قال مركز “جسور للدراسات” إن الغاية من استهداف فصائل تابعة لإيران القواعد الاميركية في العراق وسوريا بشكل متزايد مؤخراً “هو نقل رسالة مفادها أن إيران قادرة على استخدام الخيار العسكري وتوسيع نطاق الاستهداف ليشمل سوريا”.
وجاء تحليل مركز “جسور للدراسات” في وقت تشهد فيه مناطق شمال شرقي سوريا والعراق تصعيداً عسكرياً جديداً بين التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والفصائل الإيرانية، بالتزامن مع الذكرى السنوية الثانية لاغتيال سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في ضربة أميركية بالقرب من مطار بغداد في 3 كانون الثاني/يناير 2020.
وذكر المركز أن أواخر عام 2021 تعرضت نقاط تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في محافظة الحسكة إلى قصف صاروخي كان يستهدف القاعدة الأميركية في الشدادي من دون أن يطولها.
وتابع: “في 1 كانون الثاني/يناير أحبط التحالف الدولي هجوماً صاروخياً كان موجهاً باتجاه القاعدة الأميركية في حقل العمر في محافظة دير الزور. وفي 3 من الشهر نفسه، تعرّضت قاعدة عين الأسد التابعة للتحالف غرب العراق إلى هجوم بطائرتين مسيّرتين. وفي 4 منه، تعرضت القاعدة الأميركية في مطار بغداد الدولي إلى قصف صاروخي”.
وقال “جسور للدراسات” إن التصعيد الذي بدأته إيران ضد القوات الأميركية تزامن مع الذكرى الثانية لاغتيال سليماني، وهو ما يعكس “تأكيد إيران على الالتزام بخيار الرد وتوسيع نطاق الاستهداف ليشمل سوريا بعد أن كان يقتصر على العراق”.
وأضاف أن “إيران تريد أن تدفع الولايات المتحدة إلى مزيد من عمليات إعادة الانتشار العسكري في سوريا والعراق”، مشيراً إلى أن ذلك “يقود إلى سيناريو الانسحاب الكامل كما حصل في أفغانستان”.
وتابع أن إيران “تريد التأكيد أيضاً على قدرتها على استخدام الخيار العسكري ورفع وتيرته في حال تعرّضت إلى مزيد من الضغوط الميدانية الأميركية في سوريا والعراق”، إضافة إلى “تجديد رفض ربط الوجود العسكري الإيراني في المنطقة بالمفاوضات النووية مع الولايات المتحدة”.
وأشار المركز إلى أن “هناك ما يدعو للاعتقاد أن الولايات المتحدة ستواجه أي تهديد أو استهداف من قبل الفصائل التابعة لإيران سواء في العراق أو سوريا بالرد السريع، بعد أن بات خيار عدم الرد الذي كانت تعتمده سبباً في رفع مستوى الخطر على القوات الأميركية”.
المصدر: المدن