كشفت شبكة “بلومبرغ” الأميركية أنّ إسرائيل كثّفت ضرباتها ضد الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا، منذ أن دخلت الحرب مع “حماس” أوائل الشهر الماضي.
وقالت الشبكة أنّ هذا التطور “يأتي مع تحول رئيسي في السياسة الإسرائيلية، فهي لم تعد تحذر دائمًا روسيا مسبقًا من الهجمات على الأراضي السورية”.
وهذا التغيير الذي تحدث عنه أشخاص مطلعون على الوضع، إلى جانب الهجمات الاسرائيلية المتزايدة في سوريا، يؤدي بحسب الشبكة “إلى تفاقم العلاقات المضطربة بالفعل بين إسرائيل وروسيا”.
وأعتبرت “بلومبرغ” أنّ هناك خطراً من “ظهور سوريا كجبهة جديدة في الحرب بين إسرائيل وحماس، وهو الوضع الذي تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها الإقليميون تجنبه في سعيهم لاحتواء الصراع”.
وترى الشبكة أن سوريا “أصبحت ساحة معركة عالمية على مدى العقد الماضي، حيث تنشر الولايات المتحدة ما يقرب من الف جندي هناك لمواجهة المتطرفين الإسلاميين، وتقاتل تركيا الجماعات الكردية في الشمال، وفي الوقت نفسه، تساعد إيران وروسيا الرئيس بشار الأسد على البقاء في السلطة، وقد قُتل مئات الآلاف من الأشخاص، وأجبر الملايين على الفرار”.
ويتواجد أفراد من الشرطة العسكرية الروسية أحيانًا في منشأة بجوار هذه القاعدة لكن من غير الواضح ما إذا كانوا هناك عندما ضربت إسرائيل. واعترف الجيش السوري بالهجومين.
وفي الأسابيع الثلاثة الماضية، قصفت إسرائيل المطارين الرئيسيين في سوريا في دمشق وحلب عدة مرات، مما أدى إلى خروجهما من الخدمة وإجبار الطائرات المدنية على الهبوط في القاعدة الجوية الروسية في حميميم على ساحل البحر الأبيض المتوسط في سوريا، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره المملكة المتحدة.
ولم تخطر إسرائيل روسيا مسبقاً بالضربات، كما قال الأشخاص الذين تحدثوا عنها.
وتقوم إسرائيل منذ سنوات بضرب أهداف في سوريا بشكل روتيني، وذلك بشكل أساسي لإحباط مقاتلي حزب الله هناك أو تأمين حدودها الشمالية الشرقية ومنذ تدخلت روسيا في الحرب السورية عام 2015، قامت بالتنسيق مع إسرائيل لضمان عدم اشتباك قواتهما أو إطلاق النار على بعضها البعض عن طريق الخطأ.
التحذيرات الإسرائيلية لروسيا خدمت كلا البلدين فقبل 5 سنوات، وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيبذل قصارى جهده لمنع إيران وحزب الله من الحصول على موطئ قدم في جنوب غرب سوريا، مقابل مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
لكن بعد أن أرسلت روسيا قوات إلى أوكرانيا في عام 2022، شددت موسكو تحالفها مع إيران، مما أدى إلى توتر العلاقات مع إسرائيل.
وفي 29 تشرين الأول (أكتوبر) اقتحمت مجموعة من المتظاهرين مطاراً في داغستان، جنوب روسيا، بحثاً عن ركاب رحلة قادمة من إسرائيل، وألقى بوتين باللوم على أوكرانيا وأجهزة المخابرات الغربية في الحادث المعادي للسامية.
ونقلت الشبكة عن عاموس يادلين، الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية: “إن روسيا تدعم أعداءنا بشكل أساسي”، في إشارة إلى تعاون موسكو العسكري الوثيق مع إيران واتصالاتها مع جماعات مثل حماس وحزب الله.
ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل و”حماس”، انتقل المئات من رجال الميليشيات المدعومة من إيران من الحدود العراقية السورية ليكونوا أقرب إلى إسرائيل وقد شنوا ما لا يقل عن 12 هجومًا ضد إسرائيل، وفقًا لتشارلز ليستر، الذي يرأس برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط للأبحاث ومقره واشنطن.
وقال إن حصيلته تشير أيضًا إلى 33 هجومًا شنتها ميليشيات مرتبطة بإيران على قواعد أمريكية في العراق وسوريا خلال الفترة نفسها وقال إن روسيا كثفت التشويش الإلكتروني من قاعدة حميميم في سوريا، الأمر الذي تدخل في الحركة الجوية التجارية بما في ذلك الرحلات الجوية التي تهبط في تل أبيب.
وقال ليستر للشبكة: “إن روسيا سعيدة للغاية بالتراجع والخروج من الطريق ومشاهدة الفوضى تتكشف” مضيفاً “لكنها أيضًا سعيدة جدًا بتسهيل الفوضى”.
وقال بدر جاموس، أحد زعماء المعارضة السورية المقيم في اسطنبول، إنّ موسكو قد تكون راضية عن رؤية تصعيد تدعمه إيران على الجبهة الإسرائيلية السورية لإلهاء الغرب أكثر عن أوكرانيا وأضاف أن بوتين قد يرغب أيضًا في إجبار الولايات المتحدة وحلفائها على طلب مساعدة روسيا في منع اندلاع حريق أوسع نطاقًا.
وقال مانويل تراجتنبرغ، المدير التنفيذي لمعهد دراسات الأمن القومي ومقره تل أبيب: “لقد تواصلت روسيا مع إيران على طول الطريق لأنّها أصبحت تعتمد على إيران في الكثير من القدرات العسكرية”.
المصدر: النهار العربي
هل هو القطيعة بين الكيان الصهي.وني ونظام موسكو ، أم إن حرب غزة وتداعياتها والجيوسياسي المتعاطي مع الحرب الأوكرانية فرضت تحالفات وتموضع بالتحالفات جديدة بالمنطقة ، .