هجوم دهوك … المسؤولية والمستفيد

د. مخلص الصيادي

الأربعاء 20 / 7 / 2022 تعرض موقع سياحي في دهوك بكردستان العراق إلى قصف مدفعي أسفر عن مقتل تسعة اشخاص، وإصابة ستة وعشرين اخرين، المصادر الكردية والحكومة الراقية اتهمت تركيا أنها هي من قامت بقصف هذا الموقع المدني، الهجوم مدان بلا أدنى شك، وقد سارعت واشنطن لإدانة الهجوم دون ذكر تركيا، وقالت السفارة الأمريكية في بغداد: إن قتل المدنيين غير مقبول، وعلى الدول كافة احترام التزاماتها تحت مظلة القانون الدولي، بما في ذلك الالتزامات المتعلقة بالقانون الدولي الإنساني المتعلق بحماية المدنيين.

وسارعت تركيا من جهتها إلى نفي مسؤوليتها عن هذا القصف، مؤكدة أنها لا تهاجم المناطق المدنية، وقال وزير الخارجية التركية: إن الجيش التركي يؤكد أنه لم يتم تنفيذ أي هجوم ضد المدنيين في دهوك، واتهمت تركيا حزب العمال الكردستاني بأنه يقف وراء هذا القصف، وطالب مولود شاويش أوغلو بغداد الا تقع في هذا الفخ، مؤكدا ان الإرهابيين هم من نفذ هذا الهجوم.

وجاء هذا الهجوم في وقت تشن فيه القوات التركية هجمات مكثفة ضد مواقع لحزب العمال الكردستاني في جبال قنديل ومناطق في شمال العراق في عملية “قفل المخلب” وهي عملية مستمرة منذ النصف الثاني من ابريل الفائت.

هجوم الأمس الذي ذهب ضحيته مدنيون يطرح سؤال عن المصلحة التركية في مثل هذا الهجوم، خصوصاً وهو يأتي عقب ختام محادثات ثلاثية تركية روسية إيرانية عقدت في طهران. وفي وقت تحضر تركيا نفسها لعملية في شمال شرق سوريا تستهدف محور “منبج ـ تل رفعت” لاستكمال مناطق سيطرتها الحدودية لتمتد إلى طول يقارب خمسمائة كيلو متر وعمق ثلاثين كيلو متر من الأراضي السورية.

أدناه

قراءة مغايرة للحدث جديرة بالتمعن والتفكير العميق، صاحب هذه القراءة يرى أن ما جرى من قصف يتعارض والمسعى التركي في هذه المرحلة، كما أن سرعة الادانة الأمريكية تحمل ملامح الشبهة، ويشير “شوان زنگنه ” إلى أن المستفيد الرئيس من نتائج هذا القصف هو الميليشيا الطائفية في العراق، وحزب العمال الكردستاني ونظيره السوري، وقد باتا يخشيان من احتمال استجابة واشنطن للضغط التركي بهدف فك الارتباط بين الولايات المتحدة وقسد. وهو احتمال يمكن أن يقع. وعلى وجه التحديد لجهة استكمال السيطرة التركية على قطاع منبج – تل رفعت. خصوصا وأن قسد باتت تلعب على حبال التقارب مع موسكو والنظام كمعادل واقعي لاحتمال اهتزاز العلاقة مع واشنطن،

**********************

 هل القصف تركي فعلا؟ سؤال يجب الوقوف عنده طويلا وتحليله بمنطقية بما يتناسب مع المرحلة

بعد زيارة بوتن لايران نقل لهم رسالة بان النظام العالمي الجديد خصوصا بعد قمة جدة ٦+٣ (مجلس التعاون الخليجي والعراق وامريكا وإسرائيل) لن يبقي العراق تحت جناح إيران وربما ان لم تتنازل ايران عن مشروعها النووي قد تكون هناك ضربة استباقية لها. من جانبها تركيا وافقت على ما جاء في قمة جدة وهنا كانت الفرصة لضرب ٤ عصافير بحجر واحد

هذا القصف

١. اجج الشارع العراقي باتجاه تركيا ومن خلال الصفحات التي تدار من قبل سياسيي العراق فضرب تركيا اولا من خلال المطالبات بإغلاق السفارات والقنصليات ومقاطعة المنتوج التركي الذي يعيش نصف العراق عليه.

٢. انهاء السياحة في شمال العراق وترى المصطافين بدأوا بالعودة لمدنهم من الان

٣. قطع الحدود مع تركيا بنسبة ٨٠ بالمئة سياحياً وتجارياً

٤. تم نسيان قصة التسريبات الصوتية لايجاد ما ينقذ المالكي وحزب الدعوة وجعل الصدر يطالب بقطع العلاقات مع تركيا والتي ان حصلت فسيكون هنلك موجة غلاء غير مسبوقة

انها إيران من خطط ونفذ الهجوم ولو بغير ايديها.

ليست تركيا حمقاء الى هذه الدرجة، لتقصف مدنيين، وتحرج موقفها لدى العراق والعالم، في الوقت الذي انهى فيه اردوغان اجتماعه في القمة الثلاثية في طهران، والذي قرر فيها تنفيذ عمليته العسكرية في شمال سوريا، التي عارضها الخامنئي.

وليس تصادفاً، ان تتحرك ايران لتهييج الشارع العراقي، والشيعي بالذات، فيتم سوق الحشود امام السفارة التركية في بغداد، قبل ان تتم المباشرة بالتحقيق ونشر نتائجه.

أعتقد أن هذه الجريمة ستترك بصاماتها على العلاقة الايرانية التركية بشكل كبير، وستفرغ مخرجات القمة من مضامينها وايجابياتها.

أكرر.. تركيا ليست حمقاء الى حدّ القيام بجريمة تلطّخُ يدَها، وتضربُ مصالحَها. ولا تترك لها الا وزر قتل الابرياء وهي قبل أيام وقعت مع العراق إتفاقية حصة مياه دجلة والفرات  .. بل أن حكومة تركيا حريصة على بناء علاقات جيدة مع العراق  .. أصبح واضحا جدا أن إيران واذرعها الإرهابية تريد عزل العراق من محيطه الجغرافي السياسي والاقتصادي والاجتماعي والاخلاقي لكي يكون محافظة إيرانية وحسب تصريحات قادة إيران وعمائمهم الذين يقيمون علاقات مع إسرائيل حالهم حال دول الخليج  ..  بلا شك، هذه الجريمة لا تليق الا بعناصر حزب العمال الكردستاني، والدولة التي تقف خلفها، فتأريخهما حافل بتلك الجرائم، وشعبنا العراقي، في شماله وجنوبه، شاهدَ وعايشَ تلك الجرائم كثيرا، حتى تعوّد عليها.

أدعو الله جل جلاله أن يغفر لمن تُوفّي جراء القصف، والشفاء العاجل لمن جُرِح.

شوان زنگنه

20/7/2022

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى