أتحفنا مؤخرًا أحد المراكز البحثية بالإعلان عن إصدار كتاب لأحد باحثيه يدعو فيه الاخوة السوريين لحضور حفل توقيع هذا الكتاب… نهاية هذا الشهر في مدينة إستانبول. والذي يحمل عنوانا لافتا…..الحرب الاهلية في سورية..!!!!
من دواعي الافتخار والاطمئنان والاحساس بالنصر ان ردة فعل الثوار السوريين حيال عنوان هذا الكتاب كانت من السرعة والاتساع والحمية والتفاعل…ما جعلنا نثبت لأنفسنا وللأجيال اللاحقة.. ان ثورتنا احدثت لدينا ماكنا ننتظره منها على المستوى الذاتي .. .. وهو استعادة وعينا بذاتنا كشعب سيد حر مستقل. دون وصاية سلطوية من اية جهة كانت ثقافية ام دينية او عسكرية…
وقد تميزت هذه الردود بما حملته من نبرات غاضبة هادرة…مستنكرة هذا العنوان …مؤكدة بشدة ان ما حدث في سورية في الخامس عشر من الشهر الثالث من عام 2011…كان وباعتراف الضمير البشري ثورة متميزة عن اي ثورة اخرى في التاريخ المعاصر….
اما نحن ومن منطلق حقنا الثوري في مواجهة اي حالة من حالات تشويه الثورة واعتبارها حدثا اخر او ادعاء تمثيلها او تطويع جوهرها وتحويره لصالح فذلكات نخبوية مأجورة احيانا.. و اضافة الى تأكيد ما ذهب اليه جميع الاخوة فإننا ننظر الى هذا الموضوع من زاوية مختلفة….
لقد صار من المتداول والمعروف في فضائنا الثوري وما ثبت للتاريخ..ان نخبنا السياسية والثقافية فشلت في قيادة الثورة وعجزت عن القيام بدورها المنوط بها
في قيادة شعبها ونصرة ثورته…وقد تم الحديث عن ذلك وعن اسبابه وحيثياته في دوائر مختلفة ومتعددة…من المجتمع السوري..منها الثوري ومنها الاكاديمي ومنها الشعبي… غير اننا وامام حال النخبة المشار اليه .ما جعلنا نستنتج من خلال تجربتنا السياسية والثورية…اننا كشعب مستضعف. في هذه البقعة من الارض ومستهدف من قبل ارباب نظام دولي متحكم بمقدرات شعوب هذه المنطقة منذ اتفاقات سايكس بيكو من القرن الماضي حتى اليوم… حيث لم يسمح لنا ان نحكم انفسنا بأنفسنا وان لا نعرف معنى الاستقرار والاستقلال والتنمية الحقيقية.. الامر الذي شكل احد اسباب عدم تمكننا من انتاج نخب لصيقة بشعبها تسير امامه فتقوده وتضحي من اجله حتى الموت…حتى تم دفعنا اخيرا الى هذه الهاوية الموغلة بالدموية والابادة ….بالمقابل
وبالرغم من كل ذلك ها نحن نعيش اليوم وقائع ثورية متجددة …لازلنا متمسكين بإنجاز مهامها وتحقيق اهدافها . الا اننا امام عجز نخبنا الذي تعتبر ظاهرة التجرؤ على تسمية ثورتنا بحرب اهلية احد تجليات هذا العجز فإننا نعتقد ان الثورة معنية بإنتاج نخب جديدة من رحم صفوف ابنائها ومن زخم آلامهم وبحة صيحاتهم وطهارة دماء شهدائهم ومن ثنايا كل شبر من الارض التي رووها بعرقهم وعطاءاتهم ….. وعندها فقط….لن يجد شعبنا من تسول له نفسه..لينعت ثورته بانها حرب اهلية…وان يخطر له ان يقْدم على تزوير الواقع وتشويهه وان يفكر تماهيا مع خطاب ارباب المافيات الدولية وان يتوهم انه لازال لدى هذه المافيات القدرة والحق ان يطوعوا التاريخ ويزوروه ..فيجعلوا من الضحية جلادا ..ومن الجلاد ,,ضحية ..وهو الامر الذي نفذوا مثيله على الهنود الحمر في التاريخ الماضي القريب ..
من اجل ذلك كله نعتقد ان من واجب ثوارنا الترصد والمتابعة والتصدي لكل ما يمكن ان يصدر عن امثال هذه النخب التي حكمت عليها ثورتنا…. تاريخيا..مهما كانت دعاويها البحثية والاكاديمية والمرجعية..
فثورتنا ستبقى ثورة من الثورات العظيمة التي سيخلدها التاريخ وستكون مدخلا لردم هكذا نظام دولي في مزابله الذليلة…وسيظل الخلود للشعوب المناضلة..
ثورتنا السورية ستبقى ثورة عظيمة وسيخلدها التاريخ وستكون مدخلا لردم النظام دولي المتعفن الذي تتحكم به الصهي.ونية والإستعمارية وترحله الى مزابله الذليلة…وسيظل الخلود لشعبنا والشعوب المناضلة.