أصدر التحالف العربي الديمقراطي بياناً حول لقاء استوكهولم أوضحوا فيه موقفهم الرافض لهذا اللقاء وما نتج عنه. جاء فيه:
“عقد ما يسمى بـ “مسد” وهو قناع مفضوح من أقنعة حزب العمال الكردستاني، المنظمة الإرهابية الكردية التركية، التي تحتل المحافظات السورية الثلاث، الحسكة ودير الزور والرقة، وتبتز الولايات المتحدة بذريعة محاربة الإرهاب، وهي التي تصنفها واشنطن نفسها قيادتها الأم كمنظمة إرهابية، لقاءً تشاورياً ثالثاً في العاصمة السويدية استوكهولم يومي 14-15 الشهر الجاري برعاية ملتبسة من مركز “أولف بالما” للسلام والديمقراطية ووزارة الخارجية السويدية، وقد شارك في هذا اللقاء بعض الاتجاهات السياسية السورية والتجمعات والشخصيات والنشطاء سعياً منهم حسبما قالوا إلى تعزيز الحوار الوطني السوري.
إن التحالف العربي الديموقراطي بوصفه جبهة عربية سورية واسعة تضم في قوامها رجال الدولة والسياسيين والمثقفين المتحدرين من كافة المحافظات السورية، يرفض تبرير اللقاء مع الإرهابين والقوى الأجنبية المحتلة القادمة من خلف الحدود، وينظر بعين الريبة إلى تلك الذرائع والمسوغات غير المقنعة، فلقاء مع ميليشيا كردية، يحمل عناصرها جنسيات تركية وإيرانية وعراقية وتضع واجهات سورية مهلهلة، لا يختلف عن اللقاء مع ميليشيا حزب الله اللبناني أو أي من تشكيلات الحرس الثوري الإيراني الذي يحتل الجنوب السوري ومحيط دمشق والقصير ومناطق عديدة من سورية. فهل يمكن لأحد شرعنة مثل هكذا لقاء ؟
وبالنظر إلى الشعوذة السياسية التي زخر بها بيان ما أطلق عليه “مؤتمر القوى والشخصيات الديمقراطية”، يمكن لأي سوري يمتلك ذرة شرف أن يكتشف كيف يريد هؤلاء القفز فوق الواقع وحقائقه، والإعلان عن عهد مزعوم من “السلام والحرية والحداثة والازدهار“، فوق دماء السوريين وفوق معاناة ملايين المهجرين واللاجئين، وفوق دمار القرى والمدن التي قصفها الأسد والروس واستباحها الإيرانيون والدواعش ثم أكمل عليها حزب العمال الكردستاني العنصري وفرعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي وواجهته السياسة “مسد” وذراعه العسكري المشبوهة ”قسد“.
إن من لم يدرك بعد من السوريين ضرورة أن ينقي نفسه وضميره ويده من أي مال ونفط منهوب من خيرات المحافظات السورية الثلاث ودم أبنائها المسفوك بعد كل هذه الأعوام فلن يدرك ذلك الآن، إذ لا يمكن بناء الحق على الباطل بالتواطؤ مع لصوص وقتلة من أجل العبور إلى مستقبل وطني كما يتوهم بعض أصحاب النوايا الحسنة من المشاركين في هكذا لقاءات. وإن استعجال زج الكتل والشخصيات السياسية في طبخة مطروحة من أجل نيل رضا القوى الدولية التي تغض الطرف عن جرائم ومجازر حزب العمل الكردستاني وفرعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي، هو رهان خاسر سلفاً. فها هي السويد ذاتها وبعد أيام فقط من عقد هذا اللقاء تعلن على لسان وزيرة خارجيتها آن لينده صراحة تصنيفها لحزب العمال الكرستاني منظمة إرهابية، في سياق سعيها لنيل موافقة تركيا على الانضمام لحلف الناتو، وهنا نذكر بتصريح الوزيرة لينده الذي قالت فيه حرفياً ”نود التذكير بأن حكومة أولف بالمه (السويدية) كانت أول (دولة) بعد (تركيا) تصنف حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية عام 1984“، مضيفة قولها “سار الاتحاد الأوروبي على نفس النهج عام 2002 وهذا الموقف لم يتغير. وقد حقّرت الوزيرة بذلك من حضور قيادات PKK في هذا اللقاء التشاوري المعقود على أراضيها.
وهذا يفضح دون أدنى شك أن كل ما يستقوي به هؤلاء الشراذم إنما هو بيت عنكبوت سرعان ما يهوي ويتم التخلي عنه من أجل المصالح الكبرى، فلا تلحقوا بهم إلى الهاوية ومزبلة التاريخ.”
المصدر: نينار برس