قتل وجرح ستة أشخاص بينهم عناصر من «قوات سوريا الديمقراطية»، أمس الثلاثاء، نتيجة غارة تركية استهدفت نفقاً لـ«قسد» بالقرب من الحزام الشمالي لمدينة القامشلي شمال الحسكة، بينما استهدفت قوات النظامين الروسي والسوري، قرى وبلدات أرياف حلب وحماة وإدلب، بموجة من القذائف المدفعية والصاروخية، وسط تحليق طيران الاستطلاع الروسي، وذلك تزامناً مع مواجهات متبادلة على محاور التماس في ريف اللاذقية غربي سوريا.
على جبهة أخرى،المتطوع لدى الدفاع المدني السوري، حميد قطيني، قال في تصريح لـ «القدس العربي»، إن قوات النظام وروسيا استهدفت بقذائف المدفعية الثقيلة قرى سان ودير سنبل وأطراف قرية النيرب في ريف إدلب الجنوبي بأكثر من 40 قذيفة. وتواصل قوات النظام وروسيا والميليشيات الداعمة لهم استهدافهم لمناطق شمال غربي سوريا وحرمانهم المدنيين من الاستقرار، مرتكبين مجازر بحق المدنيين في أرياف حلب وإدلب خلال شهر تموز الماضي.
واعتبر المتطوع لدى منظمة الخوذ البيضاء، أن القصف المستمر على المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، يزيد المعاناة على المدنيين في ريفي إدلب وحلب، ويمنعهم من العودة لمنازلهم وجني محاصيلهم الزراعية، ويفرض حالة من عدم الاستقرار في المنطقة.
قصف عنيف
وقال قطيني «يأتي هذا التصعيد في إطار سياسة النظام وروسيا لفرض حالة من اللاسلم واللاحرب في المنطقة وتمنع التوصل لأي حل سياسي يضمن حق العودة لمئات الآلاف من المهجرين إلى منازلهم وبلداتهم في شمال غربي سوريا».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الاستهدافات البرية تجددت في محيط إدلب، حيث استهدفت قوات النظام بنحو 50 قذيفة مدفعية وصاروخية مناطق في قرية سان في ريف إدلب الشرقي، كما استهدفت بقذائف المدفعية مناطق في قرية تديل في ريف حلب الغربي، وسفوهن وفليفل والفطيرة وبينين في جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي. ونفذ القصف، وسط تحليق لطيران استطلاع روسي في أجواء المنطقة وفي أجواء سهل الغاب شمال غربي حماة، بينما شهدت محاور كبانة في جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، استهدافات متبادلة بالرشاشات الثقيلة، بين فصائل الفتح المبين من جهة، وقوات النظام من طرف آخر، بدون معلومات عن خسائر بشرية.
المرصد السوري كان قد أشار أمس، إلى أن قوات النظام قصفت بشكل مكثف وعنيف مناطق عدة في ريفي إدلب وحماة. منظمة الدفاع المدني السوري، أصدرت من جانبها تقريرا أحصت فيه هجمات قوات النظام السوري وحليفه الروسي على المناطق المحررة شمال غرب سوريا، بالإضافة إلى عدد الضحايا المدنيين جرّاء تلك الهجمات خلال شهر تموز/يوليو الماضي. وقالت الخوذ البيضاء، إن شمال غربي سوريا شهد خلال شهر تموز الماضي استمرار الهجمات العسكرية لقوات النظام وروسيا، مخلفةً ضحايا في صفوف المدنيين، مؤكدةً أن هذا الشهر هو الأعلى بعدد الضحايا خلال العام الحالي.
تصعيد تركي
وأوضحت المنظمة، أن فرقها استجابت لـ75 هجوماً جوياً ومدفعياً وانفجاراً بعبوة ناسفة خلال شهر تموز الماضي، وتركزت الهجمات على منازل المدنيين والمباني العامة ومخيمات النازحين التي تعد الملاذ الأخير لهم بعد حملات التهجير، لتبلغ حصيلة الاعتداءات العسكرية التي استجابت لها فرق الخوذ البيضاء منذ بداية العام الحالي 370 اعتداءً.
وعلى إثر تلك الهجمات، قتل 20 مدنياً بينهم 8 أطفال وامرأتان، وأصيب 34 مدنياً بينهم 13 طفلاً و4 نساء، أنقذتهم فرقنا وأسعفتهم إلى المشافي والنقاط الطبية. كما بيّن المصدر أن عمليات البحث والإنقاذ شملت 40 نقطة وتجمعاً سكنياً من المدن والبلدات والقرى في شمال غربي سوريا، حيث بلغ عدد الضحايا المدنيين الأعلى جراء القصف والهجمات العسكرية من قبل النظام وروسيا والميليشيات الموالية له منذ بداية العام الحالي.
في موازاة ذلك، قتل عنصر من ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي «ب ي د» وأصيب ثلاثة آخرون كحصيلة أولية، الثلاثاء، نتيجة غارة جوية نفذها الطيران المسير التركي استهدفت نفقاً أرضياً بالقرب من الحزام الشمالي في مدينة القامشلي شمال الحسكة. وقال مدير شبكة الخابور المحلية، إبراهيم حبش، لـ «القدس العربي» إن المسيّرة التركية استهدفت أحد أنفاق «قسد» قرب الحدود السورية التركية في القامشلي، ما أسفر عن مقتل عنصر من ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي «ب ي د» وإصابة ثلاثة آخرين كحصيلة أولية. وقالت مصادر أخرى، إن القصف أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم عناصر من «قسد» وعمّال حفر الأنفاق، وإصابة آخرين، نقلوا إلى مشفى عسكري في المنطقة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 4 أشخاص على الأقل، قتلوا، الثلاثاء جراء استهداف مسيرة تركية محيط مشفى في مدينة القامشلي الواقعة تحت نفوذ الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا. وحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس فإن المسيّرة التركية استهدفت عاملين في حفر الأنفاق تابعين للإدارة الذاتية الكردية في محيط مستشفى في القامشلي، ما أدى إلى مقتل 4 منهم على الأقل.
وكانت المجموعة، وفق المرصد، في صدد حفر أنفاق في منطقة حدودية مع تركيا، في إطار تحصينات تتخذها منذ بدء تلويح أنقرة في أيار/مايو بشنّ عملية عسكرية ضد منطقتين تحت نفوذ القوات الكردية. وأحصت قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن الكردية نهاية الشهر الماضي مقتل 13 عنصراً، بينهم ثلاث قياديات على الأقل، منذ القمة التي جمعت في طهران رؤساء تركيا وروسيا وإيران في 19 تموز/يوليو.
المصدر: «القدس العربي»