جثث ملطخة بالدماء ملقاة في الشوارع ومداهمات مسلحة للمنازل ونقل الأسرى إلى غزة. يعيش الإسرائيليون تحت تأثير الرعب والصدمة بعد مشاهد الجثث الملطخة بالدماء الملقاة في الشوارع ومداهمة مسلحين لمنازلهم والأنباء عن نقل الأسرى إلى غزة أعقاب هجوم مباغت لم يسبق له مثيل من حيث الجرأة والنطاق شنته حركة “حماس” السبت.
وأفاد أحد السكان بأنه رأى عدداً من الجثث والمركبات التي تحمل آثار الرصاص في بلدة سديروت بجنوب إسرائيل حيث يتواصل قتال مجموعات من مسلحي “حماس” مع القوات الإسرائيلية على رغم مرور 12 ساعة على بدء الهجوم.
وقال شلومي من سديروت “خرجت ورأيت أعداداً كبيرة من جثث الإرهابيين والمدنيين والسيارات التي تم إطلاق النار عليها، بحر من الجثث داخل سديروت على امتداد الطريق وفي أماكن أخرى، كثير من الجثث”.
وأوردت وسائل إعلام إسرائيلية مع حلول الليل أن ما لا يقل عن 200 إسرائيلي قتلوا في حين ذكرت وزارة الصحة الإسرائيلية أن عدد الجرحى تجاوز 1100، وأفادت تقارير باستمرار المعارك المسلحة حتى الآن في أكثر من 20 موقعاً بمحيط قطاع غزة.
ويسبب هذا الهجوم الذي وقع في عطلة عيد بهجة التوراة اليهودي صدمة وطنية كبرى في بلد يفتخر بجيشه القوي.
وفي إحدى الوقائع تحدث شبان إسرائيليون عن فرارهم من حفل راقص في الساعات الأولى من صباح اليوم بعدما داهم مسلحون من “حماس” يدعمهم وابل من الصواريخ البلدات والقرى الواقعة على الحدود.
وذكر شهود أن الحفل الراقص كان يحضره المئات قرب رعيم، وأظهرت لقطات مصورة نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي عشرات الأشخاص يركضون في حقول وعلى الطرق فراراً من مسلحين، بينما يسمع دوي الأعيرة النارية.
وقالت شابة تدعى أورتال للقناة 12 الإخبارية الإسرائيلية “توقفت الموسيقى ودوت صفارة الإنذار من الصواريخ، فجأة وبصورة غير متوقعة، بدأوا بإطلاق النار”.
وأفادت إحدى الحاضرات في الحفلة، وتدعى إستر بوروشوف، بأن سيارة صدمت سيارتها بينما كانت تحاول الفرار وأن شاباً طلب منها ومن صديقتها القفز إلى سيارته قبل أن يتم إطلاق النار عليه من مسافة قريبة، موضحة أنها تظاهرت بالموت حتى تم إنقاذها.
وأضافت لـ”رويترز” في المستشفى “لم أستطع تحريك ساقي، جاء الجنود واقتادونا إلى الأدغال”.
وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن طواقمها لا تستطيع الوصول إلى الجرحى في البلدات التي يدور فيها القتال، مردفة أن إحدى سياراتها تعرضت لهجوم أدى إلى مقتل أحد أفراد الطاقم.
والهجمات على المدنيين الإسرائيليين هي الأكثر دموية منذ حملة التفجيرات الانتحارية الفلسطينية خلال الانتفاضة الثانية التي ضربت مدن إسرائيل الرئيسة قبل نحو عقدين من الزمن.
وزاد من وقع الصدمة قيام الجماعات الفلسطينية المسلحة بنشر لقطات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر من قالت إنهم جنود ومدنيون إسرائيليون أسرى يتم اقتيادهم إلى غزة واحتجاز مسلحين داخل إسرائيل لمزيد من الرهائن.
وبثت محطات التلفزيون الإسرائيلية مكالمات هاتفية من سكان كان يتملكهم الذعر في بلدات يحاول المسلحون فيها اقتحام الملاجئ.
وتحدثت على الهواء مباشرة مع القناة 12 الإخبارية الإسرائيلية امرأة تدعى إيلا، قائلة إنها متحصنة منذ ساعات في حي بيري داخل ملجأ من القنابل. وأفادت تقارير باحتجاز “حماس” 50 إسرائيلياً رهائن في هذا الحي.
وأضافت إيلا “يمكننا سماع دوي إطلاق نار كثيف، وقيل لنا إن إرهابيين موجودون في ردهة مطاعم (قريبة)، لقد فقدت الاتصال بعائلتي، عرفت أنهم خطفوا والدي، لا أحد يخبرنا بما يحدث، ولا أعرف ما إذا كانت والدتي على قيد الحياة”.
المصدر: رويترز/اندبندنت عربية