سورية واللاعبون والشعب والثورة ||  هكذا نحن: قبل عشر سنوات

أحمد العربي

1.الحالة في سوريا ميدانيا تراوح مكانها تقدم أو تراجع بسيط للنظام والثوار. وهناك مزيد من الشهداء والمصابين والمشردين والتدمير…

ويبدو أن الحالة ستطول كثيرا…

2.النظام يرصّ صفوفه . هناك غطاء دولي روسي له  يمنع أي قرار دولي ملزم . روسيا اعتبرت النظام امتداد استراتيجي لها .و أعطته الضوء الأخضر للاستمرار بعنفه الوحشي بحق الشعب السوري، عبر الدعم الدولي والإعلامي وامداد السلاح ان يفعل اي شيء لكي يعيد الأمور كما كانت عليه، أي إنهاء الثورة السورية . يضاف اليه دعم مالي وعسكري وجنود من ايران وعراق المالكي والتحاق حزب الله بكل قوته ضد الشعب السوري، كذلك تجنيد أبناء الطائفة العلوية بشكل علني مع المرتزقة الطائفيين القادمين من الخارج، واعتماد التدمير الشامل للمواقع والمدن قبل اجتياحها بتفوق بالرجال والعتاد.. و بسقف مفتوح باستعمال جميع انواع الاسلحة ضد الشعب السوري… التقط النظام انفاسه ويعد للهجوم ويهجم…

أنه في أسعد حالاته…

3.الشعب وثورته ليسوا بخير… فبعد انتظار اجتماع الائتلاف وانتخب قيادته ومجلسه السياسي . إمامه تراكم كبير من القضايا العالقة . التي تحتاج لتصرف وموقف وهو محدود الامكانيات. وإن لم يكن محدود الإرادة . الداخل السوري الثائر الذي يحتاج كل شيء، والمقدم اليه قليل جدا . إغاثة وعلاج ومجتمع أهلي وامداد بالسلاح والعتاد للجيش الحر . وظهور مشاكل بين القوى الثورية وصلت لدرجة القتال بين النصرة والجيش الحر ؟!!… هذا ينذر بحرف المعركة ونزف دم الثوار ويصب في مصلحة النظام.. كذلك عدم الإمداد بالعتاد والسلاح النوعي . بحيث يكون عمل الثوار على الأرض مدافعه وصمود . وليس بإمكانه الهجوم والتقدم. وهذا يعني وكأن هناك قرار دولي ان تستمر الحالة الصراعية في سوريا (لا غالب ولا مغلوب) مصحوبة بمزيد من الكوارث على الشعب السوري…

4.النظام العالمي من خلال أطرافه الفاعلة .يتصرف (وعبر اكثر من سنتين) على قاعدة استمرار الصراع في سوريا وليس حله. روسيا تدعم بالمطلق النظام…. والحلفاء الإقليميين للثورة السورية يدعمون بما يجعل الثوار يصمدوا ولا ينهزموا… وواقع الحال مزيد من القتل والتدمير والتشريد ومزيد من ضرب اللحمة الوطنية والدفع للصراع الطائفي.. وكل ذلك يخدم (اسرائيل) بالمباشر والغرب الذي يعمل للالتفاف على الربيع العربي. ليحوله من ثورة حرية وكرامة وعدالة ودولة ديمقراطية. ليكون مقدمة لصراع أهلي يدمر المجتمع والدولة السورية . وما يحدث في مصر ليس بعيد عن ذلك…

5.اللاعبون الدوليون يتصرفون في سوريا على النفس الطويل . ويتركون الحالة تتفاعل ذاتيا وتمنع أي طرف (النظام والثوار) من الحسم لمزيد من النتائج الكارثية .وان نصل اخيرا لأي حل لا يرضي الشعب ويؤيد الثورة وعلى دماء وموت تشرد الشعب السوري…

6.الشعب السوري وثواره عليهم أن يدركوا ذلك وأن يلتفتوا لتحصين جبهتم الداخلية وأن يتم التفاعل مع الائتلاف بصفته يمثل اغلب القوى السياسية السورية وأنه يمثل المظلة الدولية.. والتعامل معه تفاعليا ونقديا من موقع مصلحة الثورة والشعب. وكذلك الأمر بالثوار عليهم التوحد وأن يكونوا جزء من الأركان وبتشكيله الجامع الموحد الممتد على كامل الوطن.. وعدم التورط بصراعات جانبية تضر الثورة (نصرة وغيرها) ووضع ضوابط للعلاقة مع غير الملتحقين بالأركان والتصرف معهم وفق المصلحة الوطنية… والعمل جديا على المنحى السياسي وأن يتم تغطية كل نقص وأن يجد الشعب بالائتلاف ممثليه فعلا. وان يتم دعم الجيش الحر ليصمد في مواجهة النظام وأن ينتقل لاحقا للهجوم والنصر باذن الله…

7.لسنا واهمين فنقول بأننا باحسن حالاتنا. لكن مع إدراكنا لكل ما يحيط بنا وتكتل الأعداء وضعف جبهتنا ونقص في كل شيء عندنا فنحن انطلقنا من الصفر المطلق سوى حقنا بالحرية والكرامة والعدالة والدولة الديمقراطية. وإننا لن ننحني ولن نتراجع ودم الشهداء في اعناقنا ملايين المشردين والشهداء والمصابين والبيوت المدمرة والأرزاق المنهوبة …

ثمن فوق ذلك دفعناه…

.اخيرا لو تآلب علينا كل العالم فنحن مصرون على ثورتنا والاهم وحدة الصف وتحديد الهدف والعمل بكل الامكانيه مهما طال الطريق ومهما زاد الثمن..

.ليس امامنا الا النصر…

15.7.2013.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. قراءة موضوعية للمشهد السوري نظام طاغية الشام وقوى الاحتلال والغزو والنفوذ المتعددة والمعارضة بشقيها المؤسسات الرسمية والثورية منذ عشرة أعوام وما زالت مع تعديلات شكلية لأن الحالة الميدانية تراوح مكانها لا تقدم أو تراجع بسيط للنظام والثوار. وهناك مزيد من الشهداء والمصابين والمشردين والتدمير وزيادة نفوذ القوى المحتلة .

زر الذهاب إلى الأعلى