مواقف الشعب الفلسطيني ورسالته تجاه عملية السلام واضحة وثابتة وتعبر عن متطلبات الواقع الفلسطيني وتجسد الرؤية الفلسطينية الثاقبة لمواجهة المخاطر والتهديدات التي تواجه القضية الفلسطينية وفي مقدمتها انهاء الاحتلال ووضع حد لمخططات التصفية والاستيطان وتهويد وسرقة الاراضي الفلسطينية وكشف مخططاته امام العالم اجمع كون ان الاحتلال لا يريد السلام ويسعى الى استدامة سيطرته العسكرية بكل اشكالها حيث لا يمكن لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة امتلاك القدرة على تنفيذ خيار حل الدولتين بينما يمارسون على الارض كل اشكال الاحتلال ويمضون في تنفيذ مخطط الدولة الواحدة وبناء المستوطنات ومصادرة الاراضي والاستمرار في قمع وانتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني ورفض إطلاق سراح الأسرى والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني بالعودة الي أراضيهم .
وما من شك بان مضامين رسالة السلام الفلسطينية كانت دائما واضحة وجلية وتعبر عن أهداف وطموحات الشعب الفلسطيني اينما تواجد سواء في داخل الوطن او خارجه وسوف تسفر على قيام دولة فلسطين وان صراع شعب فلسطين هو صراع مع عدوه الاول الاحتلال وستبقى بوصلة فلسطين تجاه الوطن مستمرة ولن ينالوا من دولتنا ولا من صمود شعب فلسطين مهما تكالبت قوي العدوان والظلم والتآمر ولن تسقط قلاع الثورة وستستمر المقاومة الشعبية حتى قيام الدولة الفلسطينية واحدة موحدة فوق التراب الفلسطيني وهذا يمثل اجماع فلسطيني ويشكل برنامجا سياسيا ووثيقة اجماع وطني تكون بمثابة الوديعة للمضي من خلالها لانجاز اهدافنا الوطنية المتكاملة على طريق التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقبلة والقدس عاصمتها .
تحقيق السلام الممكن من خلال اقامة الدولة الفلسطينية والتعبير بوضوح عن محتوى رسالة السلام الفلسطينية وأهمية قيام الامم المتحدة بواجبها القانوني والدولي لرفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني ويجب ان تتحمل الأمم المتحدة مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين ووقف سياسة المعايير المزدوجة ووقف سياسة الدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي فلا اي معني لمن يقف اليوم ويدافع عن جرائم الاحتلال ويوفر الدعم والغطاء لتلك العصابات من المستوطنين وجيش الاحتلال ويتستر على جرائمهم البشعة وممارساتهم الغير قانونية والتي يرفضها القانون الدولي منذ النكبة عام 1948 وبشكل متواصل حيث يتم تكريس الاحتلال بكل صورة القمعية وإرهابه المنظم مخلفا كل اشكال الدمار حيث تضاعفت معاناة الشعب الفلسطيني وازدادت تعقيدا مع استمرار الاحتلال وظلمه .
ولا يمكن لهذا الاحتلال الظالم ان يتمادى في ظلمه وان يستمر فحان الوقت للاعتزار للشعب الفلسطيني وتحمل الجميع المسؤولية وخاصة من قبل الأطراف والدول التي ترعى وتدعم وتدافع وتحمي الاحتلال العنصري ويجب ان تتوقف هذه الدول عن ممارسة ازدواجية المعايير والانتقائية في تطبيق قرارات الشرعية الدولية عندما يتعلق الأمر بهذا الاحتلال الذي يواصل جرائمه في الاعتقال والقتل والاستيطان وانتهاك المقدسات الإسلامية والمسيحية وحرمان الشعب الفلسطيني من ممارسة ابسط حقوقه في الحرية والاستقلال والعيش الكريم في دولته الحرة المستقلة وعاصمتها القدس وفقا لقرارات الأمم المتحدة .
المرحلة الراهنة تطلب من الجميع وضع الخلافات جانبا وتجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية وخاصة في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية وما نواجهه من مؤامرات كشعب موحد وقيادة تحافظ على الثوابت الوطنية وتحمي القرار الوطني المستقل بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وبصمود الشعب الفلسطيني وبعزيمته وإرادته سنتجاوز المرحلة الخطرة التي تهدد مستقبل المنطقة .
المصدر: الدستور