قتل ثمانية عسكريين سوريين الأربعاء بقصف مدفعي نفذته هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على أحد مقارهم في إدلب، المحافظة الواقعة شمال غربي البلاد، التي تشهد ازدياداً بوتيرة القصف منذ نهاية العام الماضي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “فوج المدفعية بهيئة تحرير الشام استهدف مقراً لقوات النظام قرب بلدة كفروما في ريف إدلب الجنوبي”، مما أسفر عن مقتل “ثمانية عسكريين، أحدهم برتبة رائد”.
ولم ينشر الإعلام الرسمي السوري أي خبر عن هذا القصف.
وتسيطر هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة أخرى أقل نفوذاً على نحو نصف مساحة محافظة إدلب ومناطق محدودة محاذية في محافظات حلب (شمال) وحماة (وسط) واللاذقية (غرب).
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن الفصيل التكفيري “يصعد منذ نهاية العام الماضي من وتيرة عملياته ضد قوات النظام بإدلب في محاولة لاكتساب حاضنة شعبية في ظل مؤشرات حول تقارب تركي مع النظام” يثير مخاوف السكان الذين خرج مئات منهم في تظاهرات منددة.
ويقيم بالمناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في إدلب ومحيطها ثلاثة ملايين شخص، نصفهم تقريباً من النازحين الذين فروا أو تم إجلاؤهم من محافظات أخرى على وقع هجمات لقوات النظام خلال سنوات الحرب.
تقارب تركي – سوري
وإثر قطيعة استمرت منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، جمعت موسكو في 28 ديسمبر (كانون الأول) وزيري الدفاع التركي والسوري، في خطوة سبقتها مؤشرات على تقارب بين البلدين، وصدرت إثر اللقاء سلسلة مواقف مرحبة بالتقارب.
ولم يستبعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات عدة إمكانية لقائه نظيره السوري بشار الأسد، الذي اعتبر من جانبه أنه من أجل أن تكون اللقاءات السورية – التركية “مثمرة” يجب أن تكون مبنية على إنهاء “الاحتلال”، أي الوجود العسكري التركي في بلاده.
وتحتفظ أنقرة بوجود عسكري ونقاط مراقبة في مناطق الشمال السوري وتدعم فصائل سورية موالية لها.
وبحسب المرصد، تسبب تبادل القصف المدفعي واشتباكات متقطعة بين قوات النظام والفصائل منذ مطلع يناير (كانون الثاني) بمقتل 45 عنصراً من قوات النظام في مقابل 18 من الفصائل التكفيرية، بينهم فرنسي يقاتل ضمن فصيل متشدد.
ويسري في مناطق سيطرة الفصائل بإدلب ومحيطها منذ السادس من مارس (آذار) 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته موسكو، حليفة دمشق، وتركيا الداعمة للفصائل المقاتلة، بعد هجوم واسع لقوات النظام تمكنت خلاله من السيطرة على نصف مساحة إدلب.
قصف متبادل
لكن المنطقة تشهد بين الحين والآخر قصفاً متبادلاً تشنه أطراف عدة، كما تتعرض لغارات من جانب قوات النظام وروسيا، على رغم أن وقف إطلاق النار لا يزال صامداً إلى حد كبير.
وأدى قصف لقوات النظام على مخيمات للنازحين في منطقة تقع غرب مدينة إدلب في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مقتل عشرة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة 77 آخرين بجروح متفاوتة، وفق المرصد.
وجاء القصف الصاروخي حينها غداة مقتل خمسة عناصر من قوات النظام بقصف شنه فصيل تابع لهيئة تحرير الشام ضد مواقعهم في جنوب غربي إدلب، بحسب المصدر ذاته.
والنزاع السوري الذي يدخل منتصف الشهر المقبل عامه الـ13 تسبب حتى اليوم بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة، وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
المصدر: أ ف ب/اندبندنت عربية