أكد وزير خارجية النظام فيصل المقداد، مساء الخميس، أن قوات نظام الأسد عازمة على مواصلة القتال في إدلب وشمال شرقي سوريا، حتى استعادة جميع الأراضي الخارجة عن سيطرتها، مشيراً إلى أن الدول الغربية بدأت بتغيير مواقفها تجاه النظام.
تحول غربي تجاه نظام الأسد
وفي حوار مع قناتي السورية والإخبارية السورية التابعتين للنظام، قال المقداد إن الإنجازات التي حققها النظام من خلال السيطرة على أراضٍ واسعة هي السبب في تغيير الأجواء السياسية الدولية تجاهه.
وحول ما يتردد عن تحول غربي تجاه النظام ذكر المقداد أنه لا يمكن الحديث عن “تحول غربي” تجاه النظام بل عن “فشل غربي”، حيث وجد أنه لا يوجد إمكانية “إلا للاعتراف بهذه الإنجازات” والتحاور مع النظام “حول مستقبل المنطقة”، حسب تعبيره.
المقداد يؤكد عزم على مواصلة الحل العسكري
وبحسب المقداد، فإن الحرب مستمرة طالما توجد “مجموعات إرهابية سواء في الشمال الغربي بمنطقة إدلب والتي يدعمها النظام التركي أو في الشمال الشرقي لمجموعات مسلحة تأخذ طابعاً انفصالياً في بعض الأحيان وتدعمها الولايات المتحدة”.
وطالب المقداد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بالتراجع عن تحالفها مع القوات الأميركية.
وهدد المقداد بالهجوم على جميع المناطق الخارجة عن سيطرة النظام قائلاً: “كما أنهينا الوضع في مناطق أخرى فالدور قادم سواء في الشمال الغربي أو في الشمال الشرقي”، مضيفاً أن النظام مصمم على دخول هذه المناطق “عاجلاً أم آجلاً”.
الغاز المصري
وبشأن موافقة النظام على تمرير الغاز المصري عبر الأراضي السورية إلى لبنان، قال المقداد: “عندما اتخذنا قرارنا بإيصال الغاز والكهرباء عبر سوريا لأشقائنا في لبنان فإن هذا القرار جاء لأننا نؤمن بأن الغاز المصري يجب أن يصل إلى لبنان بهدف إنقاذ الوضع في بلد شقيق يعاني مصاعب اقتصادية كبيرة”.
معبر نصيب
وحول فتح معبر نصيب مع الأردن، أوضح المقداد أن الكثير من الدول العربية لا تؤمن بالعقوبات المفروضة على نظام الأسد ومن خلال اللقاءات مع السلطات الأردنية “نأمل بفتح أفق جديد يساعد البلدين الشقيقين على تحسين الأوضاع الاقتصادية فيهما وتحسين استقرار الأوضاع في المنطقة”، بحسب وصفه.
التطبيع مع الأسد
ولفت إلى أن بعض الدول العربية عبرت عن رغبتها في تطبيع العلاقات مع نظام الأسد وإعادة العلاقات إلى ما كانت عليه، مضيفاً: “أما الدول العربية الأخرى التي لم تلتحق بالركب حتى الآن فنحن نأمل ونتوقع أن تنفتح ليس على سوريا فقط بل على بعضها”.
وأشار المقداد إلى أن اللقاءات التي أجراها وفد النظام على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها السادسة والسبعين أكدت للآخرين أنه لا مجال أمامهم إلا التحاور والجلوس مع ممثلي نظام الأسد لإعادة المياه إلى مجاريها.
ورداً على سؤال حول عودة النظام إلى الجامعة العربية قال المقداد: “يجب ألا نكون خارج الصف العربي.. القرار اتخذ دون إجماع عربي وهنالك دول عربية كثيرة التقينا بها تقول إن المكان الطبيعي لسورية هو في صفها العربي.. نحن لم نخرج سوريا من الجامعة وهنالك ظروف قادت البعض لاتخاذ مثل هذا القرار غير المناسب.. وأعتقد أن من اتخذ القرار يجب أن يتخذ القرار الآخر”، بحسب زعمه.
التصعيد في إدلب
وتأتي هذه التصريحات، بعد أيام من انتهاء قمةٍ جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في مدينة سوتشي الروسيّة، الأسبوع الفائت، والتي جاءت على وقع تصعيد عسكري مستمر لـ روسيا ونظام الأسد شمال غربي سوريا.
وبعد أيام من انعقاد قمة “أردوغان” و”بوتين” كما قبلها، كانت الطائرات الروسيّة ومدافع قوات النظام تواصل قصف منطقة إدلب والأرياف المتصلة بها من محافظات حلب وحماة واللاذقية، بالتزامن مع حديث وسائل إعلام موالية عن “معركة وشيكة” في إدلب.
وخلال الفترة الماضية جرى الحديث عن تحسن في العلاقات بين نظام الأسد وبعض الدول العربية وفي مقدمتها الأردن الذي بدأ بسلسلة من تطبيع العلاقات في العديد من المجالات التي تركز على الجوانب الاقتصادية والأمنية دون السياسية.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا