وضعت المؤسسة العسكرية – الأمنية في إسرائيل مسألة توازن القوى في المنطقة الشمالية على رأس أهداف عام 2022، التي يتم تحقيقها من خلال إبعاد عناصر “حزب الله” وإيران عن المنطقة الحدودية تلك، وخصوصاً في سوريا.
وفي أعقاب الكشف عن إطلاق “حزب الله” عدداً من المسيرات في اتجاه إسرائيل، اعتبرت الأجهزة الأمنية هذه الآلة العسكرية واحداً من أكثر التحديات التي ستواجه إسرائيل خلال الفترة المقبلة.
في هذه الأثناء، يتدرب الجيش الإسرائيلي على مواجهة مختلف السيناريوهات الحربية المتوقعة أمام “حزب الله” في المنطقة الشمالية، وإيران من جهة سوريا، أو من مناطق بعيدة. وتم تشكيل وحدة خاصة في فرقة الجليل لمتابعة نشاط “حزب الله” عند الحدود، بكل ما يتعلق بالمسيرات وأهداف تفعيلها.
جمع معلومات استخباراتية
ولم يُخفِ الجيش الإسرائيلي خشيته من نجاح مهمة المسيرات التي يطلقها “حزب الله”، وخصوصاً في مراقبة تحركات الجيش عند المنطقة الحدودية، ما دفع القيادة العسكرية إلى وضع مهمة تدريب الجيش على الرد السريع على أي عملية تستهدفه عند الحدود ومناطق أخرى في إسرائيل، في حال نجحت المسيرات التي يطلقها “حزب الله” في الوصول إلى مناطق بعيدة عن الحدود وجمع معلومات استخباراتية لأهداف يضعها الحزب في حال نشوب حرب مع إسرائيل.
وفي تقرير للجيش، تفاخر بأنه نجح في إسقاط مسيّرة اقتحمت الأجواء الإسرائيلية. وكشف بعد فحصه الطائرة إثر سقوطها عن أنها التقطت صوراً عند تحليقها لأماكن لم تلحق بها أي ضرر. ويرد في التقرير أن شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي عثرت على صور لمشغلي الطائرة وأخرى لوحدات من الجيش الإسرائيلي منتشرة في المنطقة الحدودية.
وبحسب تقرير إسرائيلي، فقد استخدم عناصر “حزب الله” وإيران، المسيّرات، ليس لجمع معلومات استخبارية فحسب، وإنما لإلقاء متفجرات وقنابل يدوية من الجو. وأضاف التقرير، أن “حزب الله يوثّق ما يجري في الجانب الإسرائيلي من الحدود بشكل أفضل، وبالتالي يحسّن نوعية المعلومات الاستخباراتية التي في حوزته استعداداً لأي تصعيد أو مواجهات ممكنة.
واورد الجيش الإسرائيلي، أن “حزب الله” أحدث قفزة كبيرة في استخدام المسيّرات، وأنه خلال السنوات الماضية تم تشخيص مسيّرات متجهة من لبنان على طول الحدود مع إسرائيل، وبشكل أسبوعي، وأحياناً اخترقت مسافة بضع مئات من الأمتار جنوباً.
وازاء هذا الارتفاع في استخدام المسيّرات، أقام الجيش قبل سنة ونصف السنة منظومة مراقبة جوية لمتابعة نشاطات “حزب الله” بكل ما يتعلق بالمسيّرات.
إبعاد إيران وتوازن القوى
واعتبر الجيش الإسرائيلي استمرار النشاط من أجل إبعاد إيران عن سوريا والمنطقة الحدودية خصوصاً، أبرز مهامه في 2022. وفيما أعلن الجيش أنه استطاع على مدار عامين تنفيذ مئات العمليات العسكرية السرية البرية وإطلاق صواريخ متطورة في اتجاه سوريا، بهدف إبعاد إيران وعناصر “حزب الله” عن المنطقة، كشف عن استمرار هذه العمليات وتصعيدها بهدف إحداث تغيير في توازن القوى في الجولان وتفوق إسرائيل”.
وجاء في التقرير أن الخطة الإسرائيلية خلال 2022 هي استهداف أكبر عدد من المواقع ذات العلاقة بالنظام السوري وتخدم المصلحة الإيرانية.
الأسد عند مفترق طرق
في التقييم الأمني الإسرائيلي للسيناريوهات المتوقعة خلال 2022، تم الاعتراف بأن إسرائيل لم تحقق هدفها من القصف على سوريا أو الأهداف المرتبطة بالنظام وتخدم المصلحة الإيرانية.
ويرى التقييم الأمني أن رئيس النظام السوري بشار الأسد يقف عند مفترق طرق ما بين إعادة إعمار سوريا أو الاستمرار بمنح الدعم المطلق للإيرانيين لتحقيق أهدافهم وخطتهم الاستراتيجية في سوريا.
ويرى مُعدّو التقييم الأمني، أن المصلحة الإسرائيلية بعدم تموضوع إيران في سوريا أو المنطقة الحدودية، وبضرورة طرد إيران كلياً من سوريا، وهي مصلحة عُليا تنسجم مع المصلحة الروسية”.
المصدر: اندبندنت عربية