تترقب إسرائيل والولايات المتحدة هجوما إيرانيا محتملا ردا على قصف مجمع سفارتها في دمشق مطلع أبريل الحالي، حيث توقعت بعض المصادر أن تطلق طهران عشرات المسيرات والصواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية. فيما أشارت تقارير إلى أن النظام الإيراني يفكر في رد محدود لا يؤدي إلى تصعيد عسكري في المنطقة.
ونقلت شبكة “سي بي أس نيوز” عن مسؤولين أميركيين، الجمعة، أن إيران قد تستهدف إسرائيل باستخدام 100 طائرة مسيرة وعشرات الصواريخ، والتي ستوجه نحو أهداف عسكرية إسرائيلية.
وقالت مصادر للشبكة إن هذه الهجمات قد تشارك فيها القوات الإيرانية بشكل مباشر، والميليشيات الموالية لطهران ووكلائها في المنطقة، مشيرين إلى أنه تم ضخ أسلحة عديدة لهم منذ أسابيع.
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، إنه يتوقع أن تحاول طهران توجيه ضربة لإسرائيل في المدى القريب، وحض إيران على عدم مهاجمة إسرائيل.
وقال بايدن “لا أريد الخوض في معلومات سرية لكني أتوقع أن تحصل الضربة عاجلا وليس آجلا”.
ولدى سؤاله عن ماهية رسالته لإيران في ما يتعلق بتوجيه ضربة لإسرائيل، قال بايدن “لا تفعلوا!”.
وتابع “نحن ملتزمون بالدفاع عن إسرائيل، وسندعم إسرائيل، وسنساعد في الدفاع عن إسرائيل وإيران لن تنجح”.
وتتهم طهران عدوها اللدود إسرائيل بتنفيذ الضربة التي أدت الى مقتل سبعة من أفراد الحرس الثوري الإيراني بينهم ضابطان كبيران. وتوعد كبار المسؤولين، يتقدمهم المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي، إسرائيل بـ”العقاب”.
وشددت إسرائيل التي لم تتبن الضربة، على أنها سترد على أي استهداف إيراني، بينما أكدت حليفتها واشنطن دعمها في مواجهة أي تهديد.
“هجوم محدود” ودعم أميركي لإسرائيل
ويعتقد مسؤولون أميركيون “أن إيران ستختار تنفيذ الهجوم على نطاق محدود لتجنب تصعيد كبير” وأن ردهم الانتقامي سيكون “وشيكا”، مشيرين إلى أن إسرائيل قد تواجه صعوبة في الدفاع ضد هجوم بهذا الحجم.
وتشير الشبكة إلى أن طهران حتى الآن لم تتحدث علنا “كيف؟ أو متى؟” سترد بهجماتها، لذا من غير الواضح إلى أي مدى سيذهب قادة إيران إذا قرروا تنفيذ هجوم مباشر على إسرائيل، وهو ما قد يؤدي إلى صراع إقليمي أوسع بكثير.
وتحاول واشنطن الضغط على طهران للتراجع عن تهديدها بشن ضربة انتقامية ضد إسرائيل، وهو ما يضع تحديات جديدة أمام إدارة الرئيس بايدن لتجنب حرب إقليمية شاملة في الشرق الأوسط بحسب تقرير نشرته شبكة “أي بي سي نيوز”.
وقال مسؤلون أميركيون إن الولايات المتحدة “تنقل قوات وأصولا” للشرق الأوسط، في محاولة لردع إيران عن شن هجوم واسع النطاق وحماية القوات الأميركية في المنطقة.
وأشار مسؤول أميركي لم تفصح الشبكة عن اسمه أن “الأصول الأميركية التي يتم نقلها إلى المنطقة.. يمكن أن تساعد في الدفاع الجوي”.
ويوجد حوالي 34000 جندي أميركي في العراق وسوريا، إضافة إلى عشرات الآلاف من القوات الأميركية العاملة في الشرق الأوسط.
إلى ذلك قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، “نعتبر أن تهديد إيران المحتمل، حقيقي وموثوق” وتنوي الولايات المتخذة “بذل كل ما هو ممكن لضمان تمكن إسرائيل من الدفاع عن نفسها”.
وأكد كيربي، الجمعة، أن الأولوية القصوى “ضمان قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها من هجوم إيران محتمل، تفعل واشنطن أيضا كل ما في وسعها لحماية شعبنا ومنشآتنا”.
وأضاف أنه “سيكون من غير الحكمة ألا نلقي نظرة على وضعنا في المنطقة، للتأكد من أننا مستعدون بشكل مناسب أيضا”.
وفي إشارة إلى مدى الجدية التي تنظر بها الولايات المتحدة لخطر التصعيد، أكد البنتاغون، الخميس، وصول قائد القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” الجنرال، إريك كوريلا، إلى إسرائيل للقاء مسؤولين عسكريين.
