أكّدت منظمة “الدفاع المدني السوري” استخدام النظام السوري الأسلحة الحارقة في قصف المنطقة الصناعية وأطراف مدينة إدلب ، ما تسبب في إصابات بين المدنيين.
وقالت المنظمة، في بيان، إن القصف تسبب باندلاع حريق قرب ورشة حيث أخمدت فرقها الحريق، مضيفة أن “استخدام قوات النظام للأسلحة المحرمة دولياً (الذخائر الفرعية الحارقة من طراز ML-5 التي يحملها صاروخ 9M22S) هو انتهاك للقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الثالثة 1980، ويهدد استخدام هذه الأسلحة حياة المدنيين ويزيد الخسائر في الأرواح والممتلكات، ويقوّض سبل العيش، ويزيد حالة عدم الاستقرار التي تفرض المزيد من حملات النزوح”.
وأكد القيادي في فصائل المعارضة، العقيد مصطفى بكور، لـ”العربي الجديد” أن النظام السوري وداعميه روسيا وإيران يستخدمون القذائف الحارقة في استهداف المدنيين، معتبراً أنه تطور خطير يجب الوقوف عنده. وأضاف: “لا يوجد أي تفسير لهذا الإجرام سوى رغبته في قتل أكبر عدد من المدنيين في الشمال السوري بطرق مختلفة، وخاصة في ظل عدم وجود مواجهات عسكرية على الجبهات أو بالقرب من الأماكن المستهدفة”.
وعن مبررات استخدام هذا النوع من الأسلحة في المنطقة، أكد بكور أنه لا مبرر لهذا التصعيد الخطير سوى زيادة معاناة السوريين ونشر حالة من الخوف والرعب بينهم. وأضاف: “معروف منذ سنوات أن نظام الأسد لا يتحكم بالقرارات العسكرية والسياسية، بل روسيا وإيران وقد تضاءل الدور الروسي لمصلحة إيران بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، وبالتالي فإن من يتخذ القرارات بالتصعيد العسكري على الأغلب هو المليشيات الإيرانية التي تتحكم بأغلب المواقع العسكرية”.
ووفق الدفاع المدني السوري، فإن صاروخ “9M225 Grad” هو الذي استهدفت به قوات النظام السوري مدينة إدلب اليوم وهو من عيار 122 ملم روسي الصنع، يحمل رأسا حربيا يضم الذخائر الحارقة بمدى يقارب من 20 كيلومترا، يطلق عبر نظام إطلاق الصواريخ المتعددة ويحمل ذخائر مكونة من 180 عنصرا حارقا.
وقال الناشط الإعلامي عدنان الطيب لـ”العربي الجديد” إن قوات النظام استهدفت اليوم إضافة إلى مدينة إدلب مدينة سرمين، حيث تسبب القصف بإصابة أربعة من المدنيين، وتابع: “هذا التصعيد ضد المدنيين في المنطقة غير مبرر ولا يرتبط بأي عمل عسكري من قبل فصائل المعارضة في المنطقة ضد قوات النظام”.
ويحظر البروتوكول الثالث الملحق باتفاقية الأسلحة التقليدية لعام 1980 “في جميع الظروف جعل السكان المدنيين بصفتهم هذه، أو المدنيين فرادى، أو الأعيان المدنية، محل هجوم بالأسلحة الحارقة.
قذائف النظام السوري تقتل طفلة في حديقة عامة
قُتلت طفلة نازحة من ريف إدلب الجنوبي، اليوم السبت، إثر قصف مدفعي من قبل قوات النظام السوري، استهدف حديقة عامة في مدينة إدلب، شمال غربي سورية.
وقالت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، إنّ طفلة قُتلت اليوم السبت، وأُصيبت امرأة بجروح، في حصيلة غير نهائية للقصف المدفعي من قوات النظام على الأحياء السكنية في مدينة إدلب.
وأكد الناشط مصطفى الأحمد، وهو من أهالي ريف محافظة إدلب، لـ”العربي الجديد”، أن القذيفة سقطت في حديقة الشيخ تلت، بالقرب من مبنى الأوقاف والكليات الهندسية وسط مدينة إدلب، موضحاً أن الطفلة التي قضت تدعى ريتاج عماد العدل، وتبلغ 4 سنوات، وهي نازحة من مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، في حين أصيبت والدتها.
إلى ذلك، استهدفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة والصواريخ مدينة سرمين في محافظة إدلب، ما أدى إلى إصابة 3 مدنيين، أحدهم تعرض لشظايا في الخاصرة.
كما احترقت سيارة مدنية جراء سقوط أحد الصواريخ بالقرب منها، إضافة إلى سقوط قذائف وصواريخ أخرى على منازل المدنيين الواقعة في الأطراف الغربية لبلدة النيرب، وبلدة قميناس بريف إدلب الشرقي، ومحيط مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، وبلدة معربليت في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وفي السياق، اندلعت اشتباكات متقطعة بين فصائل غرفة عمليات “الفتح المبين” العاملة في منطقة إدلب من جهة، وقوات النظام والمليشيات الإيرانية من جهة أخرى، اليوم السبت، على محور بلدة ميزناز بريف حلب الغربي، شمال غربي البلاد.
وجاء ذلك تزامناً مع قصف مدفعي لقوات النظام استهدف القرى والبلدات القريبة من خطوط التماس بريف حلب الغربي.
قتلى وجرحى من قوات النظام
من جهة أخرى، أُصيب 9 عناصر من قوات النظام بجروح، إثر قصف مدفعي، قامت به القوات التركية على مواقع لقوات النظام على محور مياسة بناحية شيراوا بريف عفرين ضمن مناطق انتشار “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والنظام السوري في ريف حلب الشمالي.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات التركية وفصائل الجيش السوري الوطني قصفت بالمدفعية الثقيلة مواقع هذه القوات في قرى مياسة بناحية شيراوا وكفر أنطون وكشتعار ومرعناز والمالكية بناحية شران بريف عفرين.
كما قُتل 4 عناصر من قوات النظام، وأُصيب آخرون في هجوم مباغت شنه عناصر تنظيم “داعش” على مواقع ونقاط تمركز عناصر النظام والمليشيات الموالية لها في بادية تدمر بريف حمص، تلاه اندلاع اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين استمرت لساعات، قبل انسحاب عناصر التنظيم، باتجاه عمق البادية السورية.
وذكر المرصد السوري أن الاشتباكات تزامنت مع شن المقاتلات الروسية ضربات جوية ضد مواقع يتوارى فيها عناصر “داعش” ولا سيما في المنطقة التي شهدت الاشتباكات في بادية تدمر.
المصدر: العربي الجديد