في الخامس عشر من آذار الماضي دخلت ثورة الشعب السوري عامها الثاني عشر. ثار الشعب السوري ضد نظام حَكَمَ سورية بالحديد والنار لأربعين عاماً ،وكانت ثورات الربيع العربي ملهماً لشعبنا من اجل بداية الثورة.
نزلت جموع الشعب بتظاهرات سلمية الى الشوارع منادية بالحرية ، كانت ثورة كل السوريين الذين تجرؤوا على كسر حاجز الخوف ليعبروا عن رأيهم بصوت عالٍ ،ورغم عظمة الثورة الا انها كانت ثورة عفوية تفتقد الى القيادة والتنسيق العملي على الأرض بين الثوار في المحافظات السورية، وهذا كان ابرز نقاط ضعفها حيث كانت تفتقد الى القيادة التي تلتف حولها الجماهير، ورغم هذا الأمر كادت ان تصل الى اهدافها بخلع نظام الإجرام لولا التدخل الروسي بعد التدخل الإيراني.
ولعدم وجود قيادة للثورة لجأت الدول الإقليمية الى تنصيب قيادة لها عبر ماسمي بالمجلس الوطني ومن بعده الإئتلاف الذي تزعمه أناس لا علاقة لهم بالثورة ولا بالعمل الثوري، ورغم وجود أشخاص شرفاء بينهم كان لابد من استبعادهم من اجل الوصول الى هدف القضاء على الثورة والتي كانت هذه القيادة اهم اسباب وصولنا الى مانحن عليه الأن .
إن اهم الأسباب التي ادت الى انكفاء الثورة هي عسكرتها، ورغم ان حمل السلاح كان مشروعاً من الثوار للدفاع عن انفسهم ضد هجمات النظام الذي لم يترك سلاحاً الا واستخدمه ضدهم، الا ان اعتماد الثوار على الدعم العسكري الخارجي ودخول المال الخارجي واستغلاله من قبل المرتزقة كان هو اهم نقاط الضعف في الثورة، فلقد حملت الدول الأقليمية الداعمة للثوار خلافاتها الى الساحة السورية ومنعت توحد الفصائل الثورية ووصل الحال حد الاقتتال بينها .
ولابد ان نذكر هنا ان ظهور الفصائل الاسلامية المتطرفة كداعش وجبهة النصرة المسجلين من قبل المجتمع الدولي على قائمة الإرهاب ،سهل للنظام استخدام يافطة محاربة الإرهاب من اجل استخدام كل الاسلحة لمحاربة الثوار بذريعة محاربة الارهاب، كما ان الدول التي تدعي محاربة الإرهاب غضت الطرف عن ارتكاب النظام المجازر الجماعية بحق الشعب .
لقد كانت بحق ثورةً يتيمة تآمر عليها الجميع داخلياً وخارجياً من اجل بقاء النظام الذي كان الضمانة لحماية أمن الكيان الصهيوني ، ورغم ذلك مازال الثوار الحقيقيين يتمسكون بمبادئهم ويُّصرون على تحقيق اهداف الثورة لخلاص سورية من نظام الإجرام والخيانة.
المصدر: مجلة كل العرب