والجمعة شدد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، على أن إسرائيل والولايات المتحدة تقفان “جنبا إلى جنب” في مواجهة إيران.
وقال في بيان عقب لقائه كوريلا “أعداؤنا يظنون أن بإمكانهم المباعدة بين إسرائيل والولايات المتحدة، لكن العكس هو الصحيح: إنهم يقربوننا من بعضنا البعض ويعززون روابطنا”.
وشدد غالانت في اتصال بنظيره الأميركي، لويد أوستن، الخميس، أن “إسرائيل لن تتساهل مع ضربة إيرانية ضد أراضيها”.
وحذر وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، من أنه “اذا قامت إيران بهجوم من أراضيها سترد إسرائيل وتهاجم إيران”.
وأعلنت واشنطن تقييد حركة دبلوماسييها في إسرائيل بسبب المخاوف الأمنية.
قال دافيد خالفا، المحلل لدى مؤسسة “فونداسيون جان جوريس” في باريس، إن حقيقة أن أيا من الجهات المعنية ليست لديها مصلحة في إثارة التصعيد، لا تحمي من أزمة واسعة النطاق.
وتابع لوكالة فرانس برس “الأخطاء في الحسابات واردة. للردع جانب نفسي. تقع الأطراف المتحاربة تحت رحمة خطأ وزلة قد يؤديان إلى تداعيات متتابعة”.
وقال راز زيمت، الباحث الكبير في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي لوكالة رويترز “سيكون من الصعب للغاية على إيران عدم الرد… ما زلت أعتقد أن إيران لا تريد الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة وواسعة النطاق ضد إسرائيل، وبالتأكيد ضد الولايات المتحدة. لكن عليها أن تفعل شيئا”.
“حالة تآهب قصوى” و”لا استهداف للمصالح الأميركية”
ويشير تقرير نشرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إلى أن إسرائيل وضعت نفسها في حالة “تأهب قصوى” بسبب تهديدات وتقييمات استخباراتية بشأن هجمات إيرانية متوقعة.
وقالت مصادر مطلعة لوكالة بلومبرغ إن الهجمات قد تحدث خلال الـ 48 ساعة المقبلة، مشيرين إلى أنه حتى الآن لم تحصل موافقة من كبار المسؤولين في طهران لتنفيذ الهجوم.
وتعمل القنوات الدبلوماسية تعمل بشكل حثيث لتدارك الأمر، ناهيك عن تحذيرات مباشرة من الولايات المتحدة، وطلبات دولية بتهدئة التصعيد في المنطقة.
وقال الجيش الإسرائيلي، الخميس، إنه لم يصدر تعليمات جديدة للمدنيين، لكن قواته في حالة تأهب قصوى ومستعدة لمجموعة من السيناريوهات.
وأكد مسؤولون أميركيون وإيرانيون لصحيفة نيويورك تايمز، الجمعة، إن التحليلات الاستخباراتية تشير إلى أن طهران ستضرب أهدافا متعددة داخل إسرائيل، ولكنها لن تستهدف القوات الأميركية الموجودة في الشرق الأوسط لتجنب تصعيد الصراع في المنطقة.
وأشار محللون إلى أن القادة في إيران يريدون الوصول لمعادلة لإقناع الجميع بأن طهران ليست عاجزة عن الرد، ولكنه لن يكون كبيرا إلى الحد الذي قد يدفع بالمنطقة إلى حرب شاملة أو مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة.
ويشدد مسؤولون إيرانيون على أن طهران “تدافع عن نفسها فقط” بهدف حشد الدعم الدولي لضرباتها الانتقامية بعد الهجوم على مجمع سفارتها في دمشق.
وكتبت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية “الرد الانتقامي سيأتي… تشير الافتراضية في الوقت الحالي إلى أن ذلك سيحدث قريبا جدا في الأيام القليلة المقبلة”.
اعتبر مركز صوفان في نيويورك المتخصص في القضايا الأمنية أن “الهجوم الإسرائيلي” على مبنى القنصلية يعني أنه سيتم تحميل إيران “المسؤولية عن أعمال حماس وغيرها من الحلفاء مثل حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن”، وفقا لتقرير نشرته وكالة فرانس برس.
ومذاك، تبقى نيات طهران مجرد تخمينات، حتى مع الإجماع في الغرب على وجود احتمال كبير بشن إيران ضربة موجهة إلى إسرائيل، وهو ما تحدثت عنه وسائل إعلام أميركية هذا الأسبوع.
فطهران تملك الترسانة اللازمة لاستهداف إسرائيل أو بنى تحتية أو مرافق مطارات أو منشآت طاقة، مثل منصة استخراج غاز.
ويقدر مركز صوفان أن موقف الحكومتين الأميركية والإسرائيلية “يشير إلى أنهما تتوقعان أن تستخدم طهران ترسانتها من صواريخ كروز والصواريخ البالستية بالإضافة إلى مسيرات مماثلة لتلك التي باعتها إيران بكميات كبيرة لروسيا” أي من طراز شاهد.
