لبنان بلد تعددي في طوائفه واختار الديمقراطية على قواعد للعيش المشترك عبر دستور وميثاق ١٩٤٣ واتفاقية الطائف على تقاسم السلطة والحصص فيها. كل الدول العربية أغلقت حدودها مع اسرائيل واختارت سلاما واقعيا وفق اتفاقيات أو بدونها. وحده لبنان حدوده مفتوحة للعمليات ضد اسرائيل مدعومة من كل الدول العربية الهاربة من المواجهة من حدودها وتريدها من لبنان! كانت الحدود اللبنانية مفتوحة للفلسطينيين ومنظماتهم وفشلت الحكومة اللبنانية في إغلاقها وحتى في التنسيق مع الجيش اللبناني برعاية مصرية! لم يكن في الداخل اللبناني أي توافق بين احزاب ومكونات لبنان على العمليات وعلى وجود دويلة ودويلات فلسطينية على الحدود وانتهى ذلك إلى الحرب الاهلية عام ١٩٧٥! حاليا يتجدد الخلاف بين احزاب ومكونات لبنان حول دويلة حزب الله ليس على الحدود بل على كل لبنان ومؤسساته ودستوره وميثاق ١٩٤٣ واتفاقية الطائف! استند حزب الله في استمرار وجوده المسلح خلافا للقرار الدولي ١٧٠١ على وجود ٥ كم في منطقة مزارع شبعا يجب تحريرها وتلقى دعما مباشرا من النظام السوري وإيران وأقام دويلة بدأت سورية وانتهت إلى دولة فارسية! هذه الدويلة التي سيطرت على الحكم في لبنان تخلت لإسرائيل عن أكثر من عشرة آلاف ميل من البحر وثرواته الغازية والنفطية وبقيت تتاجر بتحرير ٥ كم مربع فكانت مفارقه تدعو للخجل .! صار حزب الله دولة لها امتدادات ودور في المنطقة في سورية واليمن والعراق واخيراً في حرب غزة ! بعد حرب غزة في ٧ وأكتوبر أعلن حزب الله الحرب على اسرائيل بحجة دعم حماس وصار طرفا منفردا في قرار حرب لا تريدها اغلب مكوناته وأحزابه! الوضع سيصبح خطيرا إذا شنت اسرائيل الحرب على حزب الله على امتداد تواجده في بلد ليس كل شعبه مع خيار الحرب والمسؤولية الناتجة عنها. اسرائيل. ستضرب الجنوب والضاحية وبعلبك كمراكز لحزب الله وتضرب المرفأ وتعطل استقباله للإمدادات وكذلك ستدمر مهابط الطائرات في كل المطارات وتدمر الجسور وتهجر مئات الالوف من كل المكونات. النأي بالنفس عن هذه الحرب ورفضها وهي تضرب كل لبنان لا يستقيم وطنيا وقد تدفع حزب الله إلى توزيع صواريخه شمالا وجنوبا ويعتبر كل المكونات الأخرى أعداء. إذا وزع حزب الله الايراني صواريخه شمالا لا ينتقم فقط ولا يهدد بل يعلن بداية الحرب الأهلية ضد دويلة إيران كما كان الحال مع دويلة فتح! فهل مكونات لبنان استعدت لهذا الاحتمال؟ هذا هو السؤال .
قراءة ووجهة نظر تحترم، أذرع ملالي طهران لهم دور بالأقاليم العربية لخدمة أجندة ملالي طهران، وأجندة الملالي ليس من أجندتها الحروب الأهلية لتسيطر، ولكن من خلال التشيع والردع بالقوة وليس بإستخدامها، لذلك لم ولن يكون هناك حرب أهلية تقوم بها أذرع الملالي بلبنان، لأنها تسيطر كما سيطرت على القرار العراقي والسوري.