حذر الرئيس الاميركي جو بايدن نظيره الصيني من “عواقب” إذا قدمت الصين دعماً مادياً إلى روسيا، فيما أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ أن نشوب نزاع في أوكرانيا “ليس من مصلحة أحد”.
وقال البيت الأبيض في بيان مساء الجمعة إن بايدن “عرض التداعيات والعواقب التي ستواجهها الصين في حال قدمت دعماً مادياً إلى روسيا وهي تقوم بهجمات عنيفة على المدن الأوكرانية والمدنيين”.
وأكد بايدن لنظيره الصيني أن “السياسة الأميركية بشأن تايوان لم تتغير”، مشدداً على دعمه الحل الدبلوماسي للأزمة بين روسيا وأوكرانيا.
وأشار البيت الأبيض إلى أن الرئيسين اتفقا على إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة بينهما في الأيام القادمة.
بدوره، أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ لنظيره الأميركي أن “نشوب نزاع ليس من مصلحة أحد”، وفق ما أفاد التلفزيون الصيني.
وقال شي جينبينغ لبايدن بحسب تلفزيون “سي سي تي في” الرسمي، إن “العلاقات بين الدول لا يمكن أن تصل إلى حد الأعمال العسكرية”، معتبراً أن “السلام والأمن هما الكنزان الأثمن لدى الأسرة الدولية”.
وشدد على أن “بلاده لا تريد أن ترى نزاعاً طويل الأمد في أوكرانيا”، وقال: “الأولويات القصوى الآن هي مواصلة الحوار والمفاوضات وتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين ومنع حدوث أزمة إنسانية ووقف القتال وإنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن”.
وتابع جينبينغ أنه “يتعين على جميع الأطراف دعم الحوار والمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا بشكل مشترك”، كما “يتعين على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إجراء محادثات مع روسيا لحل جوهر الأزمة الأوكرانية وتبديد المخاوف الأمنية لكل من روسيا وأوكرانيا”.
وقال الرئيس الصيني خلال المكالمة التي استمرت حوالى ساعتين، “يعود لنا بصفتنا عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي وأكبر اقتصادين في العالم، ألا نقود العلاقات الصينية الأميركية على المسار الصحيح فحسب، بل كذلك أن نتحمل المسؤوليات الدولية المتوجبة علينا ونعمل نحو إرساء السلام والطمأنينة في العالم”.
واستمرت المكالمة التي أجريت عبر تقنية الفيديو من الساعة 15:03 حتى الساعة 16:53. وأجرى بايدن الاتصال من “غرفة الأزمات” الخاضعة لتدابير أمنية مشددة والتي تقود منها الولايات المتحدة عملياتها الأكثر خطورة ومفاوضاتها الأكثر صعوبة، بحسب بيان سابق للبيت الابيض.
يذكر أن المكالمة الهاتفية بين الرئيسين تأتي في ظل انتقادات أميركية لبكين بشأن موقفها من الهجوم الروسي على أوكرانيا، إذ كشفت الولايات المتحدة قبل أسبوع عن معلومات استخباراتية تفيد بأن روسيا طلبت مساعدة بكين المادية من خلال توفير مساعدة اقتصادية وعسكرية. لكن نفت روسيا تلك المعلومات، كما رفضتها الصين جملة وتفصيلاً ووصفتها ب”المضللة”.
والمحادثة الهاتفية بين الزعيمين هي الأولى بينهما منذ قمة عبر الفيديو في تشرين الثاني/نوفمبر، والرابعة بينهما منذ تولي بايدن الرئاسة.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي قالت إن المحادثة هي “فرصة للرئيس بايدن لتقييم موقف الرئيس شي”. ولفتت إلى أن بايدن سيسأل شي بشأن “دعم بكين الخطابي” لبوتين، و”غياب التنديد” بالغزو الروسي لأوكرانيا.
وكان وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن قال إن الرئيس بايدن سيهدد خلال مكالمته الهاتفية مع الرئيس شي ب”تدابير مضادة” في حال قدّمت الصين دعماً عسكرياً لروسي.
المصدر: المدن