الإهداء: إلى الأمة التي كرّمها الله بلغة أهل الجنة وحفظها بقوله تعالى : (( إنّا نحن أنزلنا الذكر و إنّا له لحافظون ))
هتفتُ باسمكِ ياأُمّي وأمَّ أبي
وكنزَ ابني و إيماني ووحيَ نبي
وطفتُ حولكِ سبعاً لاأغادرُها
إلا إلى الله أشكو نخوةَ العربِ
قدأهملوكِ فضاعوا بعد عزّتهم
وفارقوكِ إلى اللهجات بالصخبِ
تفرنجوا في ربوع الشرق واحتدمتْ
على اللسان أباطيلٌ بلا سببِ
وضيعوا اللغة الفصحى بغربتهم
بئسَ التغرّبُ بئست جولة ُ الكذبِ
أُمَّ البداوةِ روحٌ في شمائلنا
ودوحةٌ من عكاظ الشعرِ و النسبِ
وروضةٌ من مروءات القِرى اعتمرتْ
بكعبة الوحدة الكبرى مدى الحقبِ
إقرأ لربك أمٌّ أرضعت لبناً
من البلاغة في الأقصى لمنتدَبِ
حجّتْ إلى يثربَ الآمالُ هادرة ً
من كلِّ فجٍّ تنادي الفاتحَ العربي
آيات ُمكة َ فتحٌ لا يفارقنا
و سورةُ الفتح ِ تصديقٌ لمرتقَبِ
أُمَّ اللغاتِ إذا ما الضادُ أوردَها
مواردَ البحثِ في التاريخِ و الأدبِ
و في العلوم بواكيرٌ يُحارُ بها
و في النجومِ تحدّت كلّ مقتربِ
وفي الطبابة نبع العلم همّتُها
و العقلُ فلسفةُ الروادِ في الكتبِ
أُمَّ الحضارة,هل حطّتْ ركائبنا؟!
عندَ المعريِّ فاضت روعةُ الغضبِ
وهل سألتِ (أبا تمّام) إن نضجتْ
” جلودهم قبلَ نضجِ التين والعنبِ”؟!
ويا أبا الطيبِ المقدام لا سهِرتْ
عيونُ مَنْ أخلدوا للمال و الذهبِ
بالأمس ِ (شوقي)أميرُ الشعر يكتبها
بمارج ٍ من دمِ الثوارِ مكتسَبِ
واليومُ هذا (نزارُ)العصر ينسُجها
قلائداً من عيون العشقِِ و اللهبِ
إن كان يومُكِ عيداً في توحّدنا
و يومُ وحدتنا عيدٌ لوعد نبي
فالمجدُ يهتفُ يا روحاً لأمتنا
دومي على الدهر نبراساً لكلِّ أبي