رأت مؤسسة “جيمس تاون” للأبحاث أن التسامح السويدي تجاه حزب العمال الكردستاني يعتبر في نظر تركيا تجسيدا للسلبية الأوروبية الأوسع بشأن الحزب، بالإضافة إلى التمكين الأمريكي للفروع السورية التابعة له.
ويعتبر السويديون وبقية الأوروبيين وواشنطن أن انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) عنصرا حاسما في الأمن الجماعي ضد العدوان الروسي المستمر في أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، وفق تقرير للمؤسسة.
ولذلك، فإن أنقرة ترى في تلك الرغبة الأوروبية الأمريكية فرصة فريدة لفرض اتخاذ إجراء يخدم عنصرا حاسما للأمن القومي التركي، وهو إنهاء الدعم الدولي لحزب العمال الكردستاني.
وفي حين أن موقف أنقرة يعتبر غير عادل إلى حد ما بالنسبة للسويد، فإن الأمر يتعلق بإجبار الغرب على الاختيار بين حزب العمال الكردستاني وتركيا العضو في الحلف والتي ترفض انضمام السويد وفنلندا إليه إلا بعد اتخاذهما إجراءات ضد أنشطة حزب العمال الكردستاني على أراضيهما، والتي تتهمه بممارسة الإرهاب ضد أنقرة.
ووفق المؤسسة، قد لا يزال بعض المعلقين الغربيين في حيرة من أمرهم بسبب الكذب حول وجود فرق جوهري بين حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني، ومع ذلك، فإن قلة ممن لديهم معرفة مباشرة بشمال سوريا يناقشون العلاقات العضوية بين تلك الكيانات.
وأظهر الباحثون أن حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب ليسا منظمتين موازيتين أو منحدرتين من حزب العمال الكردستاني، ولكنهما أدوات خاضعة لسيطرة حزب العمال الكردستاني المركزي.
لا يوجد انفصال بين حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب عن سياسة حزب العمال الكردستاني والسيطرة على الأفراد إلى درجة أن التحليل الجاد لمستقبل شمال سوريا يتطلب مناقشة إنهاء حملة الحزب ضد تركيا، وليس فقط الضغط التركي ضد وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي (آي بي جي).
هذه الحقيقة تترك السويد، مثل العديد من الأوروبيين (وربما بعض الأمريكيين)، في حاجة إلى تسوية هذا الوضع.
منذ عام 2018، توقفت الحرب ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا، ولا يوجد تفويض سياسي من أي مصدر لمواصلة سيطرة حزب العمال الكردستاني على المناطق التي كانت تحت سيطرة “داعش” في البلاد.
لقد أظهرت تركيا قدرات جديدة في استخدام القوة واستقلالا استراتيجيا وأنها تمارس توازنا فعالا تجاه روسيا.
إن أوروبا تعيد تعلم الجغرافيا السياسية، وعند نقطة معينة فإن قيمة تركيا بالنسبة لكل من أوروبا والولايات المتحدة كشريك في مكافحة الإرهاب على الصعيد العالمي سوف تستلزم نزع نفوذ المكون السوري لحزب العمال الكردستاني وشبكات الإرهاب المناهضة لأنقرة.
وهذه الحقيقة تنطبق على أوروبا، وربما الولايات المتحدة على المدى الطويل، ولكن تنطبق على السويد على الفور في سياق الانضمام إلى “الناتو”.
المصدر | ترجمة وتحرير الخليج الجديد