بعد أيام من انتهاء التسويات في محافظة درعا جنوبي سورية، تجري قوات النظام السوري انسحابات وتغييرات في خريطة السيطرة لقواتها العسكرية والأمنية في المحافظة، تقضي بإحلال عناصر الفروع الأمنية مكان قوات الجيش، مع تقاسم النفوذ بين هذه الفروع ليتولى الأمن العسكري مسؤولية الريف الغربي، والمخابرات الجوية الريف الشرقي، وأمن الدولة الريف الشمالي.
وفي هذا الإطار، ذكر موقع “تجمع أحرار حوران” المحلي أنّ المخابرات الجوية أخلت حواجزها ومقراتها الأمنية من مدينة داعل في ريف درعا الأوسط ومحيطها بشكل كامل، صباح اليوم الجمعة، وذلك بعد انسحاب حاجزين من محيط بلدة تسيل، أمس الخميس. وكذلك انسحب عناصر حاجز نوى – تسيل، وجميعها تتبع للمخابرات الجوية. كما انسحب أيضاً، أمس الخميس، جميع عناصر الحواجز في محيط بلدة كفرشمس شمال درعا، التابعة لفرع الأمن السياسي.
ووفق الموقع، فإنّ هذه الخطوة تأتي في سياق توزيع نفوذ جديد لقوات النظام السوري في أرياف درعا، ليصبح الريف الشرقي تحت سيطرة حواجز المخابرات الجوية، والريف الغربي للمخابرات العسكرية، أما الريف الشمالي فسيخضع لسيطرة فرع أمن الدولة.
كذلك انسحبت جميع الحواجز العسكرية والأمنية التابعة للأمن السياسي في بلدة كفر شمس شمالي درعا ومحيطها باتجاه مواقعها في مدينة الصنمين ومدينة درعا، فيما تم استبدال عناصر حاجز الرادار في بلدة النعيمة شرقي درعا التابع للأمن العسكري، بعناصر آخرين من جهاز المخابرات الجوية.
وكانت قد انسحبت، أمس الخميس، أرتال تتبع لـ”الفرقة 15″ من مدينة درعا، وعادت إلى مواقعها في السويداء، وكذلك استبدلت قوات النظام السوري حواجز الجيش في معبر نصيب بعناصر تابعين للأمن السياسي.
كذلك دخلت آليات عسكرية تابعة لـ “الفوج 404” محافظة السويداء عبر طريق دمشق – السويداء، وعبر الريف الغربي عن طريق بلدة بصر الحرير – ازرع السويداء، وتمركزت في قيادة “القوات الخاصة” بمنطقة المقوس شمالي السويداء.
وكانت قوات النظام السوري قد سحبت عدة حواجز لها من مدينة درعا كانت تنتشر على الطريق الدولي دمشق -عمان.
من جانبه، أكد الناشط محمد الحوراني، لـ”العربي الجيد”، انسحاب جميع الحواجز والنقاط العسكرية والأمنية من محيط مدينة داعل وعددها سبعة حواجز، دون أن يتضح إن كان النظام السوري ينوي استبدالها بعناصر جدد أم هو انسحاب نهائي، مشيراً إلى أنّ ذلك يأتي في سياق التبديلات التي تجريها قوات النظام على خارطة توزيع قواتها في المحافظة، بغية تقاسم النفوذ بين الأجهزة الأمنية للنظام في المحافظة.
ولفت الحوراني إلى أنّ هذه الترتيبات تأتي بعد انتهاء عمليات التسوية التي قامت بها قوات النظام السوري في محافظة درعا، مشيراً إلى أنّ تجميع النظام السوري قواته العسكرية قرب محافظة السويداء “ربما يشير إلى نيته القيام بعمل عسكري في المحافظة، أو مشابه لما قام به في محافظة درعا، حيث يعتبر النظام محافظة السويداء غير ممسوكة تماماً من جانبه، في ضوء انتشار المليشيات المسلحة المحلية التي يتبع بعضها لأجهزته الأمنية، لكن بعضها الآخر يشكل تحدياً لسلطات النظام”.
كما لفت إلى أنّ هذه الترتيبات “قد تكون أيضاً في إطار توزيع مناطق السيطرة بين الأجهزة الأمنية، وسد الفراغ الذي خلفه انسحاب الفرقة الرابعة من الريف الغربي”، معرباً عن اعتقاده أنّ “تبديل عناصر الجيش في معبر نصيب بالأمن السياسي التابع لوزارة داخلية النظام، ربما هدفه إظهار الطابع المدني للمعبر في ضوء تحسن العلاقات مع الأردن”.
وأجرت قوات النظام السوري، خلال الشهر الماضي، تسويات وتفتيش لجميع مناطق درعا، ما عدا بصرى الشام، معقل “اللواء الثامن” التابع لـ”الفيلق الخامس” المدعوم من روسيا، سحبت بموجبها آلاف قطع السلاح الخفيف بعد إعطاء الذين سوي وضعهم بطاقة، يفترض أن تمنحهم حرية المرور على حواجز النظام، كما أعطت المنشقين عن تأدية الخدمة العسكرية مهمة مدتها ثلاثة أشهر شريطة الالتحاق بقطعاتهم العسكرية قبل نهاية المدة.
المصدر: العربي الجديد