عادت الحكومة التركية للحديث عن سعيها لإنشاء مناطق آمنة من أجل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، بالتوازي مع ارتفاع حدة خطاب المسؤولين الأتراك في رفض مطالب النظام السوري بانسحاب الجيش التركي من شمال غرب سوريا، كشرط للتقدم في عملية التقارب بين الجانبين.
وقال نائب رئيس حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، نعمان كورتولموش الاثنين، إن الحكومة التركية تعمل على إيجاد طرق دبلوماسية من أجل إنشاء مناطق آمنة لعودة اللاجئين السوريين في تركيا، إلى بلادهم.
وأضاف أن ما بين 700 الى 800 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم بمجرد توفير الأمان لهم، معتبراً أن السوريين المتبقين في تركيا، سيعودون بسرعة بمجرد إنشاء مناطق آمنة لهم.
وقال المسؤول التركي: “نحن نعلم أن سبب مجيء السوريين هو الحرب في بلادهم، وندرك أن لهذه البلاد قدرتها، ولذلك نجري مفاوضات دبلوماسية من أجل ضمان بيئة سليمة في سوريا، ونحاول إنشاء مناطق آمنة هناك لإعادة السوريين إلى ديارهم”.
وأكد على عدم فرض العودة بالإجبار، لأن ذلك يعتبر إرسالهم إلى الموت بالقوة، معتبراً أن “العداء الذي يتم توجيهه للسوريين للحصول على ثلاثة أصوات إضافية جريمة ضد الإنسانية”.
والحديث عن المناطق الآمنة عند الحدود التركية الجنوبية مع سوريا، هو قديم متجدد، إذ أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن البدء بإنشاء أكثر من مئة ألف مسكن لإرسال نحو مليون لاجئ سوري إليها، بالتعاون مع منظمات تركية وقطرية.
لكن ذلك المشروع الذي قدم مسؤولون أتراك للإعلان عنه من الداخل السوري، قاطعه على نحو مفاجئ التقارب التركي مع النظام السوري، حيث كانت عملية إعادة اللاجئين الشاملة إلى سوريا، هي أحد البنود الأساسية في اللقاءات التي جمعت الجانبين في اجتماع وزراء الدفاع وكذلك الاجتماع الدبلوماسي لنواب وزراء الخارجية في موسكو.
واللافت، هو تزامن تصريحات المسؤول التركي مع ارتفاع حدة خطاب أنقرة برفض الشروط المسبقة التي وضعها النظام السوري كشرط للمضي قدماً بعملية التقارب وفي مقدمتها انسحاب الجيش التركي من الشمال السوري.
وقال وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو الجمعة، إن بلاده لن تقبل شرط انسحاب الجيش التركي من سوريا للمفاوضات لأنه يعني عودة التهديدات ضد تركيا، مشيراً إلى أنه على النظام القضاء على التهديدات الإرهابية المتمثلة بوحدات حماية الشعب الكردية قبل المطالبة به.
والأحد، قال المتحدث باسم الرئاسية التركية إبراهيم قالن إن عملية التقارب مع النظام مرهونة بتحقيق 3 أولويات ومبادئ رئيسية للتقارب لبلاده هي ضمان أمن الحدود التركية ومكافحة “الإرهاب”، والعودة الآمنة للاجئين السوريين، وإجراء عملية سياسية لحل الأزمة في سوريا.
المصدر: المدن