جمهورية أندونيسيا الأكبر دولة اسلامية من حيث عدد السكان البالغ قرابة المئتان وثمانون مليون نسمه, أي اكثر من قرابة نصف عدد سكان الامة العربية قاطبة مجتمعة, قالت كلمتها بكل الاباء والشمم والشرف لدولة تحترم تاريخها وانتماءاتها واصالتها واحترامها الثابت لحقوق الانسان والحق الذي لا جدال فيه لحق الشعوب بالاستقلال والحرية والعدل, ان لا مكانه لدولة الكيان الصهيوني الملتزمة بسياسات التطهير العرقي والفصل العنصري بين دول العالم المدعوة للمشاركة في مونديال كرة القدم القادم والذي كان قد تم ترشيح أندونيسية من قبل الفاو كالدولة المضيفة لألعاب المونديال لكرة القدم القادمة.
لقد تسبب قرار جمهورية اندونيسيا هذا بأنزال العقوبات من قبل المنظمة الدولية المعنية بالألعاب الأولمبية لكرة القدم، الفاو، على اندونيسيا لموقفها الصارم الثابت بمنع إسرائيل من المشاركة بمباريات المونديال المخطط لإندونيسيا استضافتها وذلك بقيام الفاو بإلغاء حق ترشيح أندونيسية لاستضافة دورة المونديال القادمة. اذ قامت الفاو، إضافة بذلك، بأنزال اشد العقوبات بإندونيسيا بما في ذلك حرمان اندونيسيا من المشاركة بأية مباركات مستقبليه دوليه.
أيضا، وبالإضافة لكل ذلك, فان قرار اندونيسيا هذا، المبدئي الصارم والحازم، سيترتب عليه حرمان اندونيسيا من فرصة تاريخيه نادره تتكالب عليها دول العالم ليتم اختيارها لاستضافة مثل هذه المناسبة لما يمثله ذلك من الفوائد المادية والاقتصادية والمعنوية الهائلة للدولة المضيفة لمثل تلك المناسبات التاريخية النادرة. كل ذلك، الى جانب ان أندونيسية قد قامت باستثمار أموال طائلة في البنية التحتية كشرط مسبق ليتم القبول بتأهيلها للترشح لاستضافة المونديال في المقام الأول.
المحزن في الامر في كل هذا, ان دول الجوار العرب المعنيون مباشرة بأمن والمستقبل العربي الافضل وعلى الخلاف الواسع لما قامت به دولة اندونيسيا العجمية البعيدة كل البعد في اصقاع المعمورة النائية, يوغلون في التطبيع وإقامة الاحلاف والعلاقات الاقتصادية المتميزة مع الكيان الصهيوني المارق الذي يمثل تهديدا وجوديا ثابتا وملحا على كافة كل دول المنطقة, الى حد ان ذهب الصلف بأحد رؤساء برلمانات احدى هذه الدول العربية قبل أيام بشطب كلمة “الغاصبة” بالإشارة الى الكيان الصهيوني من احدى مداخلات احد البرلمانيين في مجلس البرلماني لتلك الدولة. الاساء ما هم فاعلون!
المصدر: صفحة د مخلص الصيادي