي القطب الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة، وتحرير النفس البشرية من الثقافة الغربية”. “يبدو أن إسرائيل ليست الوحيدة التي تغفو في حراسة المنطقة؛ حتى قادة أوروبا والولايات المتحدة لا يدركون أن قطر تعمل من خلال وكلائها لإثارة صدام بين الشمال العالمي والجنوب العالمي، مستغلّة مِحن الدول الفاشلة وحركات الـWOKE في الغرب، وتسعى لتقويض النموذج الغربي للدولة القومية الحديثة، الذي رُسمت حدوده في الماضي، من أجل إقامة نموذج جديد لدولة التراث العربية. هذه الدولة ستكون شرعيتها مستمدة من موافقتها على وضع مصالح الأمة العربية والإسلامية فوق المصالح الوطنية، وعلى رأس هذه المصالح الصراع مع إسرائيل”. “بعد أن ساعدت غزة، تتجه قطر الآن نحو لبنان. ستحلّ “حلقة النار” السنيّة الخطيرة محلّ “حلقة النار” الشيعية التي أوجدتها إيران في المنطقة”. “أخطأت إسرائيل والولايات المتحدة عندما سمحتا لقطر بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وتخطئان مرة أخرى عندما تسمحان لها بإدخال المساعدات إلى لبنان”. (انتهت الاقتباسات). اللافت في المقال أنه في “هآرتس” اليسارية. أما أمثاله في الصحف الأخرى، فكثير منذ 7 أكتوبر، وقد حفل المقال باستشهادات كثيرة “مُنتقاة” للتدليل على صواب الفكرة. هذا اللون من التحريض هو جزء من غرور القوة الذي يتلبّس كثيرا من الصهاينة، ويدفعهم إلى التحريض ضد أي أحد لا يمنحهم ما يريدون، بل كلّ ما يريدون أحيانا، وحين ترى بعض التحريض حتى على مصر، فستُدرك ذلك. هناك من بينهم من يردّون على هذا المنطق، ولكن بلغة السياسة التي تبحث عن “المصلحة” وسط دوّامة الفشل في التنفيذ السريع لطموحات اليمين المتطرّف، خلافا للآخرين الذي يؤمنون بالتدرّج، باستثناء قلة قليلة ما زالت تؤمن بالحلول السياسية.

 

مقال الزعاترة يكشف وحدة الصف الصهيوني: اليمين، واليسار، المتطرفين وغير المتطرفين، من كل ما له صله بنا، سواء كان مصدره حقوقنا، أو القيم الانسانية العامة، التي تستند الى قيم الضمير،

وهو حين يعرض لما تطرحه هاآرتس فإنه يستعرض ما من المفترض أن يكون صوتا لليسار، وحين يركز الحديث حول قطر ودورها فإن الأمر يخص دولة اعتبرت من قبل جميع الأطراف الفاعلة نموذجا للحياد بين أطراف الصراع بغض النظر عن الحق والباطل، عن الضحية والجلاد، عمن يقتل خمسين الف فلسطيني في غزة معظمهم من المدنيين، وبين من يدافع عن نفسه وأهله وحقه.

مهم قراءة المقال للتثبت من حقيقة العدوانية الصهيونية لكل الآخر، والآخر هنا هو كل من لايصادق على أفعال العدوانية الاسرائيلية أيا ما كان اسمه أوصفته أو طريقته للتعبير عن رفضه أو احتجاجه على هذه العدوانية. أو حتى الاكتفاء بالصمت.

عند الصهاينة وفي هذه المرحلة حيث الغرب الاستعماري منبطح أمام الهيمنة الصهيونية، لا يقبل هؤلاء إلا المشاركة في الانبطاح، وإلا فأنت مصنف ضمن الأعداء.

د. مخلص الصيادي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى