في إطار موقفها الداعم للنظام السوري، ومحاولاتها تعويمه عربياً ودولياً، لاسيما في ظل التحضيرات للقمة العربية، وصل وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إلى دمشق الأحد في زيارة رسمية، هي الأولى من نوعها منذ سنوات.
ونقلت وسائل إعلام النظام الرسمية أن وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد سيكون في استقبال نظيره الجزائري في مطار دمشق الدولي.
وكان المقداد زار الجزائر في الخامس والسادس من الشهر الجاري وشارك في مراسم الاحتفالات الرسمية بالذكرى الـ60 لاستقلال الجزائر والتقى الرئيس عبد المجيد تبون ووزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة ومسؤولين آخرين.
اتفاق
وذكر بيان رسمي في حينه أن «المحادثات الثنائية أفضت إلى اتفاق الطرفين على تعزيز التشاور في سياق التحضير للاستحقاقات المقبلة المتعلقة سواء بالتعاون بين البلدين أو بالعمل العربي المشترك». وكان لعمامرة كشف عن مشاورات مع الأطراف العربية بشأن مشاركة سوريا في القمة العربية المقبلة التي تستضيفها بلاده في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
ولا تخفي الجزائر موقفها السياسي الداعم للنظام السوري منذ 2018، وسعيها لإعادة تعويمه سواء عربياً أو حتى على المستوى الدولي، ولفهم سياقات هذه الزيارة اعتبر الباحث لدى مركز الحوار السوري د.أحمد قربي أن الجزائر معروفة بموقفها المؤيد للنظام السوري، و»حتى دعوة وزير خارجية النظام إلى الجزائر في افتتاح ألعاب المتوسطية هي أحد المؤشرات المهمة في هذا الإطار».
سيناريوهات
وقال القربي لـ «القدس العربي» عن أسباب الزيارة بأنها تأتي «في خضم الحديث والإعداد للقمة العربية المقبلة في الجزائر والحديث عن إمكانية دعوة النظام، كما أنها تأتي على ضوء الجهود التي تقودها الجزائر من أجل دفع النظام للقيام ببعض الخطوات التي من شأنها إقناع الدول العربية الرافضة للتطبيع معه، من أجل الموافقة على إعادة نظام الأسد لأخذ مقعده، وإنهاء تعليق شغل النظام لمقعد سوريا في الجامعة العربية». ولم يستبعد المتحدث في الوقت نفسه بأن تكون هذه الزيارة «مجرد خطوة من أجل إظهار الدعم للنظام السوري».
يقول الباحث لدى مركز الحوار السوري «لا جديد، منذ 2018 إلى الآن، عند كل قمة عربية يتم الحديث عن إنهاء تعليق النظام وإعادة تسليمه مقعده في الجامعة العربية». وهذا الأمر لن يتحقق وفق المتحدث لمجموعة أسباب يتعلق بعضها بالنظام السوري نفسه، وبعضها يتعلق بمواقف دول عربية معارضة للتطبيع معه.
وعن هذه الأسباب قال المتحدث «نظام الأسد لم يقدم تنازلات أو خطوات يمكن أن تقنع الفريق الآخر بالتراجع عن موقفه، وهذا الأمر هو بالنسبة لبعض الدول المعارضة لعودة النظام السوري وعلى رأسهم السعودية وقطر، والتسريبات التي تتحدث عن تأييد مصر لهذا الفريق، الذي لم يقدم لهم النظام شيئاً بل على العكس، فسلوك النظام مع الأردن تحديداً الذي أقدم على خطوات أكبر للانفتاح على نظام الأسد، يعاني اليوم من هذا الأمر وكلنا نعرف قضية تهريب المخدرات والبشر وغير ذلك».
أما عن مواقف هذه الدول فهي إلى الآن واضحة، و»كلنا نعرف أن خطاب أمير قطر في قمة جدة كان واضحاً وصريحاً، مفاده أن هذه القمة، وأيضاً على مستوى دولة قطر فإنهم لا يقبلون بقضية الأمر الواقع ولا بد من تحقيق الحل السياسي وفق قرارات مجلس الأمن».
ووفقاً للمعطيات، فإن النظام السوري لم يتمكن إلى الآن من تحقيق إجماع عربي حتى يدفع هذه الدول للموافقة على إعادته، لذلك استبعد المتحدث حصول أي تغير حتى في قمة الجزائر «منذ 2018 وحتى الآن، لم تتغير شيء بل على العكس، قد يكون سلوك النظام في دعم الميليشيات الإيرانية، والارتماء أكثر في حضن إيران هو دافع للدول التي كانت تؤيد هذا الانفتاح للتراجع أو التريث أو الانتظار» وفق المتحدث.
المصدر: «القدس العربي»