في تطور “جديد قديم” يختصر فكر العدو الصهيوني، قرر مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي بعد اجتماع دام (٤) ساعات توسيع دائرة الحرب على غزة لتشمل الأراضي اللبنانية، لنجد أن التلويح بإمكانية توسع الحرب حتى تصل الحدود الشمالية بدأ منذ الساعات الأولى للحرب على غزة، ولكن الجديد هذه المرة أن القرار يتم التلويح به بعد اجتماع أمني وليس عبر تصريحات تلفازية.
وفي اليوم الـ (٣٤٧) للعدوان الغاشم على قطاع غزة وجه حزب الله اتهاما مباشرا لإسرائيل بتنفيذ خطة مُحكمة بواسطة تقنية عالية لتفجير أجهزة اتصال مشفرة ذات تقنية عالية من نوع “بيجر” يستخدمها المدنيون وعناصر حزب الله في عدد من المناطق اللبنانية، والذي يعد خرقًا أمنيًّا غير مسبوق منذ بدء الحرب في (أكتوبر ـ ٢٠٢٣)، أسفر عنه مقتل (٩) أشخاص ـ من بينهم طفلة ـ، وإصابة (3000)، من بينهم (٢٠) في حالة حرجة، وهي حصيلة غير نهائية، على حسب تصريحات وزير الصحة فراس الأبيض.
ومع وجود تأكيدات تبين أن هذا الخرق الأمني للسيادة الوطنية اللبنانية تم بمساعدة حُلفاء، إلا أن البعض عده رسالة تحذيرية وجهها العدو الصهيوني، ليس لحزب الله وحده، بل لكل من يفكر في الاشتراك، أو دعم “الحرب الشاملة” التي أعلن عنها الحزب، لتعلن إسرائيل امتلاكها لتقنيات كبيرة، وعلى الرغم من التزام الحكومة الصهيونية الصمت، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن اجتماع ضم نتنياهو وغالانت تحت الأرض بوزارة الدفاع؛ لبحث التوترات في لبنان، في ظل تأهب الجيش الإسرائيلي لأي رد محتمل من حزب الله.
التاريخ الدموي التوسعي للاحتلال الإسرائيلي يوحي بأن الصهاينة يحددون الهدف دائما من حروبهم تحت عنوان “التوسع والاستيطان وابتلاع أراض جديدة”، حدث هذا في كل الحروب التي خاضها الاحتلال مع العرب، وها هو ذا نتنياهو يتحدث عن حرب تهدف لتأمين الحدود الشمالية، ويتمادى في تهديداته، مستعينا بعملاء وحلفاء من عدة انتماءات.
سيثبت التاريخ للأجيال القادمة أن سوء التخطيط والمؤامرات من الأسباب التي أدت إلى جعل الحروب التي خاضها العرب لاسترداد أراضيهم تعود بالسوء أكثر من النفع على الدول العربية، فكي تعيد مصر سيناء مثلًا، ربح العرب سيناء ولكنهم خسروا دور مصر الريادي ضد العدو، وهذا يعد خسارة لم يستطع العرب تعويضها حتى الآن، وحين حاول العرب إعادة الأراضي المحتلة عام (٤٨) خسروا الضفة والجولان، والحقيقة التي لا تقبل التشكيك أو الجدال أن ذلك لم يكن بسبب ضعف العرب وعدم قدرتهم على إعادة حقوقهم المشروعة، ولكن السبب الذي يعد الأكثر إيلاما وخزيا هو تواطؤ الخونة الذين زرعتهم إسرائيل على رأس القرار العربي الذي لم يعد منذ زمن طويل يؤخذ لصالح العرب، بل يُملى على عدد من قادتهم؛ لإسقاط الدول والشعوب في يد عدو غادر متعدد الأوجه والجنسيات، وسيلتف ـ إن آجلا أو عاجلا ـ على أذنابه ليجتثهم، في محاولة عابثة لمحو تاريخه الدموي الدنس.
قراءة موضوزعية ودقيقة لدور الإحTلال الصhيوني ودويلته الوظيفية لقوى الإمبريالية الإستعمارية، تتوسع بمعاركها على أكثر من جبهة بما تملكه من فائض القوة التي قدمتها الأنظمة الغربية وبقيادة أمريكا لدعم وجودها وتنفيذ أجندتهم، لنتعظ بأن الحروب العربية لاسترداد الأراضي تعود بالسوء أكثر من النفع فإستعادة مصر سيناء مثلًا، ولكنهم خسروا دور مصر الريادي ضد العدو،