لا تزال أعمال قيادة قوات حرس الحدود العراقية في بناء جدار أسمنتي يفصل أراضيها الغربية عن الأراضي السورية مستمرة، إذ سبق ونشرت “القيادة” صورًا لأعمال بناء الجدار الذي دخل مرحلته الثانية في 2 من تشرين الأول الماضي.
وقالت قيادة قوات حرس الحدود عبر صفحتها الرسمية في “فيس بوك”، الاثنين 13 من تشرين الثاني، إنها تواصل أعمال نصب “جدار كونكريتي” يفصل بين قضاء القائم وبلدة الباغوز على الشريط الحدودي العراقي- السوري.
وأضافت أن مراحل الإنجاز وصلت إلى نسب متقدمة في قاطع لواء الحدود “التاسع” ولواء “المغاوير”، مشيرة إلى أن نصب الجدار يسهم في إحكام السيطرة على الحدود ومنع أي محاولة لاختراقها.
ما الغرض؟
الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي كاظم ياور أرجع، في حديث إلى عنب بلدي، بناء الجدار بين البلدين إلى أسباب أمنية، إذ أشار إلى أن هذه المنطقة من الحدود تشهد نشاطًا لمنظمات تعمل في تجارة المخدرات، إضافة إلى الحد من عبور عناصر من تنظيم “الدولة” من سوريا نحو العراق.
واستبعد الباحث أن تكون الخطوة العراقية تستهدف جهة محددة كـ”قسد” مثلًا، إذ يرى أن أكثر ما يقلق في المنطقة هو نشاط خلايا التنظيم، التي تنتقل بين ضفتي الحدود.
وأضاف أن الجدار سيمتد لفصل الحدود العراقية عن مناطق يسيطر عليها النظام السوري و”قسد”، بالتالي لا يمكن حصر أهدافها بجهة محددة.
وزير الداخلية العراقي، عبد الأمير الشمري، قال خلال مقابلة مصورة مع قناة “الرابعة” العراقية، إن أسباب بناء “جدار كونكريتي” (أسمنتي) مع سوريا يرجع إلى أن العراق لا يواجه دولة على الجانب الآخر من الحدود إنما “ميليشيات”.
وأضاف أن تنظيم “الدولة” لا يزال ينتشر في المنطقة، ولا تزال مخاوف العراق أن يجري اختراق الحدود بالقوة، يتبعها عبور مجموعات مسلحة نحو الأراضي العراقية من سوريا، على عكس الحدود التي تجمع العراق مع دول أخرى، التي لا تعتبر فيها هذه الاحتمالات واردة.
وأضاف الوزير العراقي أن بلاده أنجزت نحو 150 كيلومترًا من الجدار الفاصل مع سوريا، ولا تزال الأعمال مستمرة لإغلاق الحدود المشتركة مع سوريا شمال نهر الفرات بالكامل التي يبلغ طولها نحو 275 كيلومترًا.
مسرح لتنظيم “الدولة”
لطالما اعتبرت المنطقة الصحراوية الممتدة من الشمال السوري حتى جنوبها بمحاذاة الحدود السورية- العراقية مرتعًا لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” حتى بعد أن انحسر نفوذ التنظيم في سوريا والعراق عام 2019، وانتهت سيطرته الفعلية.
وسيطرت “قسد” بدعم من التحالف الدولي على آخر معاقل التنظيم ببلدة الباغوز شرقي دير الزور المحاذية للحدود العراقية، وأنهت بذلك سيطرة التنظيم الفعلية على المنطقة، لكن عمليات الاستهداف لم تتوقف سواء على الجانب السوري أو العراقي.
أحدث عمليات التنظيم في سوريا كانت استهدافه ثكنة لقوات النظام السوري في بادية حمص بالقرب من الحدود العراقية مخلفة 24 قتيلًا من قوات “الدفاع الوطني” إضافة إلى عدد من الجرحى.
سبق ذلك بنحو أسبوع عملية نفذها التنظيم في العراق أسفرت عن مقتل وجرح 12 عنصرًا من القوات العراقية وتدمير 17 آلية عسكرية بهجوم على موقع عسكري في الأنبار، بحسب ما أعلنه التنظيم عبر معرفه الرسمي (غرفة أخبار مغلقة تضم صحفيين).
جدار تركي
أضيف الجدار الذي بدأ العراق بناءه قبل سنوات على الحدود مع سوريا إلى آخر أنهته تركيا بدورها أيضًا عزلت من خلاله أراضيها عن الأراضي السورية.
وتعود أسباب بناء الجدار إلى النشاط الذي تشهده الحدود السورية- التركية بشكل مستمر لعمليات التهريب، والهجرة “غير الشرعية”، ما دفع الحكومة التركية في أواخر عام 2015 إلى بناء جدار أسمنتي على طول حدودها مع سوريا، بهدف الحد من هذه العمليات.
وأعلن رئيس إدارة تنسيق عمليات الخطة والعمليات الأمنية في وزارة الدفاع التركية، العميد سيركان بيرجان، في 31 من تشرين الأول الماضي، استكمال بناء جدار حدودي بطول 837 كيلومترًا من إجمالي حدودها البرية مع سوريا البالغ طولها 911 كيلومترًا مع الإشارة إلى التعزيزات الأمنية المكثفة على طول الحدود.
ويتكون الجدار الحدودي بين سوريا وتركيا من أحجار خرسانية، يبلغ ارتفاع الواحد منها أربعة أمتار، وبعرض ثلاثة أمتار بينما يتجاوز وزنه 7 أطنان.
وخصصت تركيا أكثر من 60 ألف شخص لضمان أمن الحدود، وستتوسع هذه الإجراءات مع مرور الأيام، بإطار الحق في الدفاع عن النفس، وفقًا للقانون الدولي، بحسب العميد بيرجان.
المصدر: عنب بلدي
العراق يبني سوري بيتوني على حدودها مع سورية وتركيا تبني سور بيتوني أيضا على حدودها مع سورية ، وكما تبني إسRائيل جدار بيتوني على حدودها هل هذه الجدران تحقق الأمن وتمنع مرور المسلحين ؟ إن باب للفساد والارتزاق .