كشفت الخارجية التركية، الأحد، عن “خارطة طريق” لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، تشمل المناطق الآمنة ومناطق النظام، وفقاً لتفاهمات الاجتماع الرباعي في موسكو.
وكان وزراء خارجية كل من روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري، اختتموا اجتماعهم الرباعي حول سورية، في موسكو، في العاشر من الشهر الجاري، بالاتفاق على إعداد خريطة طريق لتطوير العلاقات بين تركيا والنظام في دمشق، بالتنسيق مع وزارات الدفاع والاستخبارات في الدول الأربع، وأكدوا على ضمان تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى “وطنهم الأم بشكل طوعي وآمن ومشرف”.
وخلال حوار مع قناة خبر تورك، شدد وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، على أن حل مسألة اللاجئين السوريين في تركيا الذين تحولوا إلى “مادة انتخابية” لا يكون عبر “الشعبوية التي تتحدث بها المعارضة، بل عبر حلول عملية”.
وأوضح جاووش أوغلو أن “550 ألف سوري عادوا إلى بلادهم، وهذا الرقم لا يكفي، يجب عودة المزيد منهم، دخلنا في حوار مع النظام بهذا الخصوص، واتخذنا قراراً بتأسيس البنية التحتية لهذه العودة، وهو ما دفعني للذهاب إلى موسكو للاجتماع (الرباعي) للحديث بمسألة اللجوء قبل الانتخابات بأيام”.
وأضاف “نعد خارطة طريق، تشمل أيضاً إحياء العملية السياسية، وتطهير سورية من الإرهاب، وإعادة اللاجئين بشكل آمن، فلا يرغب السوريون في العودة إلى حيث يوجد إرهاب، مثل مناطق سيطرة حزب العمال الكردستاني، التي يرفض الأكراد السوريون العودة إليها بسبب سيطرة الحزب الكردي (وحدات الحماية الكردية)، وليس فقط مناطق سيطرة داعش”.
وشدد الوزير التركي على أن “العودة دون التعاون مع النظام ليست صائبة، يجب ضمان حياة العائدين، ويجب على الأمم المتحدة أن تكون ضمن هذه المرحلة، وكذلك يجب أن يدعم الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي خارطة الطريق التي تم التوافق عليها”.
وحول تفعيل هذه الخارطة قال “هناك لجنة ستضع الخطوات اللازمة لتطبيق خارطة الطريق وتعرضها علينا، يجب إعادة مزيد من السوريين للمناطق الآمنة ومناطق سيطرة الأسد، وهناك توافقات مع قطر والسعودية والإمارات، وعودة النظام للجامعة العربية عامل مفيد في هذه المرحلة”.
واستدرك الوزير أنه “لا يمكن القول إن العودة ستشمل 100٪ من السوريين، فهناك حاجة ماسة للقوى العاملة، بينما سيعود آخرون إلى المناطق الآمنة، وستضمن خارطة الطريق عودة أكبر قدر من السوريين”.
ولفت جاووش أوغلو إلى أن “الجدول الزمني لعودة السوريين يتضمن توفير الإمكانيات في المناطق الآمنة التي بدأت الأعمال بقسم منها سابقا، وهناك دول عربية تدعم ذلك، وبالنهاية سيعودون للمناطق الآمنة، ولمناطق النظام بالتعاون مع الأسد، وستنضم لاحقا وزارة الداخلية”.
وأكد أن هناك “لقاءات على مستوى قادة الدول أيضاً ضمن مسار الاجتماع الرباعي في موسكو”.
أخيرا، أصبح اللاجئون السوريون مادة للمتنافسين في الانتخابات التركية، توظفها المعارضة اليمينية لكسب مزيد من أصوات الناخبين. خصوصاً، عقب فشل كمال كلجدار أوغلو في هزيمة الرئيس رجب طيب أردوغان، وحصول المرشح المتطرف سنان أوغان على 5.17٪ من الأصوات.
ورغم أن الأرقم الرسمية تتحدث عن 3.5 ملايين سوري مسجلين تحت بند الحماية المؤقتة، تتحدث المعارضة عن 10 ملايين سوري وتطالب بإرسالهم فوراً إلى بلادهم، ووصل الأمر بتخويف مزيد من الأتراك بالحديث عن 10-20 مليون سوري قد يأتون إلى تركيا، بحسب آخر مقطع فيديو نشره كلجدار أوغلو السبت.
الحكومة التركية تجد نفسها مضطرة لعدم تجاهل الأمر، وتؤكد سعيها الجاد لحل المسألة حتى عبر الحوار مع النظام السوري.
وتطرق جاووش أوغلو خلال المقابلة مع القناة التركية إلى مسألة اتهام كلجدار أوغلو لروسيا بالتورط في التدخل بالانتخابات التركية عبر بث شرائط مزيفة للتأثير على سير الانتخابات، بعد انسحاب المرشح الرئاسي محرم إنجه قبل الجولة الأولى من الانتخابات.
وقال “سألنا كلجدار أوغلو إن كان يمتلك أدلة تدعم ادعاءاته، وطلبت منه تقديم أي معلومات يمتلكها بهذا الخصوص، فقال إن انطباعاً تولد لديه حول ذلك فقط، ولهذا يجب على زعيم المعارضة أن يكون أكثر جدية في تناوله مثل هذه المواضيع”.
وتجرى الأحد المقبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في تركيا، بعد فشل أي مرشح في الحصول على النسبة المطلوبة في الجولة السابقة التي جرت في 14 أيار/مايو الجاري.
ويتنافس في الجولة الثانية الرئيس أردوغان الحاصل على 49.52٪ من الأصوات، وزعيم المعارضة كلجدار أوغلو الذي حصل على 44.88٪ من الأصوات، وكانت الجولة الأولى تتطلب الحصول على 50٪ زائد واحد.
المصدر: العربي الجديد