بعد أكثر من عقد على ثورة السوريين ضد نظام الاستبداد في دمشق، ماتزال الأطراف الدولية الفاعلة بالمشهد السوري تُصِّر على استمرار الصراع بهدف إنتاج واقع على الأرض يؤدي إلى قيام كانتونات عرقية وطائفية متناحرة بما يخدم المشروع الصهيوني وصولاً إلى التقسيم .
الروس في سورية تواجدوا لحماية النظام باتفاق بين أوباما وبوتين حسب إفادة (أندرو إكسوم) نائب وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط خلال رئاسة أوباما الثانية (بين أيار/ مايو 2015 وكانون الثاني/ يناير 2017)امام لجنة فرعية في الكونغرس، والمبعوث الدولي الى سورية ( بيدرسون) يؤكد قبل ايام ان هذا الاتفاق مازال سارياً وأن هناك تفاهماً امريكياً روسياً ببقاء الحال على ماهو عليه في سورية، وهذا يعني بقاء سلطات الأمر الواقع في شمال شرق سورية، وادلب وسيطرة النظام على باقي المناطق، مع فقدانه لممارسة السيادة على هذا القسم، واحتفاظه بممارسة القمع ضد المواطنين عبر اجهزة الأمن.
ان اختلاف المواقف بين روسيا وامريكا في القضايا الدولية يزول وينقلب الى ودٍ واتفاق في سورية خدمة لمصالح الكيان الصهيوني ، وايران التي تسعى لتحقيق مشروعها التوسعي الطائفي في المنطقة يهمها استمرار الصراع وبقاء النظام في أضعف حالاته، في حين إن النظام السوري لايهمه الا استمراره بالسلطة دون الاكتراث بمصالح الوطن والشعب.
هذا واقع الحال،ومن يعتقد من السوريين ان المجتمع الدولي جاد بانهاء مأساتهم عبر تطبيق القرارات الدولية الخاصة بهذا الشأن فهو واهم جداً، وعليهم ان يدركوا أن لا خلاص للسوريين من هذا الكابوس الا بوحدتهم ،مما يحتم عليهم نبذ الخلافات والوحدة، وتشكيل جسم سياسي يتمتع بثقة الشعب، ويستمد منه شرعية التمثيل، ليفرض نفسه على الساحة، ويجبر الاطراف الفاعلة في المسألة السورية على القبول به وسماع رأيه، وبغير ذلك فلا خلاص للسوريين من كابوس تعيشه سورية والشعب السوري منذ خمسين عاماً.
المصدر: كل العرب