سلطت الكاتبة الأمريكية “أروى ديمون” الضوء على الزلزال التي ضرب سوريا وتركيا فجر الإثنين، مشيرة إلى أن السوريين يرون إن الكارثة التي راح ضحيتها الآلاف، فعلت ما كان يريد نظام بشار الأسد والروس أن يفعلوه بهم طوال الوقت.
واستعرضت “ديمون” في مقال نشره مركز الأبحاث الأمريكي “أتلانتك كاونسل” أوجه المقارنة والفوارق الكبيرة حاليا على الأرض بين الأوضاع ما بعد الزلزال، في تركيا وسوريا.
وأوضحت أن تركيا، التي تمتلك استعدادات جيدة للتعامل مع الزلازل وغيره من الكوارث الطبيعية، قامت بتعبئة فرق الطوارئ والجيش.
وعلى الأرض، لا تزال فرق الإنقاذ الدولية تصل من الولايات المتحدة وأوكرانيا ولبنان واليابان وغيرها، حيث تعهدت العديد من الدول بتقديم الدعم للضحايا في في تركيا وسوريا.
لكن حتى مع تلك الاستعدادات لم يكن مستوى الاستجابة كافيا، فقد أودى الزلزال بحياة أكثر من 19 ألف شخص، إذ أن تداعيات وحجم الكارثة واسعة النطاق بشكل لا يصدق.
وأشارت الكاتبة إلى نشر العديد من الأتراك والسوريون في تركيا رسائل لا حصر لها على وسائل التواصل الاجتماعي للتنبيه بعدم وجود جهود الإنقاذ في مناطق معينة.
وفي حين تتدفق المساعدات بشكل متزايد على تركيا من جميع أنحاء العالم عن طريق الهواء والأرض والبحر، في المقابل لا ترى سوريا نسبة تذكر من تلك المساعدات.
على الأرض في سوريا، تقود جهود البحث والإنقاذ فرق الدفاع المدني السوري، المعروف أيضًا باسم “الخوذات البيضاء” والتي لديها خبرات سابقة في إنقاذ الأرواح في أعقاب التفجيرات.
ومع ذلك، فإن هذا المستوى الكبير من الدمار الذي أحدثه الزلزال في وقت واحد، يتفوق على قدرة الخوذات البيضاء، الذين يعانون وغيرها من مجموعات المتطوعين الآخرين من نقص كل ما قد يحتاجون إليه لتنفيذ مهامهم، بما في ذلك نقص الديزل لتشغيل آلياتهم الثقيلة، وعدم وجود ملاجئ للمشردين الآن في البرد والثلوج.
بينما اندفعت المنظمات المحلية في سوريا إلى تقديم المساعدة الإنسانية (جهودهم عبارة عن قطرة في دلو)، لم ترسل أي حكومة فريق إنقاذ رسمي إلى الحدود السورية.
على الرغم من وجود العديد من المعابر الحدودية بين تركيا وشمال غرب سوريا، إلا أن هناك معبرًا وحيدا لنقل المساعدات من تركيا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في سوريا وهو معبر باب الهوى.
وفي هذا الصدد قالت الأمم المتحدة إن “استخدام المعبر ذاته كمنصة إعادة الشحن في الواقع سليمة.. لكن الطرق المؤدية إلى المعبر تضررت، مما يؤثر مؤقتا على قدراتنا لاستخدام المعبر كليا”.
ولطالما كان وجود معبر باب الهوى مسيّسًا بشدة، مع الروس الدائم باستخدام حق الفيتو كل 6 إلى 12 شهرًا لتجديد استخدامه، فيما تصر حكومة الأسد في دمشق على أن جميع المساعدات إلى سوريا يجب أن تأتي عبر العاصمة.
وإضافة إلى ذلك، تأثرت بشكل مدمر المناطق التي تسيطر عليها حكومة “الأسد”، مثل حلب واللاذقية.
وذكرت الكاتبة أن المئات فقدوا حياتهم هناك، نظرًا لوجود نقص شديد في البنية التحتية أو القدرة على إطلاق عمليات الإنقاذ على الرغم من كونهم تحت سيطرة نظام الأسد.
ومع ذلك، وصلت المساعدات إلى دمشق من دول مثل العراق وإيران وروسيا.
ووفق الكاتبة، فإنه من الناحية النظرية، يمكن أن تكون دمشق مدخلًا للوصول إلى جميع السوريين المحتاجين، لكن هذا بالكاد على وشك الحدوث، نظرًا لأن الوصول إلى المساعدات الإنسانية أصبح أحد أكبر البطاقات الجيوسياسية.
ودعت وزيرة الخارجية الألمانية “أنالينا بيربوك” روسيا وجميع الجهات الفاعلة الدولية إلى الضغط على نظام “الأسد” للسماح للمساعدة بالوصول إلى الجميع في البلاد.
وعقبت الكاتبة أن الدعوات مثيرة للضحك بشكل مأساوي، لأن الأصوات الدولية التي لم تنجح في منع حكومة الأسد من قصف شعبها، لن تكون فعالة في الحصول على استجابة النظام لتغذية وإبقاء شعبه دافئًا.
وأشارت الكاتبة إلى تعليق أحد أصدقائها السوريين على المأساة قائلا إن “الزلزال فعل ما أراد نظام الأسد والروس فعله بنا طوال الوقت.”
المصدر | أتلانتك كاونسل/ الخليج الجديد