أدانت منظمة “منسقو استجابة سوريا” عودة عمليات التصعيد العسكري الروسي – السوري شمال سوريا، واعتبرت المنظمة في بيان لها أمس الخميس، أن قوات النظام السوري وروسيا، تواصل خرقها لاتفاق وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا الموقع بتاريخ الخامس من شهر آذار 2020 في منطقة خفض التصعيد الأولى، حيث استهدفت خلال الـ24 ساعة الماضية أكثر من 24 نقطة مسببة سقوط ضحايا مدنيين والعديد من الإصابات، إضافة إلى مئات الخروقات من قبل قوات النظام السوري والميليشيات المتحالفة معه التي وثقها “منسقو استجابة سوريا” في المنطقة منذ بدء الاتفاق، والتي تجاوز عددها 1324 خرقاً منذ مطلع 2023 وحتى الآن.
وطالبت المنظمة كافة الجهات المعنية بالشأن السوري العمل على إيقافها، مبدية تخوفها “من أي تصعيد عسكري وسط تجهيز العديد من العائلات للنزوح في حال استمرار التصعيد على القرى والبلدات، حيث سجلت حركة نزوح لعشرات العائلات في المنطقة باتجاه مناطق آمنة بعيدة عن خطوط التماس”.
موجات النزوح
وأكد الفريق أن المنطقة غير قادرة على استيعاب موجات النزوح المستمرة، مطالباً بمنع تكرار العمليات العسكرية وزيادة الخروقات بشكل يومي من قبل قوات النظام وروسيا على المنطقة. ولازال الآلاف من المدنيين النازحين من مناطق ريف إدلب وحلب، غير قادرين على العودة إلى منازلهم بسبب سيطرة النظام السوري على قراهم وبلداتهم، إضافة إلى استمرار الخروقات لوقف إطلاق النار بشكل يومي، الأمر الذي يمنع أبناء تلك القرى والبلدات من العودة.
وحسب بيان المنظمة فإن التصريحات الروسية المختلفة حول ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار في سوريا بالتزامن مع التصعيد الأخير، “يظهر عدم التزام روسيا بأي اتفاق معلن وكافة التصريحات الصادرة عن المسؤولين الروس زائفة ولا معنى لها”.
وطالبت المنظمة المجتمع الدولي بإجراء كل ما يلزم لمنع روسيا والنظام السوري من ممارسة الأعمال العدائية وارتكاب المجازر في مناطق الشمال السوري. وأكدت المنظمة مواصلة العمل مع الفعاليات المسؤولة عن توثيق الانتهاكات في سوريا، لرصد الجرائم المطبقة بحق المدنيين وذلك لتقديم الجهات المسؤولة عنها (أي كانت الجهة) إلى المساءلة والعدالة.
يأتي ذلك بعدما صعّدت قوات النظامين السوري والروسي من هجماتها الصاروخية والمدفعية، على شمال غربي سوريا، حيث استهدفت خلال الـ24 ساعة الماضية أكثر من 24 نقطة مسببة ضحايا مدنيين والعديد من الإصابات، إضافة إلى مئات الخروقات من قبل قوات النظام السوري والميليشيات المتحالفة معه، والتي تجاوز عددها 1324 خرقاً منذ مطلع 2023 وحتى الآن، بينما سجل الخميس، حركة نزوح لعشرات العائلات في المنطقة باتجاه مناطق آمنة بعيدة عن خطوط التماس.
واستهدفت قوات النظام، الأربعاء، بقذائف المدفعية الثقيلة قرى في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي الشرقي ما أدى لمقتل 3 مدنيين بينهم طفل وإصابة 11 آخرين بينهم طفلان وامرأة، وسط تخوف المنظمات الإنسانية من موجة نزوح جديدة.
وقال الدفاع المدني السوري في بيان له، إن ثلاثة مدنيين قتلوا الأربعاء – طفل ووالده ورجل آخر – وأصيب 11 آخرون بينهم طفلان وامرأة، بقصف مدفعي لقوات النظام وروسيا، استهدف قرية كفرنوران في ريف حلب الغربي والطريق الواصل بين القرية وبلدة معارة النعسان وقرية كتيان في ريف إدلب الشمالي الشرقي.
كما استهدف قصف مدفعي مماثل أطراف مدينة الأتارب وقرية القصر في ريف حلب الغربي دون وقوع إصابات بالتزامن مع تحليق لطائرة استطلاع روسية فوق المنطقة، وحركة نزوح للمدنيين من بلدة كفرنوران هرباً من القصف الممنهج.
غارات جوية روسية
كما شنّت طائرات حربية روسية الثلاثاء، عدة غارات جوية استهدفت مزرعة فيها بناء سكني طابقي، وأخرى فيها منزل سكني، وتجمع لأبنية غربي مدينة إدلب، ما أدى لدمار كبير في الأبنية واندلاع حريق بأعشاب يابسة قرب مزرعة لتربية الدواجن، تبعها غارات جوية مماثلة استهدفت مناطق جبلية في منطقة الشيخ بحر شمالي إدلب. على مقلب آخر، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن المبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف قوله أمس الخميس إن روسيا لديها معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة تعزز وحدتها العسكرية في سوريا. ونقلت عنه القول “هناك معلومات… عن أن الولايات المتحدة تعزز وحدتها العسكرية في شمال شرق سوريا، وكذلك في التنف التي تحتلها بشكل غير قانوني منذ فترة طويلة”.
واتهم قائد العمليات بسلاح الجو الأمريكي أليكسوس غرينكويتش القوات الروسية بتشجيع طياريها على اتخاذ إجراءات من شأنها أن تزيد مخاطر الحوادث والصراع في سوريا. وقال اللواء غرينكويتش في إحاطة مرئية للصحافيين أمس، إن الطائرات الروسية تواصل تعريض القوات الأمريكية للخطر من خلال انتهاك بروتوكولات خفض التصعيد في سوريا عدة مرات في اليوم. وأضاف أنه “رغم التحذيرات السابقة فإن العدوان الروسي قد تفاقم”، مبيناً أن المقاتلات الروسية المحملة بالذخيرة تنتهك أحيانًا ثلاث أو أربع مرات المجال الجوي للقوات الأمريكية في يوم واحد. وأردف: “هذا الصباح فقط شاهدنا مثالاً لانتهاك طائرات روسية، حيث دخلت لمجالنا الجوي في وقت مبكر من هذا الصباح بتوقيت سوريا، وحدثت مثل هذه الانتهاكات بالأمس واليوم السابق”.
وأشار إلى أن القيادة المركزية الأمريكية تحاول تخفيف حدة التوتر في سوريا، مبيناً أن “الطيارين الروس المنتشرين في سوريا قد كوفئوا على مثل هذا السلوك”. ونشرت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي مقاتلات F-22 Raptor من قاعدة لانغلي الجوية بالولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، واصفة إياها بأنها “أفضل طائرة مقاتلة من الجيل الخامس في العالم” لمواجهة تصرفات روسيا.
المصدر: «القدس العربي»