يبدأ وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، زيارة إلى تركيا يرافقه فيها وفد دبلوماسي وعسكري، ويلتقي خلالها بنظيره التركي مولود جاووش أوغلو، لبحث 3 ملفات رئيسية تخص الحرب في أوكرانيا والملف السوري.
وبحسب مراسل “العربي الجديد”، فإنّ لافروف يصل مساء إلى تركيا دون أن تكون هناك لقاءات مجدولة هذا اليوم، على أن تعقد اللقاءات، غداً الأربعاء، وتشمل 3 ملفات رئيسية.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت وزارة الخارجية التركية، في بيان لها، اعتزام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إجراء زيارة عمل إلى تركيا بين 7 و8 يونيو/حزيران الجاري.
وأفادت الخارجية بأنّ لافروف سيبحث خلال لقاءاته التي سيجريها ضمن إطار زيارته، العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية.
وسبق لجاووش أوغلو أن أعلن، في 31 مايو/أيار الماضي، عن زيارة مرتقبة لنظيره الروسي إلى تركيا، لبحث فتح ممر تجاري آمن عبر موانئ البحر الأسود يشمل مرور الحبوب.
مصادر دبلوماسية تركية مطلعة تحدثت لـ”العربي الجديد”، عن استكمال التحضيرات للقاء، كاشفة أنها ستبحث 3 ملفات رئيسية:
يتعلّق الأول بملف المفاوضات الروسية الأوكرانية لوضع حد للحرب المستمرة من أكثر من 3 أشهر
ويتعلق الملف الثاني بممر المحاصيل الزراعية
أما الملف الثالث فيتعلق بسورية.
وحول المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا سيبحث الوزيران عن أفكار جديدة لإعادة إحياء اللقاءات بين وفدي كييف وموسكو، وتأسيس حوار يقود لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، وستجدد تركيا استعدادها لاستضافة المفاوضات.
وسبق لتركيا أن استضافت مفاوضات بين البلدين لم تحرز تقدماً، إذ تسعى أنقرة إلى لعب دور الوسيط الموثوق به من قبل موسكو وكييف.
ويبحث الطرفان آليات فتح ممر للمحاصيل الغذائية من البحر الأسود، يشمل الموانئ الروسية والأوكرانية، ونقل المحاصيل منها إلى بقية العالم عبر مضيق البوسفور الذي تسيطر عليه تركيا.
وأضافت المصادر، أنه ستوضع على طاولة المباحثات الضمانات المتعلّقة بعدم نقل أسلحة في السفن التي ستنقل المحاصيل وتعبر باتجاه أوكرانيا، ومنها؛ وضع نقاط تفتيش وتحديد مكانها والجهات المشرفة عليها، بالإضافة لآليات تحويل أثمان تلك المحاصيل في ظل العقوبات الأميركية والغربية المفروضة على المصارف الروسية.
وصدرت عدة تحذيرات دولية من أزمة أمن غذائي تلوح في الأفق خلال الأشهر المقبلة، مع تعذر تصدير قرابة 25 مليون طن من المواد الغذائية من أوكرانيا وروسيا.
ويبحث الجانبان أيضاً العمليات العسكرية التركية المرتقبة في شمال سورية، وتحديداً في غرب الفرات، في تل رفعت ومحيطها، ومنبج ومحيطها، حيث ستسعى تركيا لإقناع روسيا وإحداث التوازن للحصول على الضوء الأخضر للعملية. لكن المصادر المذكورة رفضت الخوض في مزيد من التفاصيل المتعلقة بهذا الشأن.
وختمت المصادر بقولها إنّ المفاوضات إن حققت توافقات خلال لقاء الوزيرين الروسي والتركي، الأربعاء، فقد تتوج بمصادقة الرئيسين التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، عبر التواصل بينهما هاتفياً أو شخصياً.
وتحدث أردوغان وشخصيات من الحكومة وحزب “العدالة والتنمية” الحاكم مراراً عن عزم تركيا على شنّ عملية عسكرية ضد المليشيات الكردية في تل رفعت ومنبج، من أجل “تطهيرها” وضمان الأمن التركي، و”المنطقة الآمنة”.
وتعاني الحكومة التركية من وقع ضغط داخلي بسبب ارتفاع الأصوات المعارضة لتواجد السوريين في البلاد، وأعلنت عن مخطط لإعادة مليون سوري وتوطينهم في “المنطقة الآمنة”، وتعول على العملية العسكرية الجديدة في منبج وتل رفعت لإعادة مئات الآلاف منهم إلى قراهم وبلداتهم.
المصدر: العربي الجديد