بصفتي نائب عن مقاطعة “شمال الراين فستفاليا” والمتحدث الرسمي لشؤون اللاجئين والمغتربين في حزب الخضر، قمت بزيارتي الأولى لكوسوفو في عام 1997 حيث التقيت مع مسؤولين في عدة وزارات في بلغراد ومن بعدها سافرت إلى بريشتينا، عاصمة كوسوفو، والتقيت هناك مع رئيس كوسوفو المرحوم إبراهيم روغوفا وكذلك اجتمعت مع رؤساء الأحزاب في كوسوفو … كان الوضع بمنتهى الخطورة والتعقيد وكانت مؤشرات الحرب الأهلية تلوح في الأفق … ذهبت إلى كوسوفو في حينها لمنع والتحذير من شرور الحرب الأهلية القادمة.
بعد عودتي, ومن خلال البرلمان, نظمت العديد من الندوات في عدد من المدن في ألمانيا حول هذا الموضوع تحت عنوان: “أوقفوا الحرب الأهلية القادمة في كوسوفو!”
قوى الشر تغلبت على كل محاولاتنا لتجنيب كوسوفو مأساة الحرب الأهلية .
بعدما وضعت الحرب أوزارها والتي دامت من 28.02.1998 إلى 11.06.1999 ذهبت ثانيةً مع وفد لمنظمات المجتمع المدني الألمانية الى كوسوفو والتقينا مرة أخرى بالرئيس المرحوم ابراهيم روغوفا، والذي كان معروفا عنه بمحبته للسلام وللتعايش السلمي بين الشعوب والأديان في يوغسلافيا السابقة, حيث أكد لي بأن كل ما حصل هو الشيء الذي حذرت منه في زيارتي الأولى.
ما يحصل الآن في كوسوفو يجعلني أحذر من جديد من لعب مخالب الشر بكرة النار والحرب والدموع والأحزان …أنصاف الحلول ليست إلا أزمات ومآسي مؤجلة ولابد من أن تطفوا يوما ما على السطح, وما علينا نحن كسوريين أن نأخذ درسا مما يحصل الآن في كوسوفو والبوسنة والعراق ولبنان ودول أخرى.
اليوم ما أخشاه هو أن تعود المأساة في كوسوفو مرة أخرى ويكون ضحاياها من الأبرياء الصرب والمسلمين.
المصدر: صفحة جمال قارصلي