خلال الأيام القليلة الماضية شنت القوات الأوكرانية هجوماً مضاداً لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا في محافظة خاركيف الأوكرانية محققة إنجازات ميداينة كبيرة علم العالم كله بها، حيث لم يستغرق تحرير الجيش الأوكراني للمستوطنات التي كان يحتلها الجيش الروسي خلال عدة أشهر سوى أيام قليلة. ويعود سبب نجاح هذه العملية الخاصة إلى أن أوكرانيا لجأت إلى حيلة على الجيش الروسي. في البداية، أعلنت عن هجوم مضاد على خيرسون ما أدى إلى نقل جزء من القوات الروسية إلى جنوب أوكرانيا. واستغلت القيادة العسكرية العليا تلك الفرصة لمهاجمة محافظة خاركيف. حررت القوات الأوكرانية أكثر من 3 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي المحتلة وأكثر من 40 مستوطنة منذ 6 آيلول/ سبتمبر، ما يعد أكثر مما احتلته روسيا منذ نيسان/ أبريل 2022.
بعد نقل جزء من القوات الروسية إلى جنوب أوكرانيا بقيت في الأراضي المحتلة بمقاطعة خاركيف القوات الروسية غير المدربة التي لم تستطع مقاومة الجيش الأوكراني. وتبين لاحقاً أنه بين السجناء الروس في أطقم الدبابات هناك بحارة من الأسطول تم إعادة تدريبهم.
في الأيام الأولى من الهجوم في مقاطعة خاركيف تمكن الجيش الأوكراني من التقدم في المواقع الروسية لعمق 70 كم. في الوقت نفسه، ولتبرير ما كان يحدث في أعين المواطنين الروس تقول وسائل الإعلام الدعائية الروسية أن الجيش الروسي يتراجع كما هو مخططا له من أجل تعزيز جبهة دونيتسك. في الحقيقة، هرب الجيش الروسي على عجل من جنوب شرق مقاطعة خاركيف، والدليل على ذلك المعدات العسكرية الجديدة المتروكة ومستودعات الذخائر وحتى الجنود الروس الجرحى الذين تركهم أفراد القوات الروسية ليلقوا حتفهم المحتوم.
أكدت وزارة الدفاع الروسية انسحاب قواتها من مقاطعة خاركيف بأكملها تقريباً. وفق معهد دراسة الحرب الأمريكي .
يُعرض تحرير مدينة إيزيوم الخطة الأصلية للحملة العسكرية الروسية في هذه المرحلة من الحرب لخطر إحباطها ويضمن عدم تقدم روسي بالقرب من باخموت أو حول دونيتسك في ظل غياب دعم القوات الروسية من شمال المقاطعة. وعلاوة على ذلك، بدأت تستنزف تلك القوات الروسية التي بقيت في دونباس. كانت إيزيوم إحدى أهم النقاط الإستراتيجية للجيش الروسي إذ استخدمها كقاعدة عمليات ومركز قيادة ومحطة نقل محورية للاستيلاء على شرق دونباس. وحالياً يرفرف العلم الأوكراني فوق مدينة إيزيوم.
وتشير الضربات الروسية بالأمس على البنية التحتية الحيوية الأوكرانيا، على وجه الخصوص، على محطة خاركيف للطاقة الحرارية رقم 5 إلى أن موسكو في النزع الأخير ولا تفهم ما يجب فعله الآن. ومهما حاول الجيش الروسي حرمان الشعب الأوكراني من الكهرباء والماء، فإن ذلك لن يبطئ أو يلغي المساعدة العسكرية بل يعززها ويقود إلى سقوط نظام بوتين. وفي الوقت الراهن تجد روسيا نفسها في وضع يسمى بالزوغزوان (حركة إلزامية) في الشطرنج حيث تؤدي أي حركة إلى الخسارة.