إن مشهد الحكم السياسي في العراق عبارة عن مسرحية بائسة ابطالها سلطة أحزاب تحكم ضمن رقعتها الجغرافية ، وهي تلفظ انفاسها الأخيرة وتنتظر من يشيعها إلى مثواها الأخير .
فيها رئيس وزراء الشهير (بالمبخوت) لم تتعد صفته اكثر من مدير لتوقيع البريد وتنفيذ الأوامر الداخلية والخارجية التي يتلقاها من كل حدب وصوب ، محاولاً هو ومجموعة مستشاريه وعدداً من أعضاء أجهزته الفاسدين أن يعبثوا بما يستطيعوا لتنفيذ أعمالهم القذرة ومن خلال نافذته الادارية لتأجيج الصراع السياسي وتفجير الوضع الامني في العراق ، متخيلا أن بإمكانه أن يطيل من عمر إدارته قدر الإمكان ، كي يتمكن من الاستيلاء على ما يستطيع نهبه من خزينة البلاد الاقتصادية ، لذلك نجده يدفع بأن لا ترسو السفينة السياسية إلا بالصدام والخراب وخلق حالة اللا سلطة ، معتقدا أنه سينجو ومن معه من المسائلة القانونية .
أتوجه بإسمي وبإسم من أمثلهم من القوى الوطنية العراقية والسواد الأعظم في البلاد ، إلى رعاة الغطاء الدولي لهذه العملية السياسية البائسة وأقول لهم .
إلى متى تبقى سلطة اللا دولة في العراق ؟ ، والى متى يبقى التغيير المنشود ملفا مجمدا ومرهونا ضمن التفاوض بالملف النووي الايراني والمتغيرات الدولية ؟ ، إلى متى يبقى العراق يدفع فاتورة الحرب العراقية الإيرانية وفاتورة دخوله إلى الكويت ؟ ، إلى متى يبقى العراق جرحا نازفا يدفع فاتورة السبي البابلي ؟ ، ما هذا العبث الدولي الجنوني في بلاد الرافدين ؟ ، لم يبق للعراقيين إلا أن يدفعوا فاتورة الحرب العالمية الثانية ! .
إننا نتسائل عن أسباب إبقائنا تحت هذا الخراب والتدمير وإصراركم على إبقاء هذه الشرذمة الكارتونية الفاسدة ماسكة بالسلطة ؟ .
لقد سئم الشعب من هذه المرحلة كالحة الظلام وخرج في تظاهرات عارمة ، معبراً عن رفضه لهذه المسرحية السياسية المفروضة ورموزها ، وقدم الدماء والتضحيات بالأرواح والممتلكات ، لكنه قمع بدعمكم لأبطال هذه المسرحية .
إن الشعب العراقي الجريح من أقصى شماله إلى جنوبه يحمل المجتمع الدولي كل ما يحصل له من دمار ، وإن انفراط العقد المجتمعي فيه لن يمر مرور الكرام دون أن يعكسه على العالم أجمع .
لقد سبق أن جربتم زرع الإرهاب في العراق ، وتبين لكم كيف تشظت ناره إلى أبعد بقعة في العالم .
الشعب ينتظر الخطوات الإيجابية منكم إن كانت لديكم هذه الخطوات ، وان تأخرتم فصبر العراقيين ينفد ولن يركنوا الى الهوان والاستسلام ، وصفحات التاريخ تثبت ما أقول .
تهديد يدعو للاسى بعد ثلاثون عاما من التدمير الممنهج للعراق ابتداء من الحرب الامريكية على العراق و الحصار الجائر و انتهاء بالاحتلال الامريكي الصفوي و تدمير المجتمع العراقي و بنيته الاجتماعية و قاعدته الاقتصادية . على كل ان تصل متاخرا خير من الا تصل ابدا و المطلوب قبل انتظار “الخطوات الايجابية ” من العدو العمل على تحرير العراق من الاحتلال الصفوي و توحيد قواه الوطنية و دحر كافة المحتلين و عملائهم و تحرير ارادة الشعب العراقي ابناء عراق المستقبل القائم على العدالة و المساواة بين كل ابنائه