” عهد الهوى ” هو عنوان فيلم جديد للموسيقار العربي فريد الاطرش ، بذل فيه فريد جهداً كبيراً ، وما ان انجزه وصار جاهزاً للعرض حتى اصيب الموسيقار الشاب فريد الاطرش بذبحة صدرية ، الزمه اطباؤه البقاء في فراشه من دون اي جهد!
وهل هذا يستقيم مع عهد فريد الفني والإعلامي الترويجي لأحد افلامه منذ بداية عرضه؟
ابداً فريد الموعود بأن تكون الفنانتان الكبيرتان ، مريم فخر الدين وايمان بطلتا العمل معه مع يوسف وهبي ..
في مقدمة المقصورة المخصصة لحضوره العرض الاول في السينما للفيلم بات ممنوعاً من الخروج من المنزل ، وقد اسقط هذا الخبر على رؤوس الفنانين الذين قلقوا كثيراً على زميلهم الموسيقار.
ما العمل؟ لم يستسلم فريد الاطرش وهو طريح الفراش ، نادى شقيقه فؤاد الذي كان مدير اعمال شقيقه ، طالباً منه ورقة وقلماً وما يسند عليه الورقة للكتابة ، استجاب فؤاد لطلب شقيقه ، وهو يتساءل بينه وبين نفسه:
لماذا طلب فريد ذلك؟ حضر ما طلبه فريد ، استقام الفنان في جلسته على السرير ليكتب ما فاجأ الشقيق واذهله.. انه يكتب رسالة كان عنوانها واضحاً:
“سيادة الرئيس جمال عبد الناصر
أنا أصبت بذبحة صدرية تمنعني من الحضور لحفلة افتتاح فيلمي عهد الهوى ، كما هي عادتي مع الليلة الاولى في حضور العرض الاول..
لذا ارجو منك يا سيادة الرئيس ان تتكرم بحضور هذا العرض ، وان تحيى جمهوري الذي يحبك ، وهو جميل سيظل في رقبتي طول العمر..
وفي يوم 7فبراير – شباط 1955 كان وسط البلد حيث السينما التي سيعرض فيها الفيلم يتضح في التاسعة مساء بموكب سيارات تصدح بابواقها، مشيرة الى حضور شخصية كبيرة ، فخرج من في السينما وتقاطر من في الشارع ليلتقوا مع من اذهلهم بحضوره:
انه جمال عبد الناصر وبرفقته الصاغ عبد الحكيم عامر، وقد نزلا من سيارة واحدة وتوجها الى المقصورة السينمائية ، يحييان الناس المكتظة بها الممرات والسلالم ، والهتافات تعلو ، فيسارع من أرسله فريد الى الهاتف ليزف البشرى للموسيقار:
لقد حضر الريس والناس غير مصدقة ، فيسمع صوت فريد يعبر عن فرحة لا توصف وهو يقول: “انا اسمع الهتافات الآن … اشكرك يا رب ، الله يحفظك يا ريس “.
زمن العمالقة ولى وكذلك الوفاء .
المصدر: الشراع