حضّ الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على تعزيز التعاون بين الدول “المستقلة” في سبيل مواجهة “الأحادية” العالمية، خلال استقباله في طهران الأربعاء وزير الدفاع الصيني وي فنغهي.
وقال الرئيس الإيراني إن “مواجهة الأحادية وتوفير الاستقرار ليس ممكناً إلا من خلال التعاون بين القوى المستقلة التي تتشارك الأفكار نفسها”، وفق بيان للرئاسة الإيرانية.
وأكد رئيسي أن “السياسة الثابتة للجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم على تعزيز العلاقات الاستراتيجية على المدى الطويل” مع الصين.
وتعد الصين أبرز الشركاء التجاريين للجمهورية الإسلامية، ووقع البلدان العام الماضي اتفاقية “تعاون استراتيجي” مدتها 25 عاما. ووفق الأرقام الرسمية الإيرانية، انخفض مستوى التبادل التجاري بين البلدين اعتبارا من العام 2018 مع انسحاب الولايات المتحدة الأحادي الجانب من الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، وإعادة فرضها عقوبات على طهران.
الا أن هذا التبادل عاود الارتفاع في العام 2021، مع زيادة قدرها 58 في المئة للصادرات الإيرانية نحو الصين بين آذار (مارس) 2021 وآذار (مارس) 2022، وفق وسائل إعلام إيرانية.
وبحسب التقارير الصحافية، لا تزال الصين من أبرز مستوردي النفط الإيراني رغم خضوع صادراته للعقوبات.
وخلال اللقاء مع وزير الدفاع الصيني، شدد رئيسي على “الأولوية” التي توليها طهران لتنفيذ “اتفاق التعاون الاستراتيجي” مع الصين بشكل “ناجح”.
ووقّع البلدان الاتفاقية في آذار (مارس) 2021 بعد نقاش لأعوام. ولم ينشر الطرفان في حينه الخطوط العريضة للاتفاقية، الا أن الخارجية الإيرانية عدّتها بمثابة “خارطة طريق متكاملة” تشمل مجالات مختلفة منها “السياسية والاستراتيجية والاقتصادية لـ25 عاما من التعاون بين إيران والصين”.
وترتبط الصين وإيران بعلاقات جيدة، وتعدّان – مع روسيا – من أبرز الأطراف ذات العلاقات المتشنجة مع الغرب.
وتأتي زيارة وي الى طهران في خضم الحرب الروسية على أوكرانيا التي بدأت قبل أكثر من شهرين، واعتمدت إيران والصين حيالها موقفا متوازنا في ظل العلاقة الوثيقة التي تربطهما بروسيا.
فقد دعت طهران الى وقف الحرب مع انتقادها للسياسات الغربية خصوصا توسع حلف شمال الأطلسي، بينما دافعت بكين عن علاقتها مع موسكو ردا على انتقادات أميركية لها بهذا الشأن، وامتنعت الى الآن عن إدانة الحرب.
ورأى رئيسي أن “التطورات الاقليمية والدولية تظهر أكثر من أي وقت مضى، قيمة التعاون الاستراتيجي” بين إيران والصين، وفق بيان الرئاسة الإيرانية.
ووصل وي الأربعاء الى طهران للبحث في العلاقات الثنائية وسبل “تعزيز التعاون بين القوات المسلحة للبلدين”، وفق الاعلام الرسمي الإيراني، إضافة للقضايا الدولية.
والتقى نظيره الإيراني محمد رضا آشتياني وقائد هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة اللواء محمد باقري.
وأكد آشتياني ضرورة “مواجهة الهيمنة الأميركية في العالم من خلال تعزيز تعددية الأقطاب”، بحسب بيان للوزارة.
المصدر: أ ف ب/النهار العربي