تتوالى الجرائم الجنسية في المجتمع الإسرائيلي يوما بعد يوم، وطالت في الآونة الأخيرة من يمكن وصفهم بأنهم “شخصيات اعتبارية” في المجتمع، من مسؤولين ووزراء وأعضاء كنيست، وصولا إلى رجال الدين من الحاخامات اليهود.
آخر هذه الأسماء هو الكاتب المتدين والمعلم اليهودي المعروف حاييم فيلدر، 52 عاما، الذي عثر عليه في شقته منتحرا، بعد أن كشفت صحيفة “هآرتس” في تحقيق صحفي أن هناك 22 دليلاً على اعتداءات جنسية قد ارتكبها فيلدر، ووصلت جميعها إلى واحدة من محاكم المتدينين اليهود، حتى إن الحاخام شموئيل إلياهو كبير حاخامات صفد، وعضو مجلس الحاخامية الكبرى، كتب: “إننا وجدنا فيلدر مذنبًا دون أدنى شك، لقد فقد مصداقيتنا بدلاً من التوبة”.
أهارون رابينوفيتش الكاتب في صحيفة “هآرتس” ذكر في تقرير أحدث ضجة كبيرة في إسرائيل، ترجمته “عربي21” أن “الشرطة الإسرائيلية فتحت تحقيقا في هذه الفضيحة في أعقاب توفر 22 إفادة عن اعتداءات جنسية ارتكبها فيلدر، الذي يعتبر من كبار الكتاب المتدينين اليهود، وقد كان معروفا بمواقفه المتشددة، وألف 80 كتابًا، وحصل على جائزة رئيس الوزراء، وتتوفر مؤلفاته في كل بيت حريدي، ولديه عمود صحفي منتظم طوال العقود الثلاثة الماضية في الصحافة الدينية، ورغم كل ذلك فقد تورط في إقامة علاقات غرامية مع فتيات قاصرات، ونساء متزوجات لسنوات عديدة حتى تسبب في طلاقهن وإفسادهن”.
وأضاف أن “فيلدر رغم علمه بأنه يهدم الحياة العائلية لعشرات اليهود، فإنه استمر في تدنيسها دون توقف ولو للحظة واحدة، وقد تلقت المحكمة شهادات من 22 من نساء وفتيات وفتيان ألحق بهم الأذى والضرر، وهذه الحالات ليست سوى جزء بسيط من خطاياه السيئة، بل إنه بدلاً من التوبة، اختار تهديدهن، وتشويه سمعتهن، مع العلم أن بعض ضحاياه فتيات لم يتجاوزن الـ12 عاما، ومع مرور الوقت، فقد أصبح استغلاله الجنسي لضحاياه متكررًا، وعقد اللقاءات أسبوعيًا، وأحيانًا مرتين في الأسبوع، بما في ذلك فترات الدورة الشهرية”.
مع العلم أن المحكمة الدينية استدعت فيلدر للمثول أمامها، لكنه رفض بزعم أن قضيته تم البت فيها قبل الاستماع لروايته، ورغم محاولته نفي هذه الاتهامات، لكن مع توافر الأدلة والبيّنات ضده، بدأ استبعاده من المؤسسة الحاخامية، وعدم إجراء اتصالات هاتفية مع وسائل الإعلام التابعة للمتدينين اليهود، ثم أعلن اعتزاله لجميع النشاطات العامة.
في وقت لاحق، دعا الحاخام إلياهو لإخراج فيلدر من المدارس الدينية، بزعم أنه لا يوجد حل وسط أمام ما وصفه بـ”هذا الرجس”، وأعلنت سلسلة مكتبات بيع الكتب الأرثوذكسية المتطرفة في نيويورك أنها بصدد إزالة كتبه من رفوفها، وقررت مجلة الأطفال “رسائل” توقفها عن نشر قصصه، وأزالت سلسلة متاجر “أوشر آد” كتبه من رفوفها
المصدر: عربي 21