تتواصل القطيعة بين البلدين منذ 11 عاماً ولقاء ثانٍ مرتقب أوائل فبراير المقبل.
اعتبر رئيس النظام السوري بشار الأسد وفق بيان صادر عن الرئاسة، اليوم الخميس، أن اللقاءات السورية-التركية برعاية روسيا يجب أن تكون مبنية على إنهاء “الاحتلال”، أي الوجود العسكري التركي في بعض مناطق شمال سوريا، “حتى تكون مثمرة”، وذلك في أول تعليق له على التقارب بين الدولتين بعد قطيعة استمرت 11 عاماً.
وكان وزيرا الدفاع التركي والسوري التقيا في موسكو أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي في أول لقاء رسمي على هذا المستوى بين الدولتين منذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، كما يفترض أن يعقد قريباً لقاء على مستوى وزيري الخارجية.
وقال الأسد إثر لقائه المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف إن “هذه اللقاءات حتى تكون مثمرة فإنها يجب أن تبنى على تنسيق وتخطيط مسبق بين سوريا وروسيا من أجل الوصول إلى الأهداف والنتائج الملموسة التي تريدها سوريا من هذه اللقاءات، انطلاقاً من الثوابت والمبادئ الوطنية للدولة والشعب المبنية على إنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب”.
اجتماع وزيري الخارجية
في سياق متصل قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو في وقت سابق، اليوم الخميس، إنه قد يجتمع مع نظيره السوري فيصل المقداد في أوائل فبراير (شباط) المقبل، نافياً تقارير أفادت باحتمال اجتماعهما الأسبوع المقبل.
وأوضح تشاويش أوغلو، متحدثاً في بث مباشر، أن ليس هناك موعد محدد للاجتماع، لكنه سيعقد “في أقرب وقت ممكن”، وأضاف “قلنا من قبل إن هناك بعض المقترحات في شأن لقاء الأسبوع المقبل لكنها لا تناسبنا… ربما يكون ذلك في بداية فبراير ونحن نعمل على تحديد موعد”.
وتمكن النظام السوري بدعم من روسيا وإيران من استعادة معظم الأراضي السورية، لكن ما زال هناك مقاتلون من المعارضة مدعومون من تركيا يسيطرون على جيب في الشمال الغربي، بينما يستحوذ مقاتلون أكراد مدعومون من الولايات المتحدة على منطقة بالقرب من الحدود التركية.
ولا ترحب واشنطن بإعادة الدول للعلاقات مع الأسد وكانت دخلت في شراكة مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) التي يقودها الأكراد والتي تضم “وحدات حماية الشعب الكردية” في القتال ضد تنظيم “داعش” بسوريا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس “نحن لا ندعم الدول التي تعزز علاقاتها أو تعرب عن دعمها لإعادة الاعتبار لبشار الأسد، الديكتاتور الوحشي”.
علاقة متقلبة
وقبل اندلاع النزاع عام 2011 كانت تركيا حليفاً اقتصادياً وسياسياً أساسياً لسوريا، وجمعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علاقة صداقة بالأسد، لكنها انقلبت رأساً على عقب مع بدء الاحتجاجات ضد النظام في سوريا، إذ إن أنقرة طلبت من دمشق إجراء إصلاحات سياسية قبل أن يدعو أردوغان الأسد إلى التنحي.
وقدمت أنقرة على مر الأعوام الماضية دعماً للمعارضة السياسية والفصائل المقاتلة في سوريا.
ومنذ عام 2016 إثر ثلاث عمليات عسكرية ضد المقاتلين الأكراد، باتت القوات التركية وفصائل سورية موالية لها تسيطر على منطقة حدودية واسعة في شمال سوريا. ويعتبر النظام السوري الوجود العسكري التركي في شمال البلاد “احتلالاً”.
وبعد قطيعة استمرت 11 عاماً، برزت خلال الفترة الماضية مؤشرات تقارب بين الطرفين، توّجها في 28 ديسمبر الماضي لقاء في موسكو بين وزراء الدفاع الروسي سيرغي شويغو والتركي خلوصي آكار والسوري علي محمود عباس.
ولا يقتصر الأمر على أنقرة، إذ أنه بعد عزلة فرضتها دول عربية أيضاً على النظام السوري، برزت منذ سنوات قليلة مؤشرات انفتاح عربي تجاه دمشق، أبرزها إعادة فتح دولة الإمارات لسفارتها في دمشق في عام 2018 ثم زيارة الأسد إلى الإمارات في مارس (آذار) الماضي.
المصدر: اندبندنت عربية