لم يعلّق تنظيم “داعش” حتى الآن على مقتل زعيمه أبو ابراهيم الهاشمي القرشي فجر أمس الخميس شمال غربي سورية، خلال عملية إنزال جوي أميركية، فيما قُتل 3 من عناصر “الجيش الوطني السوري” شمالي البلاد بانفجار في سيارتهم بريف حلب.
وتجاهلت وكالة “أعماق” المقربة من التنظيم في نشرتها فجر اليوم الجمعة، خبر الاغتيال، ونشرت بيانات وصوراً عن نشاط خلايا التنظيم في أفريقيا والعراق.
ويلجأ التنظيم عادة إلى تأخير نشر أي معلومات حول العمليات التي تستهدف قيادات الصف الأول لديه، حتى يتم ترتيب البيت الداخلي، إذ تأخر الإعلان عن زعيم جديد للتنظيم 5 أيام بعد مقتل الزعيم السابق أبو بكر البغدادي عام 2019.
من جهته، قال قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي “سنتكوم” كينيث ماكنزي، أمس الخميس، إن قوات بلاده منحت زعيم تنظيم “داعش” فرصة لتسليم نفسه، قبل أن يختار في نهاية المطاف تفجير نفسه. وذكر أن القوات الأميركية تمكنت من إنقاذ قرابة 10 مدنيين من النساء والأطفال، وأن إحدى مروحيات الجيش الأميركي تعرضت للاستهداف، وقررت القيادة العسكرية التخلي عنها وتدميرها. ولفت إلى أن “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) ساعدت القوات الأميركية في إنجاح العملية، لكن التنفيذ تم بقوات أميركية فقط.
مقتل 3 من “الجيش الوطني”
من جهة أخرى، قُتل 3 قياديين في صفوف “الجيش الوطني” عند منتصف الليلة الماضية، نتيجة انفجار عبوة ناسفة داخل سيارتهم في قرية بير مغار في منطقة جرابلس بريف حلب الشرقي.
وذكرت مصادر محلية لـ”العربي الجدد” أن القياديين الثلاثة هم محمد مصطفى، وعبد الكريم العلوش، وعبد الباسط ناصيف، وهم يتبعون للواء الشمال ضمن حركة “ثائرون” التابعة لـ”الجيش الوطني السوري”.
ورجحت المصادر وقوف “قسد” وراء هذه العملية، مشيرة إلى أن الاستهداف جرى بلغم أرضي موجه استهدف القادة العسكريين، حيث عمدت خلايا “قسد” في المنطقة إلى تفجير اللغم في السيارة العسكرية.
ويوم الأربعاء الماضي، قُتل 9 مدنيين وجُرح العشرات، إثر قصف صاروخي استهدف الأحياء السكنية في مدينة الباب بريف حلب الشمالي.
وفي محافظة دير الزور شرقي البلاد، قُتل وأُصيب عدد من عناصر قوات النظام السوري جراء هجوم مباغت لخلايا تنظيم “داعش”. وذكرت شبكة “فرات بوست” المحلية أن الهجوم استهدف نقاطاً للفرقة 17 وعناصر مليشيا قاطرجي بالقرب من حقل كصيبة النفطي.
وفي ريف المحافظة الشرقي، اشتعلت النيران بصهريج مخصص لنقل المحروقات تعود ملكيته لشركة حسام قاطرجي، أثناء نقله مادة المازوت من المعابر النهرية في بلدة الزباري.
من جهتها، شنت قوات “قسد” حملة مداهمات واعتقالات في قرية درنج، طاولت عدداً من المدنيين من دون معرفة الأسباب.
احتجاجات السويداء
وفي جنوب البلاد، أصدرت حركة “رجال الكرامة” في محافظة السويداء بياناً اتهمت فيه من سمّتهم صناع القرار في سورية، بالانفصال عن الواقع. وقالت إن القرارات الأخيرة المتعلقة برفع الدعم جزئياً عن السلع الأساسية، هي “عمل حكومي ممنهج، يهدف لتهجير الشعب السوري وتجويعه، في ظل تعامٍ واضح من مدّعي الوطنية في أجهزة الدولة”.
واتهمت حكومات النظام المتعاقبة بسرقة أموال الشعب، بحجة رفد الخزينة العامة للدولة، من خلال “رفع قيمة الضرائب والرسوم الجمركية الخيالية، ورفع أسعار المحروقات بشكل متتالٍ وجنوني”. وتحدثت عن تردٍ كبير في كافة القطاعات الخدمية، وتغاضٍ مقصود وتستر واضح على الفساد المستشري والمتعاظم في جميع مؤسسات الدولة.
وحذّرت الحركة من حالة الاحتقان التي تمر بها البلاد، وقالت إنها “تُنذر بتفجّر الأوضاع، كنتيجة حتمية للسياسات الممنهجة التي تعمل ضد مصالح الشعب السوري”.
ويأتي البيان، في ظل حالة استياء عامة من قرار حكومة النظام الأخيرة، تجلّى في احتجاجات شعبية متفرقة يوم أمس الخميس في المحافظة. ولجأ المحتجون إلى قطع بعض الطرق الرئيسية والفرعية، ومنها طريق دمشق-السويداء. وأكد المحتجون أنهم سيجددون الاحتجاج الأحد المقبل، في حال لم تتراجع الحكومة عن “قراراتها الظالمة”.
عودة مقاتلين من ليبيا
من جهة أخرى، عاد مئات المقاتلين السوريين، ممن جندتهم روسيا في ليبيا أمس الخميس، بعد سبعة أشهر ونيّف من تواجدهم على الأرضي الليبية. وذكرت شبكة “السويداء 24” المحلية، أن روسيا سحبت عناصر الكتيبة 42، التي كانت متمركزة بمنطقة الجفرة في ليبيا، وأعادتهم عبر مطار بنغازي، إلى قاعدة حميميم في سورية. ويبلغ عدد أفراد الكتيبة، حوالي 300 مقاتل، قضوا مدة خدمتهم في الصحراء الليبية، كحراس لمنشآت تسيطر عليها روسيا.
ونقلت الشبكة عن “مصدر خاص” قوله إن روسيا لم ترسل دفعة جديدة من المقاتلين السوريين إلى ليبيا هذه المرة، خلافاً للمعتاد. ومع ذلك، لا تزال روسيا تحتفظ بأربع كتائب من المقاتلين السوريين الموزعين في منطقتي الجفرة وسرت، والذين يزيد عددهم عن 1200 عنصر.
ومنذ عدة أشهر، لم ترسل روسيا أي دفعة جديدة إلى ليبيا، والسبب الرئيس يعود لاحتفاظ روسيا بعدد محدّد من المقاتلين السوريين في ليبيا، وإطالة مدة عقود الخدمة من ثلاثة إلى سبعة أشهر.
المصدر: العربي الجديد