لكن العملية ستكون بمثابة تصعيد كبير.
من جهتها، قالت الخبيرة المستقلة في شؤون الشرق الأوسط، إيفا كولوريوتيس، لوكالة فرانس برس “إيران ما زالت تهدد بالرد فيما تبعث في الوقت نفسه رسائل إقليمية ودولية مفادها أنها تبحث عن بديل سياسي للرد العسكري”.
وأوضحت أن “طهران لا تريد حربا مباشرة مع إسرائيل، على الأقل في هذه المرحلة”، وليس بوسعها التصعيد، معتبرة أن “هذا المأزق يفسر تأخر الرد”.
وأعلن حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، الجمعة أنه أطلق “عشرات صواريخ الكاتيوشا” على مرابض مدفعية إسرائيلية في هجوم قال إنه رد على الهجمات الإسرائيلية على بلدات في جنوب لبنان.
وقال وزير خارجية إيران، حسين أمير عبد اللهيان “عندما يقدم النظام الصهيوني، مخالفا القانون الدولي واتفاقيات فيينا، على انتهاك كامل لحصانة الأفراد والمقار الدبلوماسية، يصبح الدفاع المشروع ضرورة”.
وتلقى أمير عبد اللهيان في الأيام الماضية سلسلة اتصالات من نظرائه في دول عدة منها ألمانيا وبريطانيا والسعودية وقطر، تمحورت على خفض التوتر.
تجد إيران نفسها “أمام معضلة” كما كتب من جهته الدبلوماسي الفرنسي السابق ميشال دوكلو على موقع “انستيتو مونتينيه”.
وأوضح “لا شك في أنها غير واثقة بما يكفي في قواتها كونها مترددة في القيام بخطوة تصعيدية مع إسرائيل. لكن إذا لم ترد، فهي تخاطر بفقدان جزء من مصداقيتها في المنطقة، في الآراء وكذلك بين المجموعات المسلحة الموالية لها”.
وهذه المجموعات المسلحة في العراق واليمن وسوريا ولبنان والتي تشكل “محور المقاومة” الإيراني ضد إسرائيل، تظهر بالتالي أكثر من أي وقت مضى على خط المواجهة، مع احتمال تكثيف عملياتها، بحسب فرزان ثابت، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في معهد جنيف للدراسات العليا.
وكتب على منصة إكس أن إيران يمكنها أن تطلب منها زيادة هجماتها وأن تزيد تزويدها بالأسلحة الحديثة، وأضاف “إن نفي مثل هذا الخيار أسهل وكلفته السياسية أقل وكذلك خطر الرد عليها”.
وتشمل الفرضيات الأخرى استهداف ممثلية دبلوماسية إسرائيلية في الخارج، وهو أمر قد ينطوي على جر دولة ثالثة إلى الصراع، أو “هجوم إرهابي ضد مرافق دبلوماسية أميركية في المنطقة أو خارجها” وفق مركز صوفان.
وأكدت الخارجية الأميركية الخميس أن الوزير أنتوني بلينكن تواصل مع عدد من نظرائه بمن فيهم الصيني واني يي والسعودي فيصل بن فرحان، لحض إيران على تجنب “التصعيد”.
وأفادت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ الجمعة أن “الصين ستواصل أداء دور بناء في الشرق الأوسط … والمساهمة في تهدئة الوضع. على الطرف الأميركي خصوصا أن يؤدي دورا بناء”.
وفي ظل المخاوف من تصعيد واسع، نصح وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه مواطنيه “بضرورة الامتناع عن التوجه إلى إيران وإسرائيل ولبنان والأراضي الفلسطينية”.
وحثت ألمانيا مواطنيها الجمعة على مغادرة إيران قائلة إن هناك مخاطر من تصعيد مفاجئ في التوتر الحالي بين طهران وإسرائيل، مع احتمال اعتقال السلطات الإيرانية لمواطنين ألمان على نحو تعسفي.
وتحذر دول من بينها الهند وفرنسا وروسيا وبولندا مواطنيها من السفر إلى المنطقة المتوترة بالفعل بسبب الحرب في غزة التي دخلت الآن شهرها السابع.
المصدر: الحرة نت
الصراع على المشرق العربي والمنطقة العربية بين ثلاث امبراطوريات حالمة للسيطرة، وبقيادة المايسترو الأمريكي ، نظام ملالي طهران وإمبراطوريته الفارسية ، ونظام أردوغان وإمبراطوريته العثمانية، والكيان الصhيوني وأحلام دولته المزعومة، الصراع بين الكيان الصhيوني وملالي طهران صراع حدود النفوذ وليس الوجود، لذلك الرد سيكون ضمن #التصعيد_المنضبط بحيث لاتؤدي الى خسائر وتحفظ ماء الوجه.