تعتزم غرف التجارة السورية التابعة للنظام إرسال وفد إلى السعودية، الشهر المقبل، في خطوة جديدة باتجاه تطبيع العلاقات الاقتصادية بين الجانبين عقب عودة العلاقات الدبلوماسية بين دمشق والرياض بعد قطيعة دامت أكثر من عقد.
ونقلت صحيفة “الوطن” التابعة للنظام السوري عن محمد أبو الهدى اللحام، رئيس اتحاد غرف التجارة السورية، قوله إن “الاتحاد يعتزم إرسال وفد إلى الرياض”، مشيرا إلى أنه “من المقرر أن تتم الزيارة في الرابع والعشرين من شهر إبريل/نيسان المقبل”.
وكشف أن الاتحاد يحضّر للزيارة “من أجل الوصول إلى نتائج مهمة جداً لتحسين العلاقات التجارية”، مضيفا أن “العلاقة مع السعودية متميزة”.
بلغت قيمة المبادلات التجارية بين سورية من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى 1.724 مليار دولار في 2010، ولم تتجاوز 675 مليون في 2022
وأشار اللحام إلى أن “الرياض سمحت منذ نحو 8 أشهر بتصدير المواد والبضائع من السعودية إلى سورية، سواء أكانت هذه المواد ذات منشأ سعودي أم ذات منشأ أجنبي وموجودة في السعودية”.
واعتبر أن “هذا القرار من التسهيلات الكبيرة التي صدرت عن السعودية وساهم في تحسن العلاقات التجارية بين البلدين”، مشيرا إلى أن “المنتجات الزراعية السورية باتت مرغوبة ومطلوبة في السعودية”.
وكان اللحام قد زار المملكة في منتصف العام الفائت للمشاركة في مؤتمر الأعمال العربي الصيني، والتقى في الرياض مع رئيس اتحاد الغرف السعودية حسن بن معجب الحويزي، واتفقا على إعادة فتح مسار التعاون الاقتصادي واستئناف الأنشطة والفعاليات التجارية والاستثمارية بين الجانبين.
وكانت الرياض قد أغلقت سفارتها في دمشق في مارس/ آذار عام 2012، بسبب تعنّت النظام ورفضه التجاوب مع الجهود العربية لحل الأزمة السورية بعد عام من انطلاق الثورة.
ونشطت السعودية بعد ذلك في دعم المعارضة السورية من خلال “الائتلاف الوطني السوري” الذي كان قد تشكل في عام 2012.
ودفعت الرياض هيئات ومجالس وتيارات المعارضة السورية إلى عقد اجتماع في المملكة في أواخر عام 2015، عُرف بـ”الرياض 1″، انبثقت منه “الهيئة العليا للمفاوضات” التي تشرف على التفاوض مع النظام.
ولكن الموقف السعودي تجاه النظام تبدل في بداية العام الفائت، حيث كان للرياض الدور الأهم في تعويم هذا النظام عربيا من خلال إعادته إلى الجامعة العربية في القمة التي عقدت في مدينة جدة في مايو/أيار من العام الفائت، وحضرها رأس النظام بشار الأسد.
تأثر حجم التبادل التجاري بين سورية والسعودية بعد انطلاق الثورة السورية وتحديدا في 2013 مع خروج معبر نصيب الحدودي مع الأردن عن سيطرة النظام السوري
وتأثر حجم التبادل التجاري بين سورية والسعودية بعد انطلاق الثورة السورية وتحديدا في عام 2013 مع خروج معبر نصيب الحدودي مع الأردن عن سيطرة النظام السوري.
وفي العام الفائت، كشفت الهيئة العامة للإحصاء السعودية أن الصادرات السعودية إلى سورية بلغت أكثر من 83 مليون ريال (نحو 22 مليون دولار) في الربع الرابع من عام 2022.
وبحسب الهيئة، بلغت الواردات السعودية من سورية خلال الفترة نفسها حوالي 273 مليون ريال، مرتفعة بنسبة 7.9% على أساس سنوي.
وتعد المنتجات النباتية من أهم الصادرات السورية إلى الأسواق السعودية بقيمة أكثر من 139 مليون ريال سعودي في الفترة ذاتها، وفق الهيئة.
ووفق وسائل إعلام تابعة للنظام السوري، فقد “شهدت العلاقات التجارية بين البلدين تراجعاً ملحوظاً في سنوات الحرب الماضية، حيث سجلت المبادلات التجارية مع السعودية والإمارات تراجعاً واضحاً بنسبة 60%”.
وبلغت قيمة المبادلات التجارية بين سورية من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى عام 2010 نحو 1.724 مليار دولار، بينما لم تتجاوز قيمتها عام 2020 أكثر من 675 مليون دولار.
وفي السياق، قال الباحث الاقتصادي ياسر الحسين، في حديث مع “العربي الجديد”، إن “حجم التبادل التجاري شهد تراجعا كبيرا بين البلدين بسبب العقوبات والقيود التي فرضتها الدول الغربية على النظام السوري، بالإضافة إلى التوترات السياسية والأمنية بين البلدين”.
وأضاف أنه “من الصعب تحديد حجم التبادل التجاري حالياً بدقة، لكنه يمكن أن يكون محدودًا نظرًا للظروف الراهنة”.
المصدر: العربي الجديد
هل يمكن أن تعود العلاقات الإقتصادية بينالمملكة ونظام طاغية الشام الى إزدهارها السابق ؟ التطورات التي حدثت بعد 2011 من إنحياز المملكة للثورة السورية، وموقفها من نظام طاغية الشام كمورد لحبوب الكوبتاجون بالمنطقة، وتفضيله للعلاقة مع ملالي طهران على الأنظمة العربية، فهل هناك تغير بها ليكون تغير بالعلاقات؟.