ما ظهر على شبكات التواصل الإجتماعي بعد حوالي العامين من مقاطع فيديو للضابط الشجاع الحر الشريف درغام الخلف الحوران، وهو يجمع نفايات البلاستيكية والكرتونية من حاويات القمامة ، ويضعها في قلب عرباية أطفال ، وذلك حسب ما تيسر له الحصول عليه ، وعلى ما يبدو أنه لم يكن بإستطاعته أن يحصل على عرباية كبيرة كالتي يجمع بها اصحاب الخبرة موادهم ، وقسم كبير من الضباط يعمل في الباطون والنجارة وفي المزارع لكي يكسبوا لقمة الحلال وأصبح اعمارهم يتجاوز ٥٥ سنة . وما يحصل مع الضابط الحر الشريف درغام ، يحصل مع بقية الضباط يومياً ولو بدرجات ونسب متفاوتة، ولكن هؤلاء الضباط الشجعان الذين أتخذوا قراراً شجاع بالإنفصال عن ألة القتل الأسدية نزولاً عند رغبة شعبهم السوري وفضلوا ن يقفوا على ضفة السوريين ، بدلاً أن يقفوا مع بشار أسد وميلشياته الإيرانية ومرتزقته الأفغان ، ولكي لا يوغلوا في دماء أهلهم من الشعب السوري من كل المحافظات والطوائف والأثنيات علماً أنه كان بإمكانهم لوكانوا يطمعون في السلطة والمنصب أن يبقوا إلى جانب القاتل بشار ويحصلون على كل مكتسباتهم التي يتمتعون بها أثناء الخدمة ،من سيارات وعسكر خدم وحشم وميزات عدة ، لكنهم نذروا نفوسهم للثورة وأهلها ،وحتى و بعد الوصول إلى مرحلة التقاعد استغنوا عن التعويض المالي والمنزل والسيارة الفارهة ، لاشك بأن لديهم القدرة على إخفاء القهر وحالة العوز لما يملكونه من عزة نفس ، وهؤلاء الضباط الذين تمت محاربتهم من قبل كل شرائح وفئات المجتمع السوري من الأطباء والمدرسين وصحافيين وليبراليين وثيوقراطيين وأصحاب المهن والفعاليات المدنية ، ولم يكتفوا المدنيين من الشعب السوري على تهميش الضباط بل أصبحوا يشيطنوا الضباط ويمنعون عنهم كل وسائل المعيشة وسبل الرزق التي هي بيده مالك خزائن السموات والأرض. وهذه الشريحة التي دخلت في زهرة شبابها إلى الكلية الحربية بنسبة لاتتجاوز بنسبة لاتتجاوز %3 نسبة الى %97 مقابل اللون واحد الذي أختاره حافظ الأسد لبناء الجيش ال طائفي المقيت ، وحصلوا هؤلاء الضباط خلال دراستهم في الكلية على الليسانس في العلوم العسكرية ومنهم من حصل على دبلوم والماجستيروالدكتوراه في العلوم العسكرية والسياسية .لقد حافظ هؤلاء الضباط على ماء الوجه وألوا على أنفسهم ألا يتوجهوا لموائد اللئام وتعففوا ، على مبدأ قوله سبحانه وتعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم : (لِلْفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحْصِرُواْ في سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا في ٱلْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ ٱلْجَاهِلُ أَغْنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَٰهُمْ لَا يَسْـَٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍۢ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٌ)
وهذه النفس الطيبة التي يتمتع بها درغام هي نابعة من فكر مؤمن بأنه:
( تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها)
فذلك الضابط لم يكن أثناء خدمته إلا شريفاً وكان مستعداًلآن يعمل في أي مهنة تحفظ له قوت يومه مع عياله ولا يمد يده الى عسكري كي ينال منه مالا حق له فيه ، كما كان يتبع الشبيحة من الضباط على مبدأ التفييش ، وسرقة ممتلكات الجيش من عتاد وتعيينات ووقود ومواد طبية وغيرها، فلوكان لأصحاب الفعاليات المدنية من السوريين بُعداً في النظر لأمتلكوا القدرة للتفريق بين الضباط الشرفاء الذين انشقوا عن نظام أسد ، وبين الضباط الشبيحة الذين بقوا مع نظام أسد القاتل .يستهين السوريون قبل غيرهم بقدرات الضباط العسكرية والتكتيكية والإستراتيجية فهم لايستطيعون التفريق بين اختصاصاتهم الضباط الحربية سواء أكانت قيادية أم إدارية أم فنية ام طبية آو هندسية فهو كما يقال :
(كله عند العرب صابون )
المقدم درغام الخلف الحوران من أوائل الضباط المنشقين الأحرار يقيم بتركيا بعدما تم تهميش الضباط . وأغلقت في وجوههم كل الأبواب ، وحوربوا وتم العمل على ماكينة إعلامية عالية الدقة من أجل منعهم من الوصول الى العمل في المؤسسات المدنية الثورية التي عَجت بأبناء الشوارع واللقطاء والمنافقون والمتسلقين ، مما حدى بالضباط المنشقين بأن يركبوا مخاطر البحر ويهاجروا إلى أوروبا هل خرجوا هؤلاء الضباط المنشقين كي يعملوا في جمع الكرتون والنايلون من حاويات القمامة على عربة أطفال.وهل نظمت المنظمات والجمعيات الإغاثية لوائح باسماء الضباط وعائلاتهم وتفقدتهم نهاية كل شهر وسمعت معاناتهم . وهل شعر رؤوساء الجمعيات الذين يتجاوز راتبهم فوق الألفين دولار بأبناء الضباط الذين يتضرعون جوعاً ويعملون في الحقول وقطاف الزيتون ، أم هل شعر رئيس فريق تطوعي راتبه األفين دولار بمعاناة معظم الضباط الذين تجاوزت أعمارهم الخمسينات من العمر ، وأصبحوا يستحقون الراتب التقاعدي. السؤال الهام الذين نوجهه لمؤسسات السورية من محطات وقنوات تلفزيونية إعلامية ومراكز دراسات ومنظمات مجتمع مدني ومواقع أنترنت ، لماذا تعج مواقعكم بمقالات القص واللصق المترجمة من مجلات أجنبية ومن متسلقين على الثورة وترفضون أن تنشروا مقالاً حقيقية من نبض الواقع الأليم للضباط الذين لهم معاناة تحتاج لمجلدات من خلال معايشته عصابة الأسد على الأرض السورية عسكرية ومدنية .لماذا يا تلفزيونات الثورة السورية تستضيفون سوريين من السويد وسويسرا وألمانيا وكندا وهولندا ويصعب عليكم استضافة ضابط من مخيمات لجوء الضباط .ألهذا تستضيفونهم من أجل صلة القرابة أم لصلة الغرام أم لصفة المحسوبيات ليل نهار والأنكى من ذلك ضيوفكم يشتمون تركيا مقرإقامة قنواتكم التلفزيونية، وينتقدون سياستها من مكان لجوءهم في أوروبا ، ويشتمون الثورة ويتطاولون على تضحيات الشعب السوري رغبة عند أجندات محابية لبشار الأسد وشبيحته.هل إنشقوا هؤلاء الضباط لكي يعملوا بجمع القمامة بينما أقيمت مايسمى كليات تحت مسمى الكلية الحربية على أساس همجي عشوائي ، ومنع الضباط من إقامة كلية حربية عسكرية على أساس الأنظمة العسكرية الصحيحة بمختلف الإختصاصات بينما تم تأسيس كليات عسكرية عشوائية على مبدا عشوائيات بناء مساكن نظام أسد تعطي الرتب العسكرية لأشخاص لا يعرفون الكتابة والقراءة ومعظمهم لم يكن يوماً له علاقة بأدنى أسس التكتيك العسكري ، والأدهى من ذلك هو تكليف طبيب أسنان مثل أحمد طعمة ممثلاً عن الفصائل العسكرية والذي لا يستطيع التفريق بين رتبة العريف والملازم وربما يقدم التحية للجندي بدلا من النقيب.وهنا السؤال الذي يجب أن يوجه لرئيس الإئتلاف كأعلى سلطة في المعارضة السياسية لماذا لاتضعون في الإئتلاف مجلس شورى عسكري يحدد معاناة العسكريين من الشعب السوري وهذا ليس ممنوع فإن كنتم أنتم بمثابة مجلس شعب يمثل الشعب السوري الحر فمسموح في برلمانات الدول ومجالس الشعب ومجالس النواب أن تكون كتلة عسكرية تمثل العسكريين من السوريين .والسؤال الأخر الموجه للحكومة السورية المؤقتة ، في الخطة السنوية التي تقدمها وزارة الدفاع والتي تتضمن خطط التدريب القتالي لكافة الصنوف ، يجب أن تكون شاملة لكل عسكري موجود على الأراضي التركية والأراضي في الشمال السوري المحرر ومناقشتها بكل حذافيرها . ومن ثم لابد أن يطلب وزير الدفاع من رئيس إدارة التوجيه المعنوي والذي يجب أن يكون ضابط مؤهل بدورة قيادة واركان إختصاص توجيه سياسي (ركن سياسي ) ويعرضها أمام الحكومة على ان تشمل خطة العمل السياسي والمعنوي لكل تشكيلات وقطعات ووحدات الجيش الوطني ، ومسؤولية ادارة التوجيه المعنوي عن كل ضابط وصف ضابط وفرد منشق . في الختام لابد أن يحرك هذا الفيديو (الضابط درغام المأساوي )
ضمائر القادة والمدراء والمسؤولين في المؤسسات التي تمثل الشعب السوري الحر الذي ذاق المرين من نظام اسد القهري . كيف يكون شعور وردة فعل النظام عندما يشاهد ماحل بالضباط المنشقين الذين رفضوا المشاركة في قتل الشعب السوري وانضموا للثورة ليجدوا مجموعة معظمهم من العملاء والسارقون والمنافقين ومجرمون وتجار الحروب كيف ستكون ردة فعل هذا الضابط الشهم عندما يعلم بأن هذا الفيديو انتشر . ريثما هذا الفيديو يوقظ ضمائركم الميتة لعلكم تشعرون به وبأمثاله الكثير من الضباط المنشقين .
المصدر: سوريا الأمل