اولا. هناك حراك كثيف يطال الحالة السورية.
.في موسكو بين عشية وضحاها .يلتئم شمل حوار بين السوريين.؟!!. (هكذا تغطية على حقيقة نظام استبدادي قاتل .ومعارضة يفترض أنها تمثل ثورة الشعب على هذا النظام وكل امتداده.) . حوار على أرض يمكن وصفها ب”علم الاستراتيجية” .انها ارض الاعداء وبشروطهم.. روسيا لم تتوقف أبدا عن دعم النظام في كل شيء .من السلاح للمال للحماية من قرارات مجلس الأمن . روسيا التي اعتبرت النظام امتدادها في منطقة الشرق الأوسط. تقدم له دوما أطواق نجاة للحفاظ على وجوده واستمراره ايضا. روسيا التي شكلت مع إيران والعراق وحزب الله وكثير من المرتزقة الطائفيين قوة مقاتلة واحدة على كل الجبهات ضد الشعب السوري وثورته وحقه بالحرية والكرامة والعدالة والدولة الديمقراطية. روسيا هذه دعت من موقع القوة بعض المعارضين بصفتهم الشخصية .للقاء في موسكو مع النظام حتى يعاد إنتاجه ويكسب شرعية “المنتصر” . تحت دعوى أن لا حل بالنسبة للشعب السوري إلا الاستسلام للنظام وشبكة حلفائه . واعتبار ذلك هو خيار الممكن خوفا من الأسوأ . فما زال النظام وحلفائه قادرين على قتل مزيد من الشعب السوري بمئات الآلاف. واعصابة وإعاقة مثلهم واعتقال مثلهم وتشريد الملايين ودفعهم للموت تشردا جوعا . وتدمير ما بقي من سوريا
خيار موسكو أمام الشعب السوري وثورته الاستسلام.. من يتجرأ ممن يمثل الشعب السوري بالذهاب رافعا الراية البيضاء . وان ذهب البعض لفقدان الوعي السياسي او بسبب ارتباطات اقليمية .او البعض من النظام من لبس ثوب المعارضة . فلن يجد على الأرض اي تجاوب من الشعب والثوار
.وليد موسكو سيكون ميتا .وغير مأسوف عليه
ثانيا. اما حراك القاهرة للمعارضة السورية فهي حكاية اخرى .. لكنها متممة لموضوع موسكو
لم يستطع الائتلاف .. أن ينجو من نقصه فهو يحمل صفة تمثيل الشعب والثورة السورية صوريا. أما واقعيا فهو لم يضم كل قوى الثورة السورية سياسيا . ولم يستطع أن يجد الرؤية الواحدة للثورة السورية وكيفية تحقيق مطالب الشعب السوري المتمثلة بإسقاط النظام المستبد .ومحاسبته وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية. ولم يتجاوز مشكلته و قطيعته عن التواصل مع ثوار الارض وعدم تمكنه من التعبير عنهم.. نقول ذلك ونحن مدركين مشكلة الائتلاف وجعله عاجزا عن الإمداد لثوار الأرض بحاجاتهم، وبغياب إمكانيات ذاتية ليقوم بدوره المفترض له. ووقوعه ضحية التجاذبات الدولية والإقليمية . وايضا صراعات واجهاته .التي استغرقت بتبعيتها للمانحين واجندتهم .وايضا بمحاصصتهم بتقاسم المكاسب على كل المستويات. وكانوا دائما أصغر من حاجات الشعب السوري وثورته
ثالثا. لكل ذلك كانت استحقاقات الائتلاف من انتخابات او تأليف الحكومة المؤقتة .محكومة بهذه الخلفية .التي أصبحت سمة ضابطة له. فاليوم انتصرت مجموعة الطرف الإقليمي الفلاني وبالامس كان الطرف الآخر . وبكل الأحوال يحركه عن بعد أمريكا مايسترو . الحراك دون إنجاز . وخلق المرض ذاتيا وتحميل الائتلاف مسؤولية ما اصابه و يصيبه
.نحن أمام مرحلة جديدة كليا. هناك عمل لضرب وحدة الائتلاف. (رغم كل أمراضه). ومحاولة الاستقواء ببعض المعارضين الرماديين . وبعض الدول التي لم تبلور موقفا محددا من الثورة السورية وحق الشعب بدولته الديمقراطية..
رابعا. على هذه الخلفيات . نفهم مؤتمر القاهرة .للمعارضة السورية .الذي يضم طرفا من الائتلاف . ويمنع اطراف اخرى منه (لمنع من الدولة المصرية لهم من دخول أراضيها؟!). ويضم هيئة التنسيق وتيار بناء الدولة والبعض الآخر.. والذي ينتهي بمقررات توحي بحقيقة الاصطفاف الجديد الذي يراد له التشكل اعتبارا من مؤتمر القاهرة . ويصدر بيان لهم كمعارضة.. لا يحدد لماذا هو معارضة ؟! .ولا من يعارضون؟!. ويصف الحالة السورية وكأنها نتاج صراع أهلي يجب أن يتوقف . دون تحديد المشكلة بأنها النظام المستبد وفعلة الدموي بحق الشعب السوري . ومطالبة الشعب بالدولة الديمقراطية .ومتجاوزين عن محاسبة الجاني . منطلقين من ضرورة مواجهة القوى الخارجية. دون الحديث عن من خلقها كقوة إسلامية متطرفة. او من استدعاها كقوة شيعية مقاتلة مع النظام ضد الشعب السوري على كل الجبهات.. وتمرير حال (الحالة) السورية. التي لم تعد “ثورة” .وكأننا أمام مشكلة ثأر شخصي يجب تجاوزه . وليس أمام الشعب السوري بملايينه المشردة ومئات الوف الشهداء وسوريا التي دمرت و عادت للوراء عشرات السنين.. ان اغفال السبب فيما حصل في سوريا وضرورة المحاسبة أمرا استراتيجيا يجعلنا نتوجس. بان هذا المؤتمر وفي مصر العائدة لحضن الدولة الاستبدادية القمعية. والساكتة عن النظام السوري الاستبدادي الدموي .والمعيدة لإنتاج النظام .تحت دعوى الحفاظ على مؤسسات الدولة ومحاربة الإرهاب . اي مؤسسات الجيش والأمن الموغل في دم السوريين. والإرهاب الذي صنع برضى الكل دوليا وإقليميا .ثم تحول إلى عدو وسُكت عن من صنعه من دول الاستبداد وظلمها لشعوبها… مصر بدورها المراد لها كواجهة لأطراف إقليمية. تريد انهاء الثورة السورية بإعادة إنتاج النظام بتغيير شكلي مع الاحتفاظ ببنية النظام .مع توافقات طائفية واثنية تؤبد الحالة السورية بأنها دولة غير ديمقراطية قابلة للاختراق دوما على شاكلة العراق ولبنان..
خامسا. بالمقابل هناك اطراف اقليميه آخرى يدعم خطا بالائتلاف تمثله تركيا وقطر.في مواجهة خط آخر. لن نفاضل الان بينهم ؟! . الاهم من ذلك ان حالة التقسيم يُعمل عليها الآن .وقد نصل لمرحلة نفتقد وحدة التمثيل للشعب السوري والدعم وحتى المشروعية الدولية.. بكل الحوال نحن امام مآزق جديده .هل يستطيع سياسيينا ان يفهموها ويساعدوا مركب الثورة ان ينجوا من تبعياتها. ويستمر في التحرك لمصلحة الشعب وثورته.. المؤشرات لا تبشر بخير
سادسا. كل ذلك يقترن مع موقف دولي صامت (كصمت القبور) .من قبل امريكا والدول الغربيه .التي استغرقت في مسرحية الارهاب وحربه في العراق او سوريا .او شوارع فرنسا.. واكتفت في تتبع دومينو الانهيارات في الدول العربية وآخرها سيطرة الحوثيين على الدولة اليمنية .ودخولها في دوامة الحرب الأهلية والدولة الفاشلة. وتشظيها وها هو الحراك الجنوبي يطرح استقلال جنوب اليمن كهدف مرحلي سيعملوا عليه.. وليبيا ايضا تغوص أكثر في حربها الاهلية.. والحرب المدعاة على الارهاب في سوريا والعراق.. والغرب وامريكا يجنون ثمار موتنا على كل المستويات
سابعا. ثورتنا على الارض مستمرة بين كر وفر .لا هي تنهزم ولا هي تنتصر .والنظام رغم دعمه الدولي يخسر مزيدا من المواقع. وشعبنا بكل الاحوال ضحية. كل هذا الحراك السياسي في القاهرة او موسكو.. هو خارج الواقع وفعاليته. فالنظام لم يتقدم ولا حتى ادعاء باتجاه اي تنازل .لمصلحة الشعب السوري. والثورة مستمرة بحدها الادنى كقوة فاعلة ليس امامها الا خيار واحد .وهو النصر .وهي تنتظر اكتمال شروط نصرها .بمتطلباته الذاتية أو بالدعم الاقليمي او الدولي
.اخيرا. ان شعبنا السوري دفع ويدفع المزيد من التضحيات للحصول على حقه بالحرية والكرامة والعدالة .والدولة الديمقراطية. وإن أي محاولة تجيير الصراع و تحويله الى صراع ضد (الارهاب). او اعادة انتاج النظام المستبد الدموي .أو العمل لتأبيد الصراع الدولي والإقليمي بدمنا و أرضنا وعلى حساب مستقبل اولادنا. لن نعطيهم فرصة لتحقيق ذلك .فلا لاعادة انتاج النظام .ولن نسمح لثورتنا ان تتبعثر بين اجندات الاصدقاء او مخططاتهم . واننا نتحرك لتحصيل التوحيد السياسي والعسكري لثورتنا السورية . محققين شرطنا الذاتي للانتصار.. لن نضيع بوصلتنا ..ولن نخون اهدافنا
.عاش الشعب السوري العظيم..
.عاش الشهداء عزتنا وكرامتنا..
25.1.2015..
ما أشبه اليوم بالأمس ، نعم إجتماعات ومؤتمرات وحركات كالمثل القائل “أسمع جعجعة ولا أرى طحناً” ما تزال القضية السورية يعبث بها العابثون إجتماعات الإستانة بين الأعداءالأصدقاء على الكعكة السورية “روسيا وملالي طهران وتركيا” وضيوف الشرف المعارضة والنظام ومؤتمرات للمعارضة السورية بالقاهرة وبرلين و… تنتهي مع إنتهاء المؤتمر . وشعبنا السوري دفع ويدفع المزيد من التضحيات للحصول على حقه بالحرية والكرامة والعدالة ، متى سيصل اليها ؟